رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لوموند": الإخوان تشعل فتيل التوترات بين قطر ودول الخليج

 لوموند: الإخوان
"لوموند": الإخوان تشعل فتيل التوترات بين قطر ودول الخليج

ركزت صحيفة "لوموند" الفرنسية، اليوم الخميس، على قرار سحب كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والبحرين لسفرائهم لدى الدوحة. مشيرة إلى وجود توترات دبلوماسية بين قطر والبلدان الخليجية الثلاث.

وأشارت اليومية الباريسية إلى أن هذا القرار "غير المسبق" في العلاقات بين دول الخليج العربية تم الإعلان عنه بعد اجتماع "عاصف"، بين وزراء خارجية دول الخليج العربية في الرياض.

وأضافت أن هذه القمة المصغرة التي عقدت بمبادرة من أمير دولة الكويت، كانت تهدف للتغلب على الخلاف العميق بين الدوحة من جهة، والرياض وأبوظبي والمنامة من جهة أخرى، نظرًا لموقف قطر من السلطات الحالية فى مرحلة ما بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى في شهر يوليو من العام الماضي.

وذكرت "لوموند" أن قطر انحازت علنا للإخوان المسلمين الذين فقدوا السلطة في مصر، في حين قدمت الدول الثلاث الخليجية الأخرى دعما هائلا، سواء السياسي أو المالي، للحكومة المصرية الجديدة.

وأشارت إلى انه بخلاف ذلك، فإن الدول الخليجية الثلاث تشتبه فى دعم قطر للإسلاميين المقربين من لإخوان المسلمين بها، لاسيما وأن الإمارات العربية المتحدة قامت بإصدار أحكام على العشرات من هؤلاء الإسلاميين على أراضيها، كما صدر بالامارات أيضًا حكم بالسجن سبع سنوات على مواطن قطري متهم بجمع التبرعات لصالح الإسلاميين.

وفى السياق ذاته، قال كريم صادر "المختص بقضايا الخليج" – فى مقابلة مع قناة "فرانس 24" الإخبارية الفرنسية – إن "الرياض تريد أن تعود الدوحة إلى الصف عبر قطع علاقاتها نهائيا مع الحركات التي تدور في فلك الإخوان المسلمين".

وتابع: "لا شك نحن أمام حدث هام ولسنا أمام أزمة كبرى. كون العلاقات بين الدوحة وجيرانها وتحديدا السعودية مرت في السابق بفترات أكثر حدة. لنذكر مثلا النزاع الحدودي بين الرياض والدوحة في التسعينات والذي تخللته اشتباكات مسلحة".

وأضاف صادر : أن التدهور الدبلوماسي اليوم وسحب السفراء من قبل السعودية والإمارات والبحرين "يمثل الخطوة الأولى في الأزمة.. فهذا الضغط الدبلوماسي على قطر، خاصة السعودي المدعوم من الإمارات هدفه إيصال رسالة شديدة اللهجة للدوحة وعزلها داخل مجلس التعاون الخليجي".

وعن المشكلة الحقيقية مع الدوحة وأميرها الجديد..رأى المتخصص فى الشئون الخليجية أن الدوحة متهمة بالدعم النشيط للحركة الإسلامية التي تدور في فلك الإخوان في الخليج وفي العالم العربي بشكل عام وليس سرا بأن الدوحة تمارس دبلوماسيتها الخاصة في الإقليم منذ 20 عاما، الأمر الذي أثار ويثير غيظ الشقيق السعودي الكبير الذي يعتبر منطقة الخليج العربي منطقة نفوذه والذي يرى بالإخوان المسلمين تهديدًا على ممالك وإمارات المنطقة.

هذا التنافس ارتفعت حدته خلال الربيع العربي، حيث لعبت قطر ومحطة الجزيرة دورًا في دعم الإخوان المسلمين ومن يدور في فلكهم.

وأضاف أن "أمير قطر الجديد ترك انطباعًا بالقطع مع هذا الخط السياسي وأبدى رغبة في العودة إلى الصف.. ولكن الوقائع تشير إلى عدد من الالتباسات في علاقات الدوحة مع الإخوان.. فنشاط بعض الخلايا الإخوانية في دول الخليج، خاصة في الإمارات حام حوله شبح الراعي القطري. ولكن المسألة المصرية كان لها دورها الحاسم أيضا في هذه المشكلة. فقطر وقفت إلى جانب الرئيس المصري المعزول محمد مرسي على عكس المملكة السعودية وغيرها من دول الخليج ".

واعتبر أن "السعودية تريد من قطر، أن تضع حداً للالتباس في دبلوماسيتها وأن تغير بشكل واضح موقفها من جماعة الإخوان.. والسعودية التي تواجه اليوم جملة من التغييرات الجيوسياسية في المنطقة ترغب في تعزيز نفوذها وجر الجميع للالتفاف حولها في مواجهة إيران. كما ترغب الرياض في الحيطة من تحركات احتجاجية داخلية، تتوجس دول الخليج من دور للإخوان قد يكون خلفها. وللنجاح في ذلك المطلوب من الأمير القطري أن يوضح موقفه حول هذه المسائل والعودة نهائيا إلى الصف. فمن الصعب اليوم لقطر أن تدير ظهرها لكل شركائها في مجلس التعاون الخليجي".