الديمقراطية بطريقة عم شكشك يا منى
فى نهاية الحلقة التاسعة من مسلسل «الاختيار» تم عرض تسجيل يجمع نائب المرشد العام للجماعة خيرت الشاطر والرجل الأقوى فى التنظيم مع أول بطة مدنية منتخبة، الكلام كان عن محمد البرادعى الذى كان يطمح فى منصب رئيس الوزراء، البطة المنتخبة قالت للشاطر إنه «هيموت على رئاسة الوزراء.. هيموت»، لكن السؤال الذى رن فى أذنى وأصابنى بالصدمة عندما قال مرسى للشاطر: «هى رئاسة الوزراء مهمة للدرجة دى؟ حاجة غريبة جدًا».
أنت متخيل الرجل الذى كان يجلس على كرسى الحكم ويدير الجمهورية ومطلوب منه أن يحقق آمال وتطلعات الناس ويقول إن لديه مشروع النهضة يسأل عن أهمية منصب رئيس الوزراء.
السياق العام الذى جاء بشخص مثل البطة المنتخبة كان «سياق مهبب» ربنا لا يرجعه، لكن ما يتم عرضه من تسجيلات فى حلقة «الاختيار ٣» يجعلنا نتساءل: «إحنا عدينا إزاى من التشكيل العصابى ده؟».. الطبيعى والمنطقى أن شخصًا جلس على مقعد رئيس الجمهورية تكون لديه رؤية واضحة لطبيعة الاختصاصات والصلاحيات والأدوار التى من المفترض أن يقوم بها كل مسئول لديه، لكن مندوب مكتب الإرشاد فى الاتحادية لا يفهم ذلك، بالتأكيد كل معلوماته عن منصب رئيس الوزراء ستكون فى محيط اختيار شخص مثل هشام قنديل أو من شابه، يعقد اجتماعًا أسبوعيًا بالوزراء ليأخذ موافقة على المشروعات التى تُرسل إليهم من المهندس خيرت الذى قال لمرسى: «بلاش تاخد قرارات من دماغك، حضرتك رئيس على راسنا طبعًا، لكن إحنا أمرنا شورى».
فى التسجيل فضح مرسى نفسه أولًا بالجهل بأهمية منصب رئيس الوزراء، ثم فضح البرادعى الذى كان قد اتصل بهم مرتين فى نفس اليوم ليعرف إذا كان هم اللى واقفين الموضوع، طالبًا بأن يقولوا: «ليس لدينا مانع».
فى الصحافة هناك مقولة «الأرشيف فضاح»، وفى السياسة «التسجيلات تفضح أكثر»، البرادعى هو واحد من أهم الابتلاءات التى ابتُلى بها البلد، البعض كان يظنه خبيرًا وكبيرًا وقادرًا على خدمة البلد فى أى موقع، خاصة أنه لسه جاى من هيئة الطاقة الذرية، لكن من الواضح أن بعض الهيئات تختار موظفيها ومنتسبيها لحاجة فى نفس يعقوب، ولا فارق بين هيئة دولية ومنظمة وأن كلهم فى الهم «ناسا».. حيث الأيام أثبتت أن الموقع الأهم الذى يصلح له هو التدوين على «تويتر»، ليكتب شعارات جوفاء- بعض التسريبات القديمة كانت تقول إن بعض تدويناته يرسلها إلى كتّاب وصحفيين ليراجعوها ويضيفوا إليها قبل أن ينشرها.
مساحة البرادعى من الإعراب لا تزيد على ١٤٠ حرفًا، وهى المساحة التى كان يكتب فيها على «تويتر» قبل أن تحدث تعديلات يمكن لصاحبها أن يزيد عدد الكلام، لكن على الواقع هو شخص لا يصلح لأى شىء.. من حقه أن يطمع كما تكشف تسجيلات الإخوان، لكن الأيام أثبتت أنه يتعامل مع المواقف الكبرى بنفس طريقة تعامله مع الإنترنت.. أى شىء يزعجه «بيعمل له سكيب».
وفقًا لتسجيلات الإخوان فالرجل أراد أن يحصل على منصب رئيس الوزراء وفق حسابات المصالح رغم أنه رجل قانون ودائمًا ما يتحدث عن الديمقراطية، لكن للأسف هناك مَن يريد تطبيق ديمقراطية القمص.. يا آخد منصب يا مش لاعب.
وعندما رفض الإخوان انضم فيما بعد إلى معسكر ٣٠ يونيو، وسرعان ما انسحب بعد فض اعتصام رابعة، رغم أنه كان يرى أنه مسلح وأنه يجب فضه، انسحب من المشهد لأنه وجد هناك ترتيبات دولية تتم، فإيه المشكلة إنه يبقى خيار مطروح للمناقشة، لكن للأسف رهانه لم يكن أيضًا فى محله.
فى الحقيقة فى كل مرة كان الرجل يجلس على «تويتر» ويوجه متابعيه فى اتجاه معين ويلقى برهانه على هذا الاتجاه، وفى كل مرة كان يبتعد عما راهن عليه ويجلس على الإنترنت يرتب الأوراق من جديد على «تويتر».. ده لو سارق وصلة الإنترنت مش هيحصل فيه كده.