خبير: العملية العسكرية ضد داعش في سوريا والعرق صفعة لمستثمري التنظيم
اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد علي مقصود أن العمليات العسكرية التي تجري بالتنسيق بين الحشد الشعبي العراقي وبين الجيش السوري لتطهير الحدود المشتركة من فلول "داعش" ستمهد الطريق لافتتاح المعابر بين البلدين ولاستكمال المشاريع الاقتصادية الكبرى والضرورية لكليهما.
وقال الخبير العسكري العميد المتقاعد علي مقصود لوكالة "سبوتنيك": إن العمليات العسكرية لتطهير البادية على جانبي الحدود السورية العراقية من فلول تنظيم داعش، توجه صفعة للسياسة الأمريكية في هذه المنطقة، عبر التنسيق بين الجيش السوري وقوات الحشد الشعبي، ومن هنا يأتي استهداف القوات الأمريكية لفصائل الحشد، وهو ما كشفه الاتصال الذي تم تسريبه بين عنصر من الـ CIA وبين قائد عمليات الأنبار وكشف أن أمريكا كانت تريد إحداثيات دقيقة لمواقع فصائل الحشد الشعبي حتى يستهدفها طيران التحالف الأمريكي، ولذلك عندما نتحدث عن داعش إنما نحن نتحدث عما تقوم به مراكز قيادية استخباراتية أمريكية تقف وراء هذا التنظيم، وخاصة فيما يتعلق بالتنقل ذهابا وإيابا بين الأراضي السورية والعراقية، بهدف الإبقاء على ذريعة التدخل والوجود الأمريكي واستمرار الاستنزاف، والإبقاء على هذا الوضع "الستاتيكو" في إدلب وفي الجزيرة السورية.
وأوضح أن العبء الأكبر من الجهد العسكري في هذه العمليات يقع على عاتق الحشد الشعبي الذي يشن حملة تطهير ضد تنظيم داعش في ثلاث محافظات عراقية، أما على الجانب السوري، فقد كانت جيوب التنظيم الإرهابي موجودة في عمق البادية بمحيط منطقة السخنة جنوب الميادين حيث كانت الولايات المتحدة تحتفظ بنحو ألفي داعشي ضمن أنفاق تحت الأرض، ومن هذه الأنفاق كانت تنطلق هجمات داعش على المواقع العسكرية في شرق تدمر وفي محيط السخنة.
وتابع: إن وجود قوات من الحشد الشعبي على المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، يعني أن تنسيقا على أعلى المستويات يتم في هذه النقطة مع الجيش السوري الذي ينتشر على حدود قاعدة التنف ومخيم الركبان. مضيفاً أن إتمام عمليات "تطهير الحدود من فلول داعش سيمهد الطريق لافتتاح المعابر بين البلدين واستكمال المشاريع الاقتصادية الكبرى والضرورية للبلدين كليهما، حيث "كان من المفروض افتتاح المعابر الحدودية مع العراق واستئناف الرحلات وعمليات النقل البري بين البلدين منذ شهر مايو أيار الماضي، إلا أن الولايات المتحدة تحاول بشراسة منع أي تعاون وتلاق بين العراق وسوريا كما تحاول عرقلة أي عملية سياسية وتمنع إطلاق عملية إعادة الإعمار وتعمل على استمرار الأزمة في سوريا والتشويش على العمل العسكري في إدلب بهدف عرقلته وتجميد الوضع الميداني، لأنه في حسم إدلب سيفرض الأمر الواقع الذي يكون فيه الوجود الأمريكي في منطقة الجزيرة السورية بلا أي قيمة، بل تحت الخطر والتهديد، لأن منطقة شرق الفرات ستكون الوجهة التالية للجيش السوري.