رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضرورة الاتحاد فى يوم المرأة المصرية


يحل علينا الأحد المقبل يوم مشهود، يحق لكل إمرأة مصرية أن تفتخر به، وهو من أهم الأيام فى تاريخنا الحديث. إنه يوم المرأة المصرية الذى خرجت فيه نساء مصر ضد الاستعمار بهدف استقلال الوطن، فى هذا اليوم خرجت 300 سيدة بقيادة هدى شعراوى فى مظاهرة هى الأولى فى تاريخهن، يحملن الهلال مع الصليب كرمز للوحدة الوطنية، ويهتفن بحرية الوطن، وينددن بالاحتلال الإنجليزى، ويرفضن نفى زعماء الأمة وعلى رأسهم سعد زغلول، فى هذا اليوم أعربن عن تأييدهن لثورة ١٩١٩، ووصلت الصفوف الى بيت الأمة، بينما الرصاص موجه من الاحتلال الى صدورهن، و فى هذا اليوم سقطت 4 شهيدات برصاص الاحتلال منهن فاطمة محمد وحميدة خليل ونعيمة عبد الحميد ونعمات محمد.

وكانت هذه المظاهرة بداية مشوار النضال الوطنى لنساء مصر من أجل حرية الوطن، والذى تزامن مع نضاله من أجل حقوقهن، وفى نفس هذا اليوم بعد 4 سنوات حل يوم مهم آخر فى تاريخ المرأة المصرية، حيث خرجت نساء مصر فى مظاهرة أخرى هى الأولى من نوعها، تلبية لنداء هدى شعراوى لتأسيس أول اتحاد نسائى فى المنطقة، بهدف تحسين أحوال المرأة والمطالبة بحقوقها الاجتماعية، وبالفعل تشكل أول اتحاد نسائى مصرى فى 1923، وخلعت هدى شعراوى الحجاب، ثم قادت حركة نضال من أجل حرية المرأة ومساواتها بالرجل، ورفع الظلم عنها جراء تعدد الزوجات والطلاق والقهر، ومحاربة العادات والتقاليد التى لا تتفق مع العقل، وتعليمها، ورفع سن الزواج، ثم تلى ذلك المطالبة بحقوقها السياسية .

فى ذات اليوم أعود الى عبارة قالها سعد زغلول عقب عودته من المنفى اعترافا بفضل المرأة المصرية على ثوره 1919 إذا قال.. «لقد شاركت المرأة بجهد كبير فى الثورة وأثبتت شجاعتها، علينا جميعا أن نصيح تحيا المرأة المصرية» ثم جاءت مشاركة المرأة المصرية فى ثورة 25 يناير2011، لمطالبة نظام مبارك بالرحيل، والمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاحتماعية، وبعد أن استولى «الإخوان المتأسلمين» على هذه الحركة الإصلاحية، وبالتعاون مع الأمريكان وجماعات الارهاب، و طابور خامس متعاون معهما استولى الإخوان على السلطة لمدة عام، ثم مرة أخرى بعد3 سنوات خرجت المرأة المصرية فى ثورة شعبية حاشدة، تضم أكثر من 40 مليون مصرى، استطاعت إسقاط حكم الإخوان الفاشى، وكان صوت المرأة فيها أعلى من صوت الرجل، لأنها كانت تطالب بإرجاع الهوية المصرية والكرامة والحرية لشعب عاش أسوأ عام فى تاريخه المديد.

إن الأحد القادم يحل علينا باحتفالات متفرقة هنا وهناك، لكن لابد بينما نتذكر صفحات مشرفة من تاريخنا، أن يكون لدينا رؤية واضحة لمتطلبات المرحلة المقبلة، وأن نتعاون على التقدم بخارطة الطريق الى الأمام، وأن نشكل جبهة قوية وفاعلة وقادرة على مواجهة التحديات القادمة، وإخراج مصر من عنق الزجاجة ودفعها نحو النجاح فى مختلف المجالات، والدفع بمرشحات فى البرلمان الجديد، بحيث يفزن بعدد كبير من المقاعد، إننا فى حاجة الى المزيد من التعاون، فللأسف أحيانا تكون المرأة عقبة ضد المرأة، خاصة المنتميات لجماعة الإخوان المتأسلمين وأتباعهن اللاتى يدعين للتطرف، ثم إن علينا التصدى للممارسات الضارة والعنف والتمييز ضدها، وللحديث بقية.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.