رفائيل سانزيو دا أوربينو يحكي قصة الفلسفة اليونانية في لوحته "مدرسة أثينا"

توافق يوم مولده مع يوم وفاته، حيث ولد في السادس من أبريل في العام 1483- ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1520. وهو واحد من أهم نحاتي عصر النهضة في إيطاليا، إنه المثال رفائيل سانزيو دا أوربينو. وهو فنان ومهندس معماري عاش في العصر الكلاسيكي الثاني التابع لعصر النهضة. والذي تميزت به إيطاليا دون غيرها من المدن الأوربية، ما رشحها لأن تتصدر أكثر الدول جمالا بسبب الصروح المعمارية العظيمة والتماثيل والنوافير والكنائس التي لا مثيل لها فضلا عن الفاتيكان.

تتلمذ رفائيل سانزيو دا أوربينو علي يد أستاذه في الفن بيترو بورجيني، وأقام عدة ورش في مدينة فلورنسا الإيطالية، ثم بعد ذلك تقلد منصب كبير المهندسين والمشرف علي العمائر والمباني لدي الملك يوليوس الثاني، وليون العاشر. وفي الفترة من سنة 1504 إلي سنة 1507 أنتهي رفائيل سانزيو دا أوربينو من رسم سلسلة “مادونس”، وبعدها أنتقل إلي روما عام 1508 لرسم “ستانزي” في الفاتيكان.

ثالث ثلاثة من عظماء فناني عصر النهضة

ويعد رفائيل سانزيو دا أوربينو، أحد الرسامين الثلاثة الرئيسيين الأبرز خلال عصر النهضة، جنبا إلي جنب مع كلا من: ليوناردو دافنشي، ومايكل أنجلو. وتعد جدارية “مدرسة أثينا”، إحدي أشهر أعمال  رفائيل سانزيو دا أوربينو، وتوجد في الفاتيكان، عكف رفائيل في العمل عليها خلال في الفترة من ١٥٠٩ وحتي ١٥١١ .

وفي جداريته “مدرسة أثينا”، جسد  رفائيل سانزيو دا أوربينو، الفروع الأربعة للمعرفة الإنسانية، فكانت مدرسة أثينا تمثل الفلسفة، وفي الجدار المقابل لها جسد علم اللاهوت ، وفي الجدارين الآخرين جسد الشعر والقانون.

ويبرز في منتصف لوحة “مدرسة أثينا” للفنان رفائيل سانزيو دا أوربينو، كلا من الفيلسوفين أرسطو وأفلاطون، محاط كل منهما بمجموعة من الفلاسفة والمفكرين. وميز رفائيل أفلاطون بكبر سنه فهو معلم أرسطو. ما أرسطو فنستطيع التعرف عليه بالكتاب الذي يحمله وحرص رفائييل علي إبراز عنوانه وهو كتاب “علم الأخلاق”.  

كما تبرز لوحة “مدرسة أثينا” للفنان رفائيل سانزيو دا أوربينو، ما تتميز به فلسفة أفلاطون، والتي تركز علي ما هو أزلي من جهة وما هو زائل من جهة أخري، ويقول بوجود حقيقة أخري وراء عالم الحواس، وهذه الحقيقة هي ما أسماه أفلاطون بــ"عالم الأفكار"و لذلك جسد  الفنان رفائيل سانزيو دا أوربينو، الفيلسوف “أفلاطون”، في لوحته مدرسة أثينا وهو يشير إلي السماء، حيث الأشياء التي لا يمكن أن نراها.

أما أرسطو فقد كان اهتمامه الفلسفي ينصب علي الطبيعة الحية المشاهدة والملموسة بالحواس، حيث يقول : لا يمكن لوعينا أن يدرك أي شئ، إلا لو استشعره بحواسه، لذاك نجد أرسطو في لوحة “مدرسة أثينا” تشير إلي الأرض وكأنه يقول لـ “أفلاطون”: لا، دعنا نركز علي ما نراه وما نلاحظه هنا علي أرض الواقع.

أما عن ألوان لوحة “مدرسة أثينا”، فنري أن أفلاطون يرتدي رداء بنفسجي اللون وهو ما يرمز إلي كل ما هو أثيري، بينما نري أرسطو يرتدي ملابس يغلب  عليها ألوان الماء والأرض، الأزرق والبني.

كما نتعرف علي مجموعة من الفلاسفة والمفكرين الظاهرين في لوحة “مدرسة أثينا”،    للفنان رفائيل سانزيو دا أوربينو، وهم: فيثاغورث وهو الرياضي الذي اكتشف التجانس الموسيقي، وفي جهة أخري من اللوحة نري إقليدس رائد علم الهندسة، ويظهر في اللوحة وهو يرسم شكلا هندسيا.

وفي أرضية لوحة “مدرسة أثينا”، يجلس الفيلسوف “ديوجين”، والذي تركز فلسفته وأفكار علي أن السعادة لا تأتي عن طريق المال أو السلطة بل بالإستغناء عن كل ذلك، لذلك يظهر ديوجين في اللوحة رث الثياب غير مهتم بأي شئ من المظاهر.