رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بحضور أسرته .. أتيليه القاهرة يحتفل بذكري ميلاد المفكر االراحل الدكتور جابر عصفور

دكتور جابر عصفور
دكتور جابر عصفور

يستضيف أتيليه القاهرة، احتفالية لتكريم وزير الثقافة الأسبق، الناقد الراحل دكتور جابر عصفور، والاحتفال بذكري مولده، بمشاركة أسرته، وذلك في السادسة من مساء اليوم الجمعة.

يشارك في الاحتفالية كل من الكتاب والمثقفين: دكتور أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة السابق ــ الناقد الدكتور محمد بدوي ــ الروائية سلوي بكر ــ دكتور سعيد المصري ــ المهندس أحمد بهاء الدين شعبان ــ  دكتور أحمد النجار ــ الكاتبة هالة كمال ــ المؤرخ أحمد زكريا الشلق ــ الشاعر زين العابدين فؤاد ــ الكاتب جلال الحلفاوي ــ الناقد نبيل عبد الفتاح ــ الروائية هالة البدري ــ الكاتب علي عفيفي.

 

كما تتضمن الاحتفالية مناقشة كتاب، "خطاب عصفور النقدي.. قراءات تأسيسية"، من تأليف دكتور طارق النعمان، والصادر حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع.

وتنقسم مسيرة المثقف والناقد الكبير دكتور جابر عصفور إلي ثلاثة مراحل: مرحلة تبدأ من إعداده لرسالة الماجستير وتنتهي، مع نهاية كتابته لكتاب مفهوم الشعر، ومرحلة ثانية تبدأ مع عودته من زيارته إلى جامعة وسكنسون، في الولايات المتحدة الأمريكية، كأستاذ مساعد زائر من أغسطس 1977 إلى أغسطس 1978، وحتى كتابته لكتاب المرايا المتجاورة، ومقاله البالغ الأهمية نقاد نجيب محفوظ ثم كتابه قراءة التراث النقدي وحتى توليه رئاسة تحرير مجلة فصول عام 1992، ثم المرحلة الثالثة والأخيرة التي تبدأ من هذا التاريخ مرورًا بتوليه للمجلس الأعلى للثقافة بعد ذلك بعام وحتى وفاته، والتي أخذت فيها ممارسته النقدية تزداد اتساعًا وتتحول من مجرد الاقتصار على التنظير والمقولات النظرية، وعلى نقد النقد، ونقد الشعر لتتسع للمزيد من القراءات التطبيقية والتحليلية على النصوص الأدبية في تنوعها. إذ أخذت تتسع أيضًا لأنواع أدبية أخرى لم تكن تحظى باهتمامه من قبل، فأخذ يهتم، بعد اهتمامه ببلاغة المقموعين، بالسرد التراثي، كما أخذ يهتم بالرواية كذلك، وهو ما انعكس في كتابه الخلافي زمن الرواية. 

وقد أخذت تُصاحِب كل هذه التحولات تحولات أيضًا في نمط كتابته، حيث أخذت هذه الكتابات تتوجه إلى القارئ غير المُتخصِّص أكثر مِمَّا تتوجه إلى القارئ المُتخصص، أي أن ثمة اختلافًا ملحوظًا قد طرأ على قارئ عصفور الضمني. إذ أخذت كتاباته تنتقل من الفضاء الأكاديمي الخاص والضيق إلى فضاءات أخرى أكثر رحابة واتساعًا؛ وهي فضاءات المجلة، والصحيفة، والندوة، والمقال، والحوار. ويمكن نعت هذه المرحلة بمرحلة الكتب المقالية، أو الكتب المُنجَّمَة، القائمة على مقالات تدور حول موضوع واحد، أو قضية واحدة أو مجموعة من القضايا المتصلة ببعضها البعض تُنْشَر أولاً في المجلات والصُّحف، ثم يتم جمعها لاحقًا في كتاب.

وإذا كان يمكن القول إن هذه النقلات أو المراحل اختلفت في بعض جوانبها وأنها محطات ومراحل تُمثِّل نقلات وتحولات مهمة انعكست على خطاب عصفور النقدي، سواء على مستوى منهجيته وحِرْفِيَّته، أو مستوى لغته وأسلوبه، أو مستوى الصعوبة والوضوح، أو مستوى طبيعة ونوعية القضايا والمشكلات، والتحول من القضايا الأكاديمية المُتخصِّصة إلى القضايا العامة، الراهنة والساخنة؛ فإنه يمكن القول أيضًا إن ثمة سمات أصيلة ظلت ثابتة على امتداد مشروع عصفور النقدي كله، حتى في المرحلة الأخيرة التي غلبت عليها المقالات أو مرحلة الكتب المُنجَّمَة. وهي ما نأمل أن نكشف عنها، في قراءات ودراسات أخرى لاحقة حول مشروع عصفور النقدي.