«قابل شعراوي جمعة وزار مدرسة ابتدائية».. كيف قضى محمود درويش أسبوعه الأول في القاهرة؟
وصل محمود درويش إلى القاهرة، واستدعى لمكتب محمد عروق، مدير صوت العرب وقتها، في فبراير 1971.
قال الإذاعي عبد الوهاب قتاية لجريدة "العربي" 2008: "لم يكن محمود درويش حين وصل إلى القاهرة مجهولا أو غائبا عن الحياة الثقافية في مصر، وإنما كان معروفا ومحبوبا وذا حضور مرموق في الأوساط الأدبية والإعلامية بخاصة صوت العرب، حيث كنا نحتضن باحتفاء حار معظم ما نشرته الكتب والصحف والمجلات الأدبية في مصر وبيروت ودمش من أشعار المقاومة في الوطن المحتل، وفي مقدمة تلك المبادرات الريادية الكاشقة لناقدنا العظيم رجاء النقاش، مثل كتابه المبكر 1969، محمود درويش شاعر الأرض المحتلة، ومثل ديوان آخر الليل الذي نشره بمجلة الهلال التي كان يرأس تحريرها في عدد يوليو 1969".
وأشار، إلى أن الشاعر محمود درويش زار الأقصر، وتفقد المعابد والآثار، وعندما وصلوا إلى مدخل مقبرة توت عنخ آمون نظر "درويش" إلى السلالم الضيقة النازلة في جوف الأرض، وقال إنه متعب وطلب إعفاءه من النزول إلى المقبرة.
وأضاف "قتاية": "في أسوان أنزلنا في فندق كتراكت التاريخي القديم ورتبت لنا زيارات لبعض المعالم الدالة، وفي مقدمتها السد العالي الذي ذكره درويش في قصيدته عن عبد الناصر وهناك همست له: لو أنه كان لا يزال حيا، لاستقبلك، بالتأكيد، كما استقبل فدوى طوقان، فكان جوابه نظرة تقطر أسى عميقا".
ودعى "درويش" رفقة "قتاية" إلى حفل غداء، وفور دخولهم القاعة فوجئوا بشعراوي جمعة وزير الداخلية، وقتما كان في زيارة إلى أسوان، وتحرك من مقعده ليرحب بمحمود درويش.
وسرد عبد الوهاب قتاية، ذكريات الزيارة في أسوان، قال: "كان الزيارة التي أخذن فيها إلى مدرسة ابتدائية متواضعة في أحد أطراف المدينة، ففي أحد الفصول استقبلنا معلم الفصل بحفاوة، قائلا لتلاميذه الصغار: قيام، فقاموا بنشاط، فأعطى لهم إِشارة ابتداء، فإذا بهم ينشدون في حرارة وتوافق كأنهم فريق كورال بعضا من أشعار المقاومة، مبتدئين بقصيدة درويش، وطني، يعلمني حديد سلاسلي، عنف النسور ورقة المتفائل".