أمين "البحوث الإسلامية": حوار الأديان ضرورة لاستقرار الحياة
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور نظير محمد عيّاد، في فعاليات الدورة الأربعين لملتقى الصداقة بين الشعوب، والتي تُعقد في مدينة "ريميني" الإيطالية، وتستمر حتى 24 أغسطس الجاري، بحضور عدد من كبار رجال الدين في العالم.
وألقى الأمين العام كلمة تضمنت العديد من المحاور، منها: حرية الاعتقاد، وحوارات الأديان، ووثيقة الأخوة الإنسانية وبنودها وما أسهمت به، حيث تطرقت الكلمة إلى الحديث عن حرية الاعتقاد وأسس هذه الحرية المتمثلة في اعتبار الكرامة الإنسانية أساسًا للتعامل بين البشر جميعا، وأن الاختلاف سنة كونية، مع اعتبار العدل أساسا للعلاقة بين الناس جميعا، وأن الواجب في دعوة الآخر ومخاطبته هو العرض بالحكمة والجدال بالحسني.
كما تناولت الكلمة الحديث عن الضوابط العامة للحرية الدينية أو حرية الاعتقاد، وهي الموازنة بين الحقوق والواجبات، والالتزام في الحرية الشخصية بعدم تجاوز حدود العدل والإنصاف، والالتزام بعدم المساس بالأنظمة العامة.
وركزت الكلمة على حوار الأديان ومدى ضروريته والحاجة إليه وما يمكن أن يسهم به في الحياة، مع عرض بعض النماذج التي تعطي أمثلة واقعية وناجحة للحوار، ومنها: الحوار الذي دار بين المهاجرين إلى الحبشة والنجاشي، وسؤالهم عن كلام القرآن عن المسيح وأمه، عليهما السلام، وحوار النبي مع اليهود في المدينة، وما نتج عنه من وثيقة بيّنت الحقوق والواجبات، وحواره، صلى الله عليه وسلم، مع نصارى نجران، وكتاباته، صلى الله عليه وسلم، إلى الملوك من خلال كتبه ورسائله، وغيرها من الأمثلة الناجحة للحوار بين الأديان.
كما تعرضت الكلمة للحديث حول وثيقة الأخوة الإنسانية، والجهود التي بذلت من قبل فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، لإخراج هذه الوثيقة للمحافظة على الإنسان وإنقاذ البشرية من الهلاك.
كما أشارت الكلمة إلى بعض بنود الوثيقة، ومنها القناعة الراسخة بأن الدين الصحيح يدعو إلى التمسك بكل قيم المودة والتسامح والعيش المشترك، والتأكيد على الحرية الانسانية، وأن العدل القائم على الرحمة هو سبيل الحياة الكريمة، وضرورة الحوار بين أتباع الأديان المختلفة، واحترام دور العبادة على اختلافها، وضرورة نبذ الإرهاب بجميع ألوانه.
وأكدت الكلمة مبدأ المواطنة الذي يقوم على احترام الحقوق والواجبات، وضرورة العلاقة بين الشرق والغرب وحاجة كلاهما للآخر، ودور الوثيقة في تصحيح المفاهيم الخاطئة، والقضاء على العنف والتطرف ونبذ التعصب والعنصرية، ونشر المودة والمحبة والتسامح والسلام بين الشعوب، وتحقيق المساواة بين الناس جميعًا.