المفوضية الأوروبية: مصر يمكنها إنتاج كهرباء بشكل يفوق احتياجاتها بكثير
قال فرانز تيمرمانز، نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي التنفيذي المعني بتغير المناخ، إن الاتحاد الأوروبى يسعى إلى استبدال الغاز الروسى بموارد أخرى للطاقة، ويمكن لمصر أن تلعب دورًا في ذلك ليس فقط من خلال صادراتها وإنتاجها من الغاز الطبيعي المسال، ولكن أيضًا من خلال قدرتها على نقل الغاز الطبيعى من دول المنطقة إلى أوروبا عن طريق مصر.
وأعرب عن اعتقاده بأنه ما من دولة تريد خلق أو بقاء وضع تعتمد فيه على مورد وحيد للطاقة، مشددًا على أنه يتعين علينا العمل على توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة وتخزينها ونقلها، خاصة الهيدروجين وتوفير البنية التحتية وتأهيل الأسواق لهذه الطاقة المتجددة، وأن تتوفر التكنولوجيا والبنية التحتية للدول التي تنتج هذه الطاقة.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبى سيعمل مع مصر لتعزيز هذه العناصر ذات الصلة بمنظومة الطاقة المتجددة خلال الأشهر القادمة بشكل مكثف، والإسراع بذلك مع انعقاد مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، مشيدًا بتفهم السلطات المصرية لأهمية الطاقة المتجددة وتحركها بشكل سريع فى هذا الاتجاه.
وكشف تيمرمانز، أنه يجرى العمل على دراسة تطوير خطط تتعلق بالتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى ودول أخرى بالمنطقة للمساهمة فى تلبية احتياجات القارة الأوروبية من الطاقة آخذًا في الاعتبار تنامي استخدام مصر للطاقة للمساهمة فى تنفيذ خطط التنمية الجارية، وبالتالي يمكن الاستفادة من إمكانيات مصر عبر التعاون مع دول أخرى منتجة للغاز الطبيعي في المنطقة لتصديره، وقال إن الأمر المؤكد أن هناك رغبة متبادلة من جانب الاتحاد الأوروبى ومن جانب مصر لتحقيق هذا الأمر.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يضع استراتيجية لشراكات طويلة الأمد للطاقة المتجددة تتجاوز فترة عام أو عامين، خاصة فيما يتعلق بطاقة الهيدروجين الأخضر، مشددًا على أن مصر بمواردها الطبيعية الضخمة يمكنها أن تنتج كهرباء بشكل يفوق بكثير احتياجاتها الذاتية، ولذلك يمكن نقل هذه الطاقة إلى أوروبا لتلبية احتياجاتها، وبالتالي فنحن نبحث عن أفضل السبل الكفيلة لتحقيق ذلك مع الجانب المصرى من خلال إقامة شراكة طويلة الأمد.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبى يتحدث مع عدد من الدول بالمنطقة لتعويض نقص إمدادات الغاز الوارد من روسيا، خاصة قبل نهاية العام الجارى، ومن بين هذه الدول مصر وقطر والسعودية وإسرائيل والجزائر، كما أن لدينا خططًا لتقليص وارداتنا من روسيا وتعزيز اعتمادنا على موارد أخرى وزيادة إنتاجنا من الطاقة المتجددة وقدرتنا على تخزينها.
وأكد على أهمية أن تكون هناك شراكة فى منطقة المتوسط لتنويع مصادر الطاقة، ويجب أن يبدأ الحديث عن شراكة فى دول المتوسط وأن تتحدث مع مصر حول كيفية تنويع الطاقة المتجددة، خاصة الهيدروجين، وهو أمر يتعين أن يتم من خلال شراكة بين دول المتوسط، مشيرًا إلى أن دول الاتحاد الأوروبى حريصة كل الحرص على تحقيق ذلك، معتبرًا مصر بمواردها وموقعها فى قلب هذه العملية، وسوف نستطلع آراء الدول المختلفة فى هذه المنطقة ومن بينها المغرب وكذلك دول الخليج والسعودية حول هذه الشراكة.
وشدد على أن هناك فرصًا جيدة لهذه المبادرة، معربًا عن رغبة الاتحاد الأوروبي في أن يتخذ الاتحاد ومصر خطوات في هذا الاتجاه.