صورة وتعليق.. أيقونة الصلبوت الأثرية من الكنيسة المعلقة بمصر القديمة
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بالجمعة العظيمة، وتذكار صلب السيد المسيح على يد اليهود.
وعلق الفنان مينا ممدوح، الحاصل على دبلوم الفنون من معهد الدراسات القبطية، على أيقونة الصلب الأثرية الموجودة في كنيسة السيدة العذراء والشهيدة دميانة والأربعين عذراء للأقباط الأرثوذكس، بمصر القديسمة والمعروفة باسم الكنيسة المعلقة.
وقال ممدوح في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إن الصورة ترجع للقرن الثامن عشر ويتميز بأنه خير معبر عن الفن القبطي في هذه المرحلة، حيث كانت الكنيسة قد بدأت تتخذ من اللغة العربية لغة رسمية للأيقونات والصلوات بجانب اللغة القبطية، كما يلاحظ أن الأيقونة بها المسيح المصلوب والسيدة العذراء مريم والقديس يوحنا الحبيب والقديسة مريم المجدلية.
وقال البابا الراحل شنودة الثالث في كتابه "تأملات في الجمعة العظيمة"، إن في يوم الجمعة العظيمة، نرى السيد المسيح في قمة حبة وفي قمة بذله.. إن المحبة تبلغ عمق أعماقها، أو ترتفع إلي قممها.. حينما تصعد على الصليب. المحبة تختبر بالألم. نختبرها بالضيقة، ونختبرها بالعطاء والبذل. الذي لا يستطيع أن يبذل، هو إنسان لا يحب، أو هو إنسان محبته ناقصة، أو هو يفضل ذاته علي غيره.. أما إن أحب، فإنه يبذل.. وكلما يزداد حبه، يزداد بذله، حتى يبذل كل شيء.. فإن وصل إلي كمال الحب، وإلي كمال البذل، فإنه يبذل ذاته.. يصعد على الصليب، ويقدم ذاته عمن يحبهم.
وأضاف أن هذا هو الدرس الذي أخذناه يوم الجمعة الكبيرة. "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد". لقد أظهر الله محبته للعالم بأنواع وطرق شتى: أعطى العالم نعمة الوجود، وأعطاه المعرفة، وكل أنواع الخيرات. بل أعطاه أيضًا المواهب الروحية. وتولي هذا العالم ورعايته وحبه. ولكن محبته لنا، ظهرت في أسمي صورها، حينما بذل ذاته عنا، لكي تكون الحياة الأبدية. ولقد جاء السيد المسيح إلي العالم، لكي يبذل.. لكي يبذل نفسه فدية عنا.