بعد غضب فرنسا.. مواقف رفض فيها الكرملين استخدام الرسوم المسيئة
رغم المواقف الروسية الواضحة تجاه الرسوم المسيئة وأنها غير مرتبطة بحرية التعبير، وخاصة مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الرسوم المسيئة التى نشرتها صحيفة شارلى إبدو وغيرها، إلا أن موسكو استخدمت الأداة الفرنسية ذاتها.
واستدعت وزارة الخارجية الفرنسية السفير الروسي لدى باريس، الجمعة الماضية، بسبب ما نشرته السفارة على تويتر في وقت سابق واعتبرته باريس غير مقبول.
وكانت السفارة الروسية في باريس نشرت الخميس الماضى على تويتر، رسمًا ساخرًا لجثة ممددة على طاولة وعليها كلمة أوروبا، وراح أشخاص يمثلون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يثبتون إبرا فيها.
كما نشرت السفارة رسما كاريكاتيريا آخر، يظهر الأوروبيين جاثمين أمام العم سام الذي يرمز إلى الولايات المتحدة، وعادت السفارة الروسية بباريس وحذفت الرسمين المثيرين للجدل من على حسابها في تويتر.
نرصد من خلال التقرير التالى مواقف الرئيس الروسى والكرملين حول الرسوم المسيئة وأسباب رفضها.
الخارجية الروسية تعلق على الغضب الفرنسي من الرسوم المسيئة
علقت وزارة الخارجية الروسية على إبداء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استياءه إزاء رسم كاريكاتيري نشرته سفارة موسكو في باريس، يسخر من العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على قناتها الرسمية في تليجرام، على تصريحات الرئيس ماكرون قائلة:"حقا؟ أليس رؤساء ووزارة خارجية فرنسا هم الذين كانوا يعلموننا بأن أي رسوم كاريكاتيرية أمر طبيعي، حتى تلك الفظيعة التي نشرتها "شارلي إبدو"؟ قررنا اتباع نصيحتهم واستخدام الهجاء الذي يعتبرونه دليلا على حرية التعبير، والآن لا يعجبهم شيء".
موقف الكرملين من رسومات فرنسية ساخرة فى نوفمبر 2015
فى نوفمبر عام 2015، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمترى بيسكوف إن رسومات الكاريكاتير التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة حول سقوط الطائرة الروسية في سيناء تدنيسا للمقدسات.
وندد الكرملين بشدة بنشر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة رسوما كاريكاتيرية حول حادث تحطم الطائرة الروسية في مصر، الذي قتل فيه 224 شخصا معظمهم سياح روس.
وقال بيسكوف خلال مؤتمر صحفى انذاك "في بلادنا يمكننا إيجاز ذلك بكلمة واحدة تدنيس"، متابعا "هذا لا علاقة له بالديمقراطية أو حرية التعبير هذا تدنيس للمقدسات".
مواقف الرئيس الروسي من الرسومات المسيئة للرسول
وفى ديسمبر 2021، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين خلال المؤتمر الصحفي السنوي، أن إهانة النبي محمد ونشر صور النازيين على المواقع الإلكترونية ليست حرية تعبير.
وقال الرئيس بوتين "وضع هتلر على موقع الفوج الخالد حرية رأي؟ لنفكر في هذا الجانب من الموضوع، إهانة للنبي محمد ما هي؟ هل هي حرية رأي؟، متابعا هي ليست حرية رأي بل انتهاك حرية الدين وانتهاك المشاعر المقدسة لمن يعتنق الإسلام".
وفى ديسمبر 2020، علق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبي المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم، بالقول إن المسيئين لمشاعر المؤمنين لابد وأن يتوقعوا رد الفعل.
وقال بوتين ردا على سؤال حول الإساءة للنبي محمد إن "المسيئين لمشاعر المؤمنين لابد وأن يتوقعوا رد الفعل ولكنه لا ينبغي أن يكون عدواني".
ولفت بوتين الى أن رد الفعل على انتهاك حقوق المؤمنين يجب ألا يؤدي إلى حرمان المرء من حياته عبر عمليات قتل أو انتقام ضد الناس الأبرياء.