ياسر برهامي يكشف لـ«الدستور» كواليس صدام الإخوان والسلفيين (حوار)
أكد القيادي السلفي الدكتور ياسر برهامي أن مسلسل «الاختيار 3» يعد توثيقاً لأحداث فارفة مرّت على مصر خلال فترة عصيبة، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان كانت تسعى إلى الصدام الدائم بين جميع القوى السياسية وتقديم مصالحها الخاصة على صالح الدولة.
وكشف «برهامي» خلال حواره مع «الدستور» تفاصيل محاولة اغتياله من جانب جماعة الإخوان والتي عُرِضت خلال مسلسل «الاختيار3» فضلاً عن تفاصيل المشهد السياسي خلال تلك الفترة وإلى نص الحوار:
في البداية، عرض مسلسل «الاختيار 3» محاولة اغتيالك من جماعة الإخوان فما هي التفاصيل؟
بالفعل في تلك الفترة العصيبة كانت هناك محاولة اغتيال تم إخباري بها من خلال الجهات الأمنية، حيث وجدت اتصالات ملحة جداً من جهات أمنية يطلبون مني أن أترك أنا وأسرتي وشقيقي الدكتور جمال المنزل، وتركنا المنزل لمدة أسبوعين، وتم تأمين المنزل بتواجد سيارات ورجال الشرطة، حتى تواصلت معي الجهات الأمنية مرة أخرى وطمأنتني وعدت إلى منزلي.
كيف شاهدت توثيق المسلسل لتلك الحادثة؟
تلقيت رسائل كثيرة واتصالات عقب ذكر واقعة الاغتيال وذكر اسمي في إحدى حلقات المسلسل. المسلسل أقرب إلى الفيلم الوثائقي، يوثق مرحلة حساسة وخطيرة جدًا من تاريخ مصر التي كانت على حافة خطر ضخم في مرحلة فارقة، و«الاختيار 3» ليس مجرد عمل درامي بل توثيق للأحداث خاصة الجزء الخاص بالتسريبات، كما أن العمل كله يقوم على حقائق واقعية، والجزء الدرامي ليس كبيراً وهو ما يجعل العمل له قيمة عند الناس ومؤثر.
ما سر عداء الإخوان للسلفيين؟
الهجوم علينا كان بسبب أن الجماعة السلفية انحازت في تلك الفترة الراهنة للوطن، فكان لا بد من أن نراعي مصلحة البلد بسبب الفتنة التي كانت تريد أن تشعلها جماعة الإخوان، بسبب عدم وجود رئيس في مكانه أو مجموعة أبعدت عن الحكم، ولكننا لم نقبل بذلك لأن الوطن مقدم على الجماعات وعلى الطوائف، لذا نتجنب أن يصل بنا الأمر إلى الصدام التي تكون نتائجه لا في صالح الجماعات أو صالح الوطن.
نحن حريصون على مجتمعنا وهذا ما يثير غضبهم لأننا نؤثر في قطاع كبير من الناس كانوا يعتمدون عليه، وعندما رأوا تأثيرنا على عامة المتدينين، والتأثير بهم، وأن هناك صوت رافض لفكرهم، يقول للناس لا تسيروا خلف الصدام ولا تستمعوا لكلام التكفير هو ما أزعجهم.
كيف تعاملت مع مطالب الإخوان بالدعم من السلفيين؟
الأحداث المتتالية التي تمت خلال حكم الإخوان وأبرزها مع بداية تجمع رابعة، كان هناك إلحاح علينا بالمشاركة معهم في التجمع، وعندما رفضنا المشاركة اتهمونا بالخيانة والنفاق والكفر، حيث أننا كنا نرفض هذا التجمع، ونحرص أن يكون هناك فض سلمي، وبذلنا مجهوداً ضخماً في حل الأزمة، والحقيقة هم لم يستجيبوا للأسف الشديد رغم المحاولات العديدة والجهود التي بذلناها للفض السلمي.
حدثنا عن دور الدعوة السلفية في تلك الفترة
كانت هناك محاولات بين جميع الجهات للحل السلمي، وعندما تواصل معي الإخوان في تلك الفترة لإخباري بأنهم قد أقتنعوا وأن نحاول التدخل للحل السلمي، تواصلت مع الجهات المعنية في هذا الوقت، وكان هناك تجاوب من الجيش، وكان الرد أن ما يتفق عليه القوى السياسية سيتم الموافقة عليه، ولكن بعد الرجوع للإخوان مرة أخرى للاتفاق على حل سلمي كان ردهم: «ننتظر منكم الذهاب لتجمع رابعة لإعلان أخطائكم».
لماذا اختلف السلفيون مع طريقة تفكير الإخوان أثناء فترة حكمهم؟
طريقة تفكير جماعة الإخوان عقيمة، والغرب أوهمهم أنه سيقف معهم، وهناك من خدعهم وورطهم، وكانوا يريدون توريطنا معهم، وهذا لا يمكن بالطبع، فأي عاقل يعلم أن هذا الصدام يضر بالدولة وبالجماعة المصادمة، وكان وجودنا من أجل التحكم في هذا الصدام، ومع ذلك لم ننجح معهم، لذلك ابتعدنا واتخذنا خطوات مفارقة، ولكننا قدمنا مبادرات، ومن ضمنها مبادرة حزب النور التي تمت في ذلك التوقيت في فبراير 2013، وكانت محاولة لرأب الصدع، وتلك المبادرة رحبت بها جبهة الإنقاذ، ورفضها الإخوان، ثم بعد ذلك قبلوها كمبادئ وأفكار ونسبوها لأنفسهم ولكن بعد فوات الأوان، ولم يقبلها أحد في هذا الوقت منهم.
لماذا أبعدت جماعة الإخوان السلفيين عن المشهد في تلك الفترة؟
الإخوان يعادون كل الطوائف الأخرى، وجودنا معهم كان بهدف عدم اتخاذهم قرارات حادة وصدامية، لكنهم لم يريدوا وجودنا، واتخذوا المواقف الصدامية. هذا الصدام بيننا وبين الجماعات التكفيرية عمره أكثر من 40 عاماً، وفي الحقيقة تم القضاء على جزء كبير جداً من انتشار هذا الفكر من خلال الدعوة السلفية لذلك عندهم لينا «تار بايت».
هل كانت الجماعة السلفية تسعى إلى الحكم او المناصب السياسية؟
لم نكن نحلم بالوصول لشيء من ذلك، فنحن لم نشارك في المظاهرات، كان دورنا هو الحفاظ على الجبهة الداخلية، وعلى المواطنين في الفترة الصعبة التي كانت تنتشر فيها الفوضى، نحن أول من نظم اللجان الشعبية للحفاظ على المواطنين وممتلكاتهم، وتواصل معنا حينها الكثير من الأقباط قالوا لنا: «هتحموا محلاتنا قولنا ممتلكاتكم زي ممتلكاتنا واللي هيعتدي على أي ممتلكات للأقباط من محلات أو غيرها فهو اعتدى على ممتلكات المسلمين لا تفرقة، وكان هناك مشاركة من الأقباط في اللجان الشعبية الخاصة بالسلفيين، فكان هدفنا الحفاظ على البلد».
عقب ذلك أثيرت قضية إقصاء الشريعة وتغيير الدستور، وهو ما جعلنا نشارك في العمل السياسي للحفاظ على هوية البلد، فكانت مصر معرضة في تلك الفترة لحدوث فوضى خلاقة لصالح الأعداء، وشاركنا في العمل السياسي لهدف محدد وتم تحقيقه، وفي المراحل المختلفة كنا نرجو أن تمر البلد من الأزمات سواء الاقتصادية أو غيرها والحفاظ على مصر وليس للحكم.