صحف عربية تستنكر استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا
استنكرت الصحف الخليجية الصادرة، صباح اليوم، الأحد، استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا والويلات التي يعانيها السوريون جراء الحرب الدائرة هناك.
وتحت عنوان (الحرب القذرة)، قالت صحيفة "الوطن" الإماراتية إن الحرب في سوريا ليست كالحروب الأخرى، إذ أنها بين الإخوة والمواطنين أنفسهم؛ مما أهلها لتكون حربا أهلية بامتياز دفعت البلاد إلى الانقسام والتشتت والكراهية والبغضاء والغبن والجرائم والغدر وكل الموبيقات التي تتبع الحروب.
ولكن في هذه الحرب مزيد من الكراهية والبغضاء، حيث أن الأطراف المختلفة متهمة باستخدام المواد السامة والحارقة منها ما هو كيميائي محرم دوليا، واتهمت الحكومة السورية باستخدام الغازات السامة في ريف دمشق واليوم يتكرر الاتهام مرة أخرى باستخدام هذه المواد في ريف حماة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تبادل الاتهامات سيستمر بين الحكومة والمعارضة وقتا طويلا قبل التوصل إلى من يقف وراء هذا الهجوم القذر الذي انحرف بالحرب إلى أسوأ أفعالها وأحط ممارساتها، حيث كان قد قتل مئات الأشخاص في أغسطس الماضي إثر هجوم كيماوي على ريف دمشق "الغوطة" تبادل فيه الطرفان الاتهامات، وكانت العقوبة الوحيدة التي فرضت على النظام السوري بأن يفكك ترسانة أسلحته الكيميائية وهو ما حدث بالفعل وقد أشرفت فرق دولية على نقل هذه الأسلحة والمواد إلى الخارج ولكن تبقى بعض منها في سوريا لم تستطع الجهات المتعددة من الإيفاء بنقلها إلى الخارج حسب ما هو مقرر.
وأكدت "الوطن" في الختام ضرورة أن تتحقق الوكالة الدولية من الحادث الأخير للتأكد من أن النظام هو الفاعل الحقيقي فإذا تبين ارتكابه هذه الجرائم فإنه يتعين على المجتمع الدولي فرض مزيد من العقوبات وعلى موسكو أن تعمل في إطار التعاون لحماية السوريين الأبرياء وليس فقط الدفاع وحماية النظام السوري وهو يرتكب مثل هذه الجرائم، أما إذا تبين ارتكاب "جبهة النصرة" هذه الجريمة فإن ذلك يعني أنها أيضا ارتكبت الجريمة السابقة بالمقدار نفسه وعليه أن تفرض عقوبات دولية تصل إلى حد تقديم جميع القيادات في جبهة النصرة إلى المحكمة الجنائية ليكون ذلك درسا لمن يأتي بعدهم في حرب طويلة وقذرة لا أحد يمكن أن يتكهن بنهايته.
ومن جانبها، استنكرت صحيفة "الراية" القطرية المخططات اليومية التي ينفذها النظام السوري ضد شعبه الذي تحول إما إلى نازح أو مشرد بالداخل ولاجئ وجائع بالخارج، محملة النظام مسئولية استخدام الغازات السامة من جديد في محاولة للسيطرة على مدن وطرد الثوار منها باعتبار أنه يدرك أن المجتمع الدولي بجميع مؤسساته عاجز تماما عن مواجهته وإنقاذ الشعب السوري من ويلات حرب الإبادة التي لم تقف عند استخدام آلة الموت الحربية فقط، وإنما تعداها لاستخدام التجويع الجماعي كوسيلة جديدة لتركيع الشعب.
وقالت الصحيفة إن استخدام النظام للغازات السامة بريف حماة أمر واضح وجلي وإنه مهما حاول الإنكار أو إلصاق التهمة بالآخرين لن ينجح، وأن الدليل يكمن في البراميل المتفجرة التي أصبحت آلة حرب جديدة يستخدمها النظام بشكل يومي لإبادة الشعب السوري.
وأكدت أن حل الأزمة السورية يرتكز أساساً على إنقاذ الشعب أولا، وأن هذا التوجه ما يزال مفقودًا بسبب العجز المتلازم للقرارات الدولية، مطالبة المجتمع الدولي بتسريع جهود إنقاذ الشعب السوري أولا قبل التركيز على تفكيك الترسانة الكيماوية للنظام باعتبار أن النظام استغل انشغال المجتمع الدولي بهذه القضية وبدأ من جديد في استخدام الغازات السامة التي لا تقل خطورة عن السلاح الكيماوي جنبًا إلى جنبٍ مع استخدام سلاح التجويع وعرقلة وصول إمدادات الإغاثة للمحاصرين والنازحين بالداخل.
ودعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى وضع "خطوط حمراء" للنظام يجب ألا يتخطاها من أجل حماية الشعب السوري، تقوم على منعه من استخدام الغازات السامة وقصف المدن بالبراميل المتفجرة بأي حال من الأحوال، مع القيام بمناطق حظر طيران تمنع طائرات النظام من عبورها لخلق ملاذات آمنة لحماية المدنيين، مشددة على أنه بغير تطبيق مثل هذه السياسات فإن النظام لن يتراجع عن خططه.