اللهم انصر عبدك ترامب
على صفحة أحد أعضاء تنظيم داعش بتويتر، صورة لترامب، وتحتها (اللهم انصر عبدك ترامب)، وهذه حقيقة وليست مزحة، فدون وعي أو إحاطة، يتصور إرهابيو القاعدة وداعش أن الكراهية، والحقد على الإسلام والمسلمين، تخدم مخططاتهم، الهادفة إلى التأكيد على أن هناك حرباً كونية على الدين، وأنهم وحدهم من يحتكرون حق الدفاع المقدس عن النبي محمد.
ترامب أصبح أفضل مجندي ومستقطبي الأفراد لداعش، حيث إن التنظيم يذهب وينشر تسجيلات لترامب قديمة إبان حملته الانتخابية وهو يقوم بإهانة المسلمين، ويستغلها في عمليات تجنيد المزيد من المتطرفين.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن فرع تنظيم القاعدة في الصومال نشر فيديو لتجنيد مسلحين في صفوفه، واستغل فيه التصريحات العنصرية المعادية للمسلمين التي استخدمها المرشح الجمهوري لخوض سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب والتي قال فيها "إنه يجب منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة".
الفيديو الذي نشرته مواقع جهادية، ظهرت فيه صورة لترامب أمام ملصق كتب عليه شعار حملته الانتخابية "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى"، ثم يعاود العولقي الظهور في الفيديو ليقول "إن الغرب سينقلب في النهاية على مواطنيه المسلمين وإنه لم يعد هناك سوى خيارين أمام المسلمين هناك إما مغادرة أمريكا والعيش وسط المسلمين أو البقاء هناك والقتال لنصرة الله".
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على نسختها الإلكترونية، إن الفيديو الذي نشرته حركة الشباب المسلحة هو الفيديو الأول على ما يبدو الذي يظهر فيه ترامب كمادة لتجنيد الجهاديين.
استوثق من صحة ذلك الفيديو موقع سايت الاستخباراتي الذي يدرس الدعاية الإعلامية للجهاديين على الإنترنت، ويبدو أن التسجيل يستهدف الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية، ويعد الأخير -حسب الصحيفة- حلقة في سلسلة من الفيديوهات المخصصة لجهاديين أمريكيين من أصل صومالي، من منيسوتا، ولكندي مات في معركة في الصومال.
كما تداولت صحف ومواقع إخبارية تصريحات هيلاري كلينتون، المرشحة للرئاسة الأمريكية السابقة عن الحزب الديمقراطي، التي قالت فيها: "إن تصريحات ترامب استخدمت في مقطع فيديو لتنظيم داعش الإرهابي، وهو زعم ثبت عدم صحته لاحقًا"، حيث اتهمته، أي دونالد ترامب، بمساعدة تنظيم داعش على تجنيد عناصر جديدة في صفوفه.
و يعتقد منظرو هذه التنظيمات، أن ترامب يقوم الآن بعملية انكفاء كبيرة جداً للولايات المتحدة على نفسها، وهذا سيكون فائدة عظيمة لهم، ونكاية في حكومات المنطقة، التي ستجد نفسها وحيدة في مواجهتهم، فيما أن الدواعش والقاعديين، يتعللون دائماً بـ"الظلم التاريخي" الذي تعرض له الأمريكيون من أصول إفريقية، بما في ذلك عنف الشرطة، ووحشيتها، وعنصريتها، ليحثونهم على اعتناق الإسلام والجهاد داخل الولايات المتحدة أو خارجها، وكل تصريحات ترامب العنصرية تصب في هذا الاتجاه.
لاحظوا أن ترامب دعا لإنشاء قاعدة بيانات للمسلمين الأميركيين، ولا زال يطالب بمراقبة المساجد في الولايات المتحدة، ثم ادعى بعد أكثر من 14 عاماً على تفجير تنظيم "القاعدة" لبرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في اعتداءات 11 سبتمبر 2001، أنه قد شاهد وسمع عن احتفال آلاف العرب والمسلمين في "نيوجيرسي" المطلة على نهر "هدسون" ومانهاتن، برؤية سقوط برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك!
تيارات الإسلاميين المسلحة، تصنع تحليلاتها، واستراتيجياتها، وتخلق أوهامها، وتصدقها وتتصرف بناء على ذلك، وكأنها تتعامل مع واقع حقيقي، وفى كل هذا يبدو ضحالة تفكيرها العقيم، والسذاجة التي تصيب غالبية أعضائها، وغياب الوعي السياسي الحقيقي، لدى الغالبية العظمى من أتباعها.. فأن تناقش المسألة من زوايا متنوعة فهذا شيء جيد، أما أن تتصور أن هذا هو الإسلام، فهذه نبوءات كاذبة، وادعاء لاحتكار الحقيقة مغاير للواقع، فلا ترامب هو الحق، ولا نجاح عملية إرهابية معناه أن الرب العظيم سينصر هذه التنظيمات لأنها مؤيدة.