رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد 7 سنوات.. ماذا حدث فى فض رابعة من واقع وثائق القضية؟ (1-6)

فض رابعة
فض رابعة

رغم مرور 7 سنوات على فض ميدان رابعة العدوية من جماعة الإخوان الإرهابية، مازالت تلك القضية تحمل كثيرا من الشهادات حول تعامل الدولة مع المعتصمين وكيف وفرت لهم ممرا آمنا للخروج قبل بدء عمليات الفض، كما نرصد من واقع أوراق القضية بالتفصيل شهادة ضباط الأمن الوطني مجري التحريات الرئيسي بالقضية.


- تفاصيل بلاغات أهالي رابعة العدوية ضد المعتصمين
قبل أن نخوض فيما جري من وقائع بعملية فض رابعة، نسترجع قليلا لماذا تحركت الدولة لفض ميدان رابعة العدية، فعلي مدار شهر يوليو 2013 تلقت النيابة العامة العديد من البلاغات ضد معتصمي رابعة، تتهم بارتكاب عمليات تعذيب ضد المعارضين، وغلق مداخل العمارات واضطهاد أهلها.

فالبلاغات التي تلقتها نيابة شرق القاهرة من سكان رابعة العدوية تفيد بتضررهم من اعتصام الإخوان وتعرضهم لمضايقات واعتداءات، ودعت نيابة شرق القاهرة الكلية أهالي المتوفين والمصابين في المصادمات الدامية بمحيط اعتصام رابعة وطريق النصر بمدينة نصر، إلى الحضور للنيابة العامة للإدلاء بأقوالهم وشهادتهم بشأن تلك الأحداث ومعلوماتهم عنها حتى يتسنى لها استكمال التحقيقات.

وأمر إبراهيم لاشين، وكيل أول نيابة مدينة نصر حينها، بسرعة تحريات الأمن الوطني حول بلاغات سكان رابعة العدوية لوجود أسلحة داخل خيام المعتصمين، وطلبت النيابة من هيئة الطرق تقريرها عن وجود قطع للطريق على يد المعتصمين من أنصار المعزول.

واستمع وكيل أول نيابة مدينة نصر لأقوال عدد من سكان رابعة العدوية المتضررين من الاعتصام، الذين أكدوا أن حياتهم تحولت إلى جحيم بسبب الاعتصام، فأطفالهم لا يستطيعون النزول إلى الشارع منذ شهر خوفاً عليهم، وأصيبوا بحالة نفسية سيئة، وأن أنصار المعزول يحتلون مداخل منازلهم ويتبولون بها، مما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة لا يستطيعون تحملها، إضافة إلى تفتيشهم يومياً في الدخول والخروج، مما سبب استحالة الحياة في المنطقة، وطالب سكان رابعة بفض الاعتصام.

كل تلك البلاغات والتحقيقات وضعت أمام النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات، الذي كلف المكتب الفني برئاسة المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد، بفتح تحقيق عاجل في البلاغات التي قدمت من سكان منطقة رابعة العدوية ضد المتظاهرين من أنصار المعزول محمد مرسي، لتهديدهم ونشر الفزع والرعب بين أبنائهم ما جعل حياتهم صعبة.

وأضاف مقدمو البلاغات من قاطني منطقة رابعة أن الحالة التي يعيشها الأهالي أصبحت تهدد مستقبلهم، كما أنها أصبحت كابوساً فظيعاً على الأطفال.
- خطاب القوات المسلحة للمعتصمين بمنع العنف والتخريب
في فجر يوم الإثنين الموافق 29 يوليو 2013 حلقت طائرة تابعة للقوات المسلحة فوق اعتصام رابعة العدوية، وألقت بياناً على المعتصمين بمحيط ميدان رابعة العدوية أكثر من مرة، واستقبلها المتظاهرون بهتافات مناهضة و«بالروح بالدم نفديك يا إسلام».

ونص البيان جاء على النحو التالي: «يا أبناء الوطن الشرفاء.. إن ما شاهدناه بالأمس يظهر أن هناك من يدفع أن تكون الفوضى هي قانون الشارع، ولا يفزعه قتل أو عنف أو حرق ممتلكات أو مرافق أو تعطيل سبل الحياة، وإن قواتكم المسلحة تعمل جاهدة لمنع ذلك عنك وعن غيرك».

وتابع البيان: «نناشدك ألا تقترب من منشأة أو وحدة عسكرية، فلتساعدنا على الحفاظ على سلامتك ولا تجعل أحدا يتبعك غضبا بالعنف، أو بالتخريب دون داع وصوتك يكفي.. ندعو الجميع للتعاون والاستجابة لتعليمات عناصر القوات المسلحة، حرصا على أمن واستقرار البلاد، فاجعل صوتك هو فقط ما يعبر عنك.. لا عنف.. لا تخريب.. لا إراقة دماء».
- ماذا قال ضابط الأمن الوطني عن أسباب تجمع رابعة العدوية
كشفت شهادة الضابط «م.ح» ويعمل رائد شرطة بالأمن الوطني عن التكليفات التي صدرت لعناصر الإخوان بالتجمع والتظاهر بعد نجاح ثورة 30 يونيو.

