الطاورطي لـ"أمان": مدارس تحفيظ القرآن تيك أوي.. والقارئ المصري علم العالم التلاوة
اعتنق الإسلام أفراد بسبب تلاوتي للقرآن
جميع أخواتي يحفظون القرآن
رحلتي مع القرآن بدأت في الثلاثة
شيخي من تنبأ بشهرتي
ضرورة دعم الكتاتيب من المؤسسات الدينية
حفظ القرآن الكريم في سن الثامنة، والتحق بالإذاعة عام 1993، كان من قراء الجيل الثالث، جميع عائلته تحفظ القرآن وكان الداعم الأول الأب الذي حرص علي ذلك، من محافظة الشرقية قرية طاروط، أنه القارئ عبدالفتاح الطاروطي.
وأكد خلال حواره لـ" أمان": أن الكتاتيب تلعب دورًا مهما في حفظ القرآن الكريم جيدًا، وأضاف: أن معهد إعداد القراء والمبتهلين يعد الأول من نوعه في العالم لحفظ القرآن علي أساس من الدراسة والعلم، وناشد الطاروطي بضرورة تكيف المسابقات القرآنية حتي نشجع الشباب علي حفظ القرآن.. وإلي نص الحوار..
حدثنا عن بداية مشوارك فى عالم القراءة ؟
بدأت الرحلة وعمري ثلاثة سنوات بكتًاب القرية، وكان المحفظ وقتها الشيخ نبوي أحمد رحمه الله، وحفظت علي يده الي أن توفاه الله، وكنت حفظت علي يده حتي سورة القصص وأكمل تحفيظي الشيخ عبدالمقصود النجار أطال الله في عمره.
وكان والدي بمثابة المرجع والمراجع لكل ما حفظته في الكتًاب مع ما قد سمعته في الكتاب، وختمت القرآن وعمري ثماني سنوات، وخرجت من التعليم العام من الصف الخامس الإبتدائي وإلتحقت بالصف الأول الإعدادي بمعهد الزقازيق الأزهري بعد نصيحة بعض أصدقاء والدي له، وكانت الفرصة متاحة لي بالقراءة يوميا في طابور الصباح.
وتحولت حياتي من التعليم العام إلي التعليم الأزهري، ودخلت عالم القراءة في وعمري ثلاثة عشر عامًا، وكنت متمسك بالدراسة كما كنت متمسك بالتلاوة، وبفضل الله كنت في مقدمة المتفوقين في السنوات الدراسية حتي أنني كنت من أوائل الخريجين في كلية أصول الدين في أول دفعة تخرجت عام 1987 حينما كان الدكتور أحمد عمر هاشم عميدًا للكلية، وتوالت الرحلة القرآنية بعد ذلك.
وكنت تلقيت التجويد علي يد الشيخ مصطفي أحمد عبدالله، وكان رحمه الله من كبار العلماء المتميزين في علم القراءات وكل من يعرف اني تعلمت علي يده كان يقدرني.
هل هناك أحد من أفراد العائلة قام بدعم الطاروطي؟
والدي كان محفظ للقرآن ولم يكن قارئ، وحفظني وجميع أخوتي ذكورًا وإناثا فمن أخوتي الشيخ محمد الطاروطي قارئ بالإذاعة والتليفزيون، والشيخ عبدالله إمام وخطيب بالأوقاف،وأختي هناء موجهة بالتربية والتعليم وخاتمة للقرآن الكريم، وأختي الدكتورة عزة طبيبة أسنان وخاتمة للقرآن أيضا، فالعائلة جميعها حافظة وخاتمة للقرآن الكريم.
من الذي اكتشف موهبتك؟ أو من تنبا لك أنك ستكون قارئا مشهورًا ؟
الذي أكتشف موهبتي الصوتية والقرءة الشيخ عبدالمقصود النجار، طلب مني لأول مرة أن أقوم بالآذان في المسجد فسمع أداء يوحي بأن من يقوم بالأذان صوت جيد عنده نبرات ونغمات توحي بأن سيكون قارئ في المستقبل فأعطاني الفرصة في صلوات الجماعة بين الأذان والإقامة خمس دقائق لتلاوة القرآن مجودًا في المسجد، وهذا بداية التنبؤ بأنني سأكون قارئ.
وظهرت الموهبة جيدا في معهد الزقازيق عندما كنت أقرأ كل يوم في طابور الصباح في المدرسة الإذاعية أمام الطلاب والمدرسين،وكان ذلك بمثابة تدريب عملي زالت الرهبة في نفسي وكنت أواجه جمهور المستمعين في سرادقات العزاء بدون خوف وبدأت الرحلة في سن الثالثة عشر.
نود القاء الضوء علي بداية مشوارك مع الإذاعة المصرية؟
كان طموحي أن أكون قارئ للقرآن، وأن يكون لي اسم في الإذاعة والتليفزيون، وتحقق بفضل الله لأنني كنت من الجيل الثالث الذي التحق بالإذاعة وكان عمري وقتئذ 28 عامًا وكنت أصغر قارئ في 1993.
فبفضل الله إستطعت أن اثبت وجودي في فترة قصية جدًا، فإلتقيت في البرنامج العام علي الهواء مباشرة لتلاوة الجمعة بعد ثلاثة سنوات من وجودي بالإذاعة عام 1996.
وسجلت بالإذاعة ما يقرب من 7 الآف أمسية بجوار التلاوات في صلاة الفجر، والآن في أوائل القراء الذين يقرأون قرآن الفجر.
هل يوجد أحد من كبار القراء له فضل علي الشيخ الطاروطي؟
كل أصحاب القرآن لهم فضل، لأن لهم فضل السبق لأننا نسمع منهم ونتعلم ونستفيد وكل قارئ من قراء الإذاعة الكبار زاملته وجاورته، ولا شك أن كل قاري للقرآن صاحب فضل وأعطاني الفرصة أن استمع إليه عن قرب ويستمع لي عندما أقرأ ويقيمني في الإذاعة في بداية حياتي.
وأخص بالذكر الشيخ محمد الليثي،و الشيخ عبدالعزيز الحصان، والشحات أنور أعطوني توجهيهاتهم، وكل ألمس منهم الأبوة والحنان والتشجيع.
هل هناك قراء بعينهم تحب استماع القرآن الكريم؟
أتشوق دائما أن أسمع كل قراء القرآن الكريم في العالم، وأري الجديد عندهم، والقارئ لابد أن يكون متجددا دائما في الأداء القرآني، ويبحث دائما عن التطوير.
حدثنا عن وضع القراءة فى رمضان؟
روح الناس التي تختلف، فالقرآن واحد في كل زمان ومكان،ولكن الناس شغلتهم الحياة في غير رمضان، وأما في رمضان فالروحانيات أعلي والنفوس مهيئة أكثر لإستقبال القرآن الكريم،وحين يقرأ القارئ في محفل يكون أكثر القراءة علي الصائم أفضل بكثير لأن روحه تكون صافية أكثر وللقرآن تأثير علي نفسه.وحينما أقرأ بعد صلاة التراويح أجد شحنة إيمانية عالية جدا عند الناس وبالتالي اقبالهم علي الاستماع بوقت طويل ولا يكون هناك ملل.
حدثنا عن أبرز المواقف التي لم تنساها في رمضان؟
أتذكر في الصبا عندما كان عمري عشرة سنوات في الريف" المسحراتي" كان يحلو لي أن اسمع إيقاعه علي الطبلة وأسير خلفه في شوارع القرية أنا والأطفال زملائي لأننا كنا لا ننام إلا بعد صلاة الفجر، وكان آبائنا حريصين علي أن نصلي الفجر في جماعة من بدايتنا وحينما كان يأتي الفجر ويغلب علينا النوم كان والدي يرش علي وجهي ماء بارد، وكان يقول لا خير فيكم إن لم تصلوا الفجر في جماعة، فهذا وقت تقسم فيه الأرزاق.
وكان والدي يغرس فينا حب الصلاة في جماعة،وأقص عليك طرفة وعندما كنت ادخل المسجد وعمري 15 سنة كانوا يقدموني لصلاة الجماعة لأني خاتم للقرآن فصليت الفجر وإذ في السجود الثاني في الركعة الثانية غلبني النعاس فنمت وأصلي بهم إماما ولم أفق من النوم إلا بعد سماع صوت المصلين خلفي يقول" سبحان ربي الأعلي" بصوت عالي وجلست بسرعة وانتهيت من الصلاة مسرعا، وإذ والدي يضربني علي وجهي فكيف أنام وأصلي بالناس وكانت من الغرائب والطرائف التي حدثت لي في شهر رمضان المعظم.
ولماذا تقلصت المسابقات القرآنية في رمضان؟
لا يوجد في مصر سوي مسابقتين تقيمهم وزارة الأوقاف، مسابقة ليلة القدر والمولد النبوي، وهذا علي مدار العام غير كافيين، فنجد في الإمارات كل ثلاثة شهور مسابقة عالمية للقرآن، ففي مصر نحتاج إلي المزيد من المسابقات.
ولماذا بدأ الجمهور إلى الاستماع لقراء دول الخليج ؟
إطلاقًا، وإنما طبيعة المستمعين أنهم يحبون التغيير والتجديد، وتغير الأذواق أيضا، وليس هناك قارئ يملك براعة القارئ المصري، فمن القراء المصريين تعلم جميع القراء فنون التلاوة والقراءة.
ففي دول الخليج أكثرهم لا يسمع القرآن إلا من قراء مصر، ولكن إذا دخلت اللكنة أو اللهجة الخليجية، فأحدثت نمط معين في التلاوة فربما استصاغ المستمعين هذا الأسلوب ولكن تظل الفصاحة والبلاغة، والبريق والجمال وحلو الألحان في صوت القارئ المصري الذي لا يجاريه ولا يبارعه قارئ في أي مكان في العالم.
هل سحب القارئ الخليجي البساط من القارئ المصري؟
القارئ المصري الذي علم الجميع ووصلت شهرته الي العالمية، ويغزو صوته العالم، فليس هناك بعثة قرآنية تغزو العالم كالبعثة المصرية، وأقولها بملئ فمي لم ولن يستطيع قارئ في العالم أن يتفوق علي القارئ المصري ليس تعصبا وإنما هي حقيقة.
هل أسلم أفراد بسبب استماعهم للقرآن الكريم؟
بالطبع، فقد أسلم علي يدي 10 من الأمريكان و،5 من الأسبان، وواحد من جنوب أفريقيا، من شدة إعجابهم بالتلاوة وسحر القرآن.
ماذا عن معهد إعداد القراء والمبتهلين الخاص بكم؟
هذا المعهد يعد الأول من نوعه علي مستوي العالم، أقمته بالمجهود الذاتي حرصا مني علي أن تقوم أجيال متعاقبة تقرأ القرآن علي أساس من العلم والدراسة، والمعرفة المتخصصة علي يد خبراء، في مجال أحكام التجويد، والمقامات الصوتية، وتم إدخال مادة آداب وأخلاق القرآن الكريم، حتي نهذب أخلاقيات القارئ وما يجب عليه فعله عند التلاوة.
من وجهة نظرك.. لماذا اختفتي دور الكتاتيب؟
لولا الكتًاب فلم نكن حفظة للقرآن، فالكتاب يعلمنا المتشابهات في القرآن والتمكن والاتقان،وكل من هو موجود بالكتاب ذاكرته حاضرة وعلي أعلي مستوي من الحفظ، وأطالب وأطالب بأعلي صوت وبكل حماس بعودة الكتاتيب.
وضاع الكثير من حفظة القرآن بسبب اخفاء الكتاتيب، وعدم وجود الكتًاب وعدم دعمه من الشئون الدينية كالأزهر والأوقاف آثر كثيرا علي خلق أجيال جديدة من حفظة القرآن فلم يبقي إلا من أضطروا إلي حفظ القرآن أنهم طلبة الأزهر.
وهل حلت مدارس تحفيظ القران الكريم محل الكتاتيب ؟
هي في وجهة نظري، مدارس تك أواي يأتي إليها الطلبة في الصيف، وينسون ما حفظوه في الأجازة، فأري إلا ينقطع الطالب عن الكتاب صيفا وشتاء وكنا نخرج من المدرسة نذهب إلي الكتًاب.
وما هى رسالتكم لشباب القراء؟
هناك عدة وصايا لشباب القراء وهي: أقبلوا علي حفظ القرآن لأنه حصن كبير لعدم الوقوع في الخطايا، وأقبلوا علي القرآن بقلوبكم وعقولكم، وألا تتعجلوا الوصول للشهرة، وأن يكون متمكن في الحفظ، وعالم بالأحكام، وله شعبية، فالوصول إلي الاذاعة لابد أن يكون بعد رحلة من العطاء والكفاح والإجتهاد من التلاوات في المحافظات وخارج مصر حتي يكون له اسم ويعرفه الناس .