رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحكومة ليست ضعيفة !!


سوف يرى الكثيرون أن هذا المقال خروجٌ عن الرأى العام السائد فى المجتمع ووسائل الإعلام بأن حكومة د حازم الببلاوى ضعيفة ومرتعشة، هذه العبارة التى أصبحت على لسان الجميع سواء من المواطنين أو النخبة بل لا يخلو برنامجٌ فى الفضائيات ولا مقالٌ فى الصحف إلا وتتردد هذه العبارة عشرات المرات،

من وجهة نظرى أن هذه الحكومة ليست ضعيفة ولا مرتعشة. كيف تكون كذلك وهى التى اتخذت قراراً بفض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين؟ كيف تكون الحكومة ضعيفة ومكتب إرشاد جماعة الإخوان بالكامل داخل السجن بما فى ذلك مرشدهم الذى كان يُعتبر فى العهود السابقة خطا أحمر لا يجوز الاقتراب منه أو حتى منعه من السفر؟ كيف تكون هذه الحكومة ضعيفة ومرتعشة وهى التى اتخذت قراراً باعتبار جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً