مخللات مغشوشة.. مواد مجهولة المصدر تُضاف لسرعة إنضاجها
قبيل موسم رمضان تنتعش حركة بيع وشراء المخلل، الذي يعتبره المصريون أحد أهم طقوس الشهر الكريم، وتزدحم المحال التجارية بالزبائن لشراء ما لذ وطاب، إلا أن هناك بعض من التجار ممن يسعون إلى تحقيق مكاسب سريعة وطائلة، عن طريق بيع المنتجات غير الصالحة للاستخدام الآدمي، وهو الأمر الذي تعمل الحكومة على التصدي له.
مع حلول شهر رمضان الكريم، اعتاد حسن عز، موظف خمسيني، على شراء المخلل، حتى أنه يركز على اختيار أنواع محددة منه ويشتري كميات كبيرة، وذلك من أجل أن تكفي أكثر من يوم، وما إن تنفد الكمية يعاود الشراء مرة أخرى.
يقول عز: "عندنا في البيت بنعتبر المخلل من أهم طقوس رمضان زيه زي شراء الياميش، يعني الواحد ميحسش بالإفطار واللمة من غير الطرشي البلدي والمخلل، وفي رمضان السنة دي اشتريت من محل جديد كان شديد الزحام".
وأوضح عز: "أقدمت على الشراء من هذا المحل بعد رؤية ازدحام وتكدس الناس عليه بهذا الشكل، اشتريت كمية ليست بكبيرة من أحد المحال فقط للتجربة، لأني أول مرة اشترى من هذا المحل، وبمجرد تفريغ الكمية قبل دقائق من موعد الإفطار، وجد بها شوائب سوداء وأخرى تشبه العفن".
واختتم: "على الفور تخلصت من كل الكمية من هذا المخلل وتوجهت إلى صاحب المحل لأخبره بما جرى معي، حتى يتراجع عن بيع المنتجات المغشوشة الغير صالحة للاستخدام".
والتقت “الدستور” بـ"أحمد. م"، أحد العاملين بمصانع "الطرشي"، الذي أكد أنه في وقت المواسم والأعياد يزداد الطلب على "المخلل أو الطرشي" بأنواعه، لذا يلجأ أصحاب المصانع والتجار في إضافة بعد المواد لتسريع عملية إنضاج الطرشي.
ويضيف: "المصنع أو المحل بيخزن كميات ضخمة من بدري، وطبعًا مع الكميات الكبيرة دي بتاخد وقت أطول في عملية التخليل، ومع ضيق الوقت وسرعة الحاجة للبيع وتحقيق الربح، بيستخدم أصحاب المصانع مواد معينة تضاف على كميات المخلل المطلوب إنضاجها".
ويؤكد: "المواد التي يتم استخدامها دي بتساعد في تقليل مدة التسوية مثلًا من شهر لأسبوعين، وتوفر وقت كبير، ولكن مع الأسف المواد دي مع تكرارها وزيادة استخدامها تضر بالصحة العامة".
لم يكن "عز" هو الضحية الوحيدة للغش التجاري وشراء كميات من "المخلل" غير صالحة للاستهلاك، إذ ابتاعت منى مصطفى، ربة منزل أربعينية، تعيش بمنطقة فيصل، من أحد المحال عدد من العبوات الجاهزة من "الطرشي البلدي" قبل بدء شهر رمضان.
توضح: "المحل كان عليه ضغط وزحام شديد لشراء كميات من الطرشي، وطبعًا أنا اعتقدت أن هذا مؤشر لجودة منتجات المحل، بالإضافة إلى أن رواج البيع والشراء يعني أن لا يوجد بالمحل مخلل قديم أو بايت".
وتضيف: "أميرة": "ابتاعت كمية كبيرة من المحل لأسرتي ولأسرة ابنتي، وما إن رُفع آذان المغرب وبدأ الجميع في تناول الإفطار، وبمجرد أن بدأ أحد أفراد الأسرة يدوق المخلل لكن وجد مذاقه غير مألوف وكأن مضاف له صبغة أو نكهة غيرت طعمه وكأنه كارف، تكررت الشكوى مع شخص آخر وجد المخلل وكأنه لم ينضج بعد".
واختتمت: "طبعًا تخلصت من الكمية كلها لأنها مش مضمونة إذا كانت صالحة أو لا، وأخذت قرار بعدم شراء المخلل مرة أخرى، خاصةً بعدما ذهبت بتلك الكميات التي ابتاعتها لصاحب المحل، والذي رفض استرجاع المخلل وكان رده إن المحل ليس له ذنب هذا سوء تخزين في البيت".
وخلال الفترة الماضية كثفت الحكومة حملاتها على الأسواق، إذ شنت مديرية الصحة بالقليوبية، حملة مكبرة للمرور على المنشآت الغذائية بمدينة القناطر، تنفيذاً لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي، القائم بأعمال وزير الصحة والسكان، لضمان وصول غذاء آمن حفاظاً على الصحة العامة للمواطنين.
وشنت الحملة المرور على العديد من المنشآت الغذائية إذ تم ضبط 10 أطنان من المخلل المشكل وبلوبيف مشكل غير محتفظ بخواصه الطبيعية، ولا يوجد عليه أي بيانات، وتبين أن المنشأة غير مرخصة، وعدم استيفائها للاشتراطات الصحية وتمثل خطرًا داهمًا على الصحة العامة.
كما تم سحب عينات من المضبوطات وإرسالها للمعامل، لبيان مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وتم تحرير محاضر ضبط وعرضها على النيابة العامة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفات الموجودة.