وقال ضابط الأمن الوطني في شهادته إنه في أعقاب تصاعد الاحتجاجات الشعبية على سياسات الرئيس المعزول بإدارة أمور الحكم بالبلاد، حدث زخم شعبي نادى بتظاهرات حاشدة بالقاهرة الكبرى والميادين الرئيسية بالمحافظات يوم 30 يونيو من عام 2013، وأن الرئيس السابق محمد مرسي العياط اتفق مع قيادات التنظيم الإخواني من مكتب الإرشاد وبعض كوادر التنظيم على إجهاض تلك الدعوات من خلال حشد عناصر التنظيم بالقاهرة والمحافظات لإحكام سيطرتهم على الميادين المعلن التظاهر بها من قبل جمهور المواطنين والقوى المعارضة، والتظاهر بها للحيلولة دون نجاح تلك الدعوات من قبل القوى المعارضة.
- دور مكتب الإرشاد في الحشد وأسماء القيادات

وأكدت الشهادة أن مكتب الإرشاد العام كلف كوادر التنظيم بالمكاتب الإدارية بالمحافظات بالتنسيق مع بعض القوى المتطرفة من الموالين لهم لحشد عناصرهم للتجمهر والتظاهر بمحيط ميدان رابعة العدوية بدءا من يوم 21 يونيو من عام 2013 وتمويلهم والإنفاق عليهم من وسائل إعاشة ونقل، وتمويلهم بالأسلحة النارية والخرطوش لإجهاض ثورة الـ 30 من يوليو.

وأضاف أن تحرياته أسفرت على أن القائمين على هذا المخطط هم كل من محمد بديع، عصام معبد الرحمن البر، محمد البلتاجى، عصام سلطان، وجدى غنيم، وصفوت حجازى، وآخرين بأن كلفوا عناصر التنظيم بالمحافظات بتنظيم المظاهرات وقطع الطرق العامة وإتلاف الممتلكات العامة والتعدى على المنشآت الشرطية ورجال الجيش والشرطة والقضاة.
- كيف خطط قيادات الإخوان والتيارات الإسلامية لاعتصام رابعة
وفي شهادته أكد ضابط الأمن الوطني قيام عدد من قيادات التنظيم الإخوانى وبعض التيارات الإسلامية الموالية لها بعقد عدة اجتماعات سرية بإحدى الغرف المغلقة الملحقة بمسجد رابعة العدوية، وتم من خلالها الاتفاق على تشكيل لجان أمنية أطلقوا عليها مجموعة ـ الردع ـ من بعض عناصر التنظيم، حيث قاموا بإمدادها بالأدوات والأسلحة اللازمة للقيام بعملهم وتوسيع دائرة الاشتباه فى أوساط المترددين على مقر التجمهر وضبط العناصر التى يشتبه فى عدم ولائها للمعزول محمد مرسى واحتجازهم فى بأماكن تم تخصيصها لاستجواب هؤلاء العناصر وممارسة التعذيب البدنى عليهم.

وأسفرت ممارسات مجموعة ـ الردع ـ عن حدوث حالات وفاة لبعض المحتجزين، بالإضافة لبعض حالات الإصابة ونتج عن ممارسات المجموعة وفاة 3 أشخاص وإصابة آخرين، وأن المتهمين قاموا بعمليات عنف منها إتلاف الممتلكات العامة وتعطيل سير المواصلات العامة وارتكاب جرائم القتل.
- كيف خططت الدولة لفض اعتصام رابعة العدوية
شهد ضابط الأمن الوطني أن الدولة اتخذت إجراءات قانونية لضبط تلك الجرائم ومرتكبيها، وكان ذلك أثناء اجتماع مجلس الدفاع الوطني يوم 24 يوليو من عام 2013، والمؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الداخلية، وما صدر عن مجلس الوزراء باجتماع 31 يوليو، وطالب باتخاذ الإجراءات للازمة لمواجهة المخاطر الناتجة عن التجمهر، والإذن الصادر من النائب العام الذي تضمن تكليف الشرطة باتخاذ اللازم قانونا نحو ضبط الجرائم التي وقعت بمحيط ميدان رابعة وبعض الميادين.

- صباح يوم العملية.

وجاء في أقواله إنه في صباح يوم 14 أغسطس بدأ تنفيذ خطة إنهاء تجمهر رابعة العدوية من جانب وزارة الداخلية متمثله فى الأمن المركزى من 3 محاور رئيسية مؤدية للميدان وهى ـ محور شارع الطيران، ومحور شارع شريف، ومحور شارع أنور المفتى وشارع سيبوية ـ وترك المحور الرابع ـ طريق النصر ـ للخروج الآمن باعتباره أوسع طريق يؤدى لسهولة انصراف المتظاهرين، وأثناء ذلك فوجئت القوات بصدور هتافات تندد بالفض وإطلاق النار على القوات من محيط مسجد رابعة، ومن أعلى مئذنة رابعة، ومن أعلى العقار الكائن بشارع أنور المفتى خلف طيبة مول، ما أدى لمقتل الملازم محمد جودة عثمان و4 ضباط آخرين و3 مجندين وإصابة 156 ضابط وفرد شرطة، ووفاة 365 من المدنيين وفقا لتقرير وزارة الصحة، وتلفيات بـ2 مدرعة وإتلاف 42 مركبة شرطة، وضبط 58 شخصا من العناصر المسلحة.