القمص أنطونيوس فكري: دخول المسيح إلى أورشليم لم يمر على اليهود مرور الكرام
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأحد، بذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم، والمعروف كنسيًا باسم أحد الشعانين.
وقال الباحث بيشوي رزق، المتخصص في علوم ونصوص الكتاب المقدس، والحاصل على دبلوم معهد الرعاية والتربية الكنسية شعبة الكتاب المقدس، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن مسالة دخول المسيح الى اورشليم لم تمر مرور الكرام على اليهود لعدة اسباب، أبرزها النبؤة التي اطلقها زكريا الكاهن في الاية التاسعة من تاسع فصول او اصحاحات رسالته عن هذا اليوم فقال “اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.”، الأمر الذي يعني ان اليهود المطلعين على أسفار العهد القديم كانوا يعلمون جيدا ان ملكهم المعين من قبل الله اي المسيح سوف يأتي راكبا على حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ وليس على حصان كعادة القادة العسكريين حينها، وهو ما كان يعد امرا غريبا.
من جانبه يقول القمص أنطونيوس فكري، في كتابه شرح الكتاب المقدس، إنه في النص الكتابي السابق ينتقل النبي لذكر ملك أعظم من الإسكندر، وسيدخل أورشليم ليس على مركبة حربية كالعظماء من ملوك العالم بل وديعًا على حمار وجحش ابن أتان وهو عادل ومنصور أي أنه ليس كملوك الأرض الذين يظلمون. وهو دائمًا منتصر. فهو انتصر على الشيطان في معركته التي قدم نفسه فيها ذبيحة، ليستوفي عدل الله وبذلك ملك على قلوب عبيده. ولئلا يظن أحد أن المقصود هو الخلاص في العصر المقدوني، انتقل للمسيح المخلص الذي يأتي وديعًا كأفقر الناس.
و بمجيء المسيح فلتبتهج صهيون وتهتف بنت أورشليم وهذا ما حدث عند دخول المسيح لأورشليم إذ ابتهجت صهيون، وسبحت الكنيسة بنت أورشليم. وكلمة صهيون تعني ملاحظ الوصايا ومنفذها، وأورشليم تعني رؤية السلام. إذًا من يبتهج هو من يلاحظ الوصايا ويرى السلام الذي سيعطيه المسيح.