رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تدخل التيارات الصوفية عصر التنظيمات؟

جريدة الدستور


مصطفى زهران: الحالة الصوفية فى مصر متراجعة وغير قابلة للدخول فى شكل تنظيمى

صلاح الدين حسن: الصوفية دخلت عصرت التنظيمات والتنظيم الدنراوى أبرزها

شيخ الطريقة السمانية: الصوفية أهل دين فقط وليس لهم أى علاقة بالتنظيمات

قيادى صوفى: الحرب ضد الصوفية ستنتج تنظيمات جهادية ومسلحة خلال الفترة القادمة خاصة فى سيناء


تعرضت الحركة الصوفية، خلال الفترة الأخيرة، لعملية تهميش كبيرة، وبالرغم من كثرة عدد الصوفية، فى مصر، إلا أنهم حتى الأن لم ينتقلوا للشكل التنظيمى أو عصر التنظيمات، الذى يرى بعض المختصين أن الصوفية، دخلوا فيه من خلال بعض الطرق، مثل «الدنراوية، والعشيرة المحمدية، والأحمدية»، ويرى البعض الآخر أن المتصوفة، بعيدين كل البعد عن التنظيمات، سواء أكانت سياسية أو جهادية، أو دينية أو حتى التنظيم الإدراى، «أمان»تحدث مع العديد من الباحثين والمهتمين بالشأن الصوفى، للوقوف على حقيقة دخول الصوفية الى عصر التنظيمات من عدمه من خلال التقرير التالى.


«الدنراوية» أبزر التنظيمات الصوفية

يقول صلاح الدين حسن الباحث المتخصص فى شئون التنظيمات الإسلامية فى إحدى دراساته أنه بالفعل الصوفية دخلت الى عصر التنظيمات، وهذا ظهر جليًا فى الطريقة الدنراوية الصوفية ومع أن الدندراويين يصفون جماعتهم بالأسرة إلا أنهم منظمون تنظيما شبه هيراركي، فأصغر وحدة في هذا الكيان هي الساحة، وتضم عددا من جموع إنسان محمد في مكان ما، قد يكون مدينة أو قرية أو عدة قرى، وتشكل عدة ساحات في محافظة ما "تجمع ساحات إنسان محمد" تصب هذه التجمعات في دندرة؛ حيث مقر الأمير الفضل ونوابه من أمراء الأسرة الدندراوية.

وتابع "حسن" أنه ليس هناك شروط يجب أن يتوافر في المسلم حتى يكون دندراويا ويدخل في جموع إنسان محمد إلا شرط واحد وهو أن يكون محبا لسيد الخلق، وأن يؤمن بإخلاص بالرؤية الدندراوية،وتقول مصادر في الأسرة إن القيادة في الساحة جماعية وليست فردية، والأمير يبايع ولا يفرض، ولا يقدس، ولا تقبل يده،ومع أن الأسرة الدندراوية غير معترف بها قانونا؛ لأنها ليست طريقة صوفية فحسب فتخضع للمجلس الأعلى للطرق الصوفية، ولا هي جمعية خيرية فحسب فتخضع لقانون الجمعيات، ولا حزبا سياسيا فتحصل على رخصة الحزب السياسي، إلا أنها لا تتعرض للمساءلة القانونية، ولا إلى الهجمات الأمنية، وتنعقد اجتماعات ساحاتها ومؤتمراتها تحت غطاء قانوني.

ويشير الباحث إلى أن للأسرة الدندراوية لائحة عرفية لم نعرف معظمها لكن عرفنا ما يتعلق منها بإجراءات العقوبة، فإذا ارتكب الدندراوي خطأ اعتبر خروجا على النظام العام، فإنه يخضع لعدة عقوبات: تجنب - إيقاف – إسقاط – سحب انتساب،لكننا لم نستطع أن نعرف تحديدا ما يعتبر خروجا عن النظام لكن عقوبة الإسقاط أو سحب الانتساب لا تتخذ إلا بعد إجراء المحاكمة للدندراوي في حضور ساحته، وحضور ممثلين عن جميع ساحات الجمهورية، ويتم سؤاله في الغالب من النائب العام الأمير هاشم بن الأمير الفضل، ويكون السؤال علنيا والإجابة علنية أيضا، وعقوبة التجنب تحدد بفترة معينة يعود بعدها المنتسب لصفته وعقوبة الإسقاط قد يعود بعدها الدندراوي إذا تغير سلوكه، أما عقوبة سحب الانتساب فلا يمكن بعدها العودة، وطوال مدة كل هذه العقوبات لا يعتبر المعاقب دندراويا، ويقاطع من جموع الأسرة، ولا يلقى عليه السلام.

ويضيف الباحث أن كل ساحة من الساحات لها اجتماعان؛ الإثنين والخميس من كل أسبوع يقرأ فيهما القرآن، وتعقد الحضرة، ويتم الشدو بالأهازيج الدندراوية بأداء جماعي، ويدرس فيها سلسلة كتب الوثيقة البيضاء، وبعض الرسائل الأخرى التي يكتبها الأمير الفضل، ويناقش في هذه الاجتماعات أحوال الساحة،والأسرة الدندراوية تمتد بمظلتها الاجتماعية على كل منتسبيها، فواجب على الدندراوية أن يتزاوروا ويعرفوا أحوال بعضهم البعض، ويتآزروا في أوقات الشدة والفرح، ويقوموا بعمل اجتماعي وخيري وتثقيفي في إطار ساحاتهم، ويعقدوا دورات تدريبية للحرفيين المنتسبين للأسرة وينشئوا جمعيات خيرية تخصص لمساعدة فقراء أهل البلدة أو الحي.

«الصوفية متراجعة».. ولن تكون تنظيمية

قال مصطفى زهران الخبير فى الشئون الصوفية لـ"أمان" إن الحالة الصوفية المصرية هل أقل الحالات الصوفية حول العالم، مما يترتب عليه عدم خروجها من تلك الدائرة، ودخولها إلى عصر التنظيمات سواء أكانت هذه التنظيمات سياسية أو جهادية أو مسلحة،وذلك لأن المشهد الصوفى المصرى، مشهد غريب جدًا، أذا تمت مقارنته بالطرق والتيارات الصوفية الأخرى، خارج مصر.
وأضاف "زهران" أن التيار الصوفى المصرى، تيار متراجع، وغير مؤثر إجتماعيا أو تنظيميا وغير قابل أن يكون عكس ذلك، وبشكل عام الطرق الصوفية فى مصر تعانى من عدم التنظيم الجيد، كما أن الحالة الصوفية المصرية، حالة سألة، غير قابلة للتأصيل، لأنه لايوجد مايدفع هذه الحالة الى الشكل التنظيمى، كما أن القيادات الصوفية غير قادرة على التأثير ولايوجد أدبيات صوفية جديدة، ولا يوجد هناك أطر حديثة لتجميع الصوفية بشكل أو بآخر.

«الصوفية أهل دين».. والتنظيمات أمرغريب

قال الشيخ سيد مندور، شيخ الطريقة السمانية الصوفية،لـ"أمان" إن الطرق الصوفة ليس لها أى علاقة، بالتنظيمات ولن يحدث أبدًا أن يتحول الصوفية، من طرق وأهل دين، إلى تنظيمات إسلامية، مثل الجماعة الإسلامة أو تنظيم الإخوان المسلمين، لأنه الصوفية هم دائما وأبدًا " أهل الله" وهذه الأمور غريبة عليهم، فهم لايعرفون سوى المدد ومحبة الله والمشاركة فى الحضرات، والذهاب الى الصالحين وآل البيت، لكن تحولهم لتشكيل تنظيم أو تشكيل يمارس من خلال السياسية أو التدخل فى شئون الدولة، هذا امر غريب على الصوفية فى مصر.
وتابع " مندور" أن الطرق الصوفية نفسها لاتقوم على شكل تنظيمى، فالطريقة لها شيخ يترأس مجموعة من المريدين، يقومون بعمل جلسات العلم والحضرات، لكن لا يكون هناك أى تدخل فى الأمور الخاصة بالدولة، مثلما تقوم «التنظيمات السياسية»الأخرى، وعلى ذلك الطرق الصوفية لن تدخل إلى عصر التنظيمات، وسوف تظل كما هى الأن.

«الحرب ضد الصوفية» ستخرج تنظيمات متعددة

قال القيادى الصوفى خميس الشريف لـ"أمان" إن الحرب الدائرة ضد الصوفية فى سيناء، سينتج عنها فى القريب العاجل ظهور تنظيمات إسلامية صوفية، تقاتل ضد الجماعات الإرهابية مثل داعش المتطرف وأنصار بيت المقدس وغيرهم من الجماعات المسلحة التى ترفض وجود الصوفية فى شبة جزيرة سيناء، كما أن هناك بعض الطرق الصوفية، تدار بشكل تنظيمى وليس شكل طرقى، ومن ابرز هذه الطرق«الطريقة الأحمدية الهاشمية، والعشيرة المحمدية، والجازولية» وغيرهم الكثير، وعلى ذلك الطرق الصوفية، عرفت الشكل التنظيمى منذ قديم الأذل وليس من اليوم فقط، فهناك الكثير من الطرق هى فى حقيقتها تنظيمات وليست طرق صوفية، والدليل على ذلك ما يقوم به صالح ابوخليل رئيس المؤسسة الخليلية الصوفية، والذى يقوم بإدارة هذه المؤسسة بشكل تنظيمى وليس طرقى، فالمؤسسة الخليلية لها مكاتب وإدارات فى جميع أنحاء البلاد.