وزارة الدفاع العراقية تحذر من المساس بالمؤسسة العسكرية
حذرت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الإثنين، من المساس بالمؤسسة العسكرية، فيما أشارت إلى أن أبوابها مفتوحة لكل مواطن قام بتشخيص حالة فساد.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إنه رداً على ما جرى بثه من خلال إحدى القنوات الفضائية الذي عرض يوم أمس الأحد، بعنوان "الجيش العراقي بطولات وفساد"، حيث جرى استضافة الممثل "أياد الطائي" والذي انتحل صفة ضابط برتبة عميد في الجيش العراقي باسم العميد "تايه مظلوم العراقي" حسب ما تم تعريفه من قبل مقدم البرنامج، نود أن نبين ما يلي: "إن عملية الإصلاح والتقويم في المجتمعات لا تتم من خلال التشهير بالمؤسسات وخصوصاً من خلال المحطات الفضائية وبرامج شهر رمضان المبارك والتي تتم مشاهدتها من قبل العديد من المواطنين وتدر أمولاً طائلة من خلال استخدام طرق رخيصة في أغلب الأحيان".
وأضافت، "كان من الأجدر أن يتم التنويه في بداية البرنامج بأن المعروض في الحلقة هو دراما معدة مسبقاً من تأليف القناة لمنع الالتباس على المشاهد والتوهم بأن الشخص الذي تجري محاورته هو ضابط حقيقي في الجيش العراقي خصوصاً وأن هذه المحطة تتم مشاهدتها من جميع دول العالم"، موضحة أن "ما جرى تناوله في الحلقة يعد إساءة واضحة وصريحة للمؤسسة العسكرية ولكل منتسبيها".
وأكدت أن "وزارة الدفاع لن ترضى أن يساء إلى هذه المؤسسة العريقة والتي يمتد تاريخها لـ (101) عام، قدمت خلالها العديد من التضحيات والبطولات منذ تأسيسها في العام 1921 والى يومنا هذا"، لافتة الى أن "الوزارة قدمت العديد من الشهداء الأبطال من الضباط والمراتب مضحّين بدمائهم الزكية من أجل أن ينعم الشعب العراقي بالأمن والسلام، وخاضوا المعارك الشرسة ضد الإرهاب والإرهابيين واستطاعوا تحرير الأرض من دنسهم ولم يأتِ هذا التحرير بسهولة بل عُبّد بالدماء الطاهرة التي روت كل شبر من أرض الوطن".
وبينت الوزارة أن "تناول ضباط المؤسسة العسكرية وقادتها بهذه الصورة غير اللائقة كفيل بإحباط الروح المعنوية لمنتسبي هذه المؤسسة وهم يشاهدون ما يتم بثه عن قادتهم من أمور غير لائقة خاصة ونحن اليوم بحاجة الى كل ما يسهم في رفع الروح المعنوية للمقاتلين كون حربنا ضد الإرهاب ما زالت مستمرة وما زال أبطال الجيش العراقي يخوضون المعارك هنا وهناك من أجل القضاء على كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن وتدنيس ترابه وما زال الأبطال يقدّمون الدماء الزكية في سبيل أن يعم الأمن والأمان في ربوع الوطن"، لافتة الى أن "ظهور الممثل أياد الطائي بهذا المظهر غير اللائق وبرتبة عليا، هو انتحال واضح وصريح لصفة عسكرية وأن هذا يمنح الوزارة الحق بإقامة دعوى قضائية ضده".
وبينت أن "مظهره الذي ظهر به يعكس صورة سيئة عن ضباط الجيش العراقي وعن السياقات المتبعة في الوزارة، إضافة الى أن ما تناوله من حديث يسيئ إلى سمعة كل الجيش العراقي ويمحي كل تضحياتهم وبطولاتهم وما قدموه من أجل أن ينعم كل المواطنين بالأمان ويستطيع كل شخص ممارسة حريته"، مؤكدة أنه "لولا هذه التضحيات لما استطاع هذا "الفنان" مزاولة عمله ولما تمكن أي مقدم برامج أو قناة فضائية من مزاولة عملهم، وما ظهورهم اليوم الا بفضل تلك التضحيات الكبيرة".
وذكرت، "إننا كوزارة دفاع نفتخر بالفنان العراقي الذي يقوم بنقل بطولات وتضحيات منتسبي الجيش الأبطال من خلال الأعمال الدرامية التي يقدمها ويعكس فيها الصورة الحقيقة والمشرفة لأبطال الجيش، لكننا نرفض وبشدة أن تتم الإساءة الى ضباط الجيش العراقي بهذه الصورة غير اللائقة والتي لا تمت الى واقع ضباطنا الأبطال"، مؤكدة، "إننا لسنا هنا في محل الدفاع عن بعض الفاسدين والذين لا يشكلون سوى فئة قليلة حشرتهم الظروف السياسية التي مر بها البلد من ضعاف النفوس والجهلة المحسوبين على المؤسسة العسكرية".
وأكدت أن "وجود بعض العناصر الفاسدة في أي مؤسسة سواء كانت مدنية أو أمنية لا يعني بالضرورة استشراء هذا الفساد في كل قطعات تلك المؤسسة"، موضحة أن "الوزارة تمتلك نظام توطين خاص بالرواتب ولا يوجد أي (فضائي) في الجيش العراقي إذ يتسلم كل منتسبي الجيش رواتبهم من خلال بطاقة (الماستر كارد)، وبالنسبة لمصطلح (الفضائي) هو الذي لا اسم ولا جسم له وهو غير موجود في الجيش".
وبينت أنه "أبواب وزارتنا مفتوحة لكل مواطن قام بتشخيص حالة فساد في الوزارة ويمتلك الأدلة القاطعة عنها حتى يتم استئصالها ومحاسبة المسئولين عنها"، معربة عن رفضها "أن يتم كيل التهم الى منتسبيها كافة من القادة والضباط والمراتب والموظفين دون وجود دليل مادي يتم الأخذ به وفق طرق قانونية".
وأشارت إلى أنها "ستحتفظ بحقها القانوني بالرد وسيتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية بحق المحطة ومقدم البرنامج والممثل الذي استُضيف فيها والذي انتحل صفة ضابط في الجيش وظهر بالبدلة العسكرية"، لافتة الى أنه "سترتب عقوبة على كل شخص يرتدي البدلة العسكرية والرتب العسكرية من دون موافقات أصولية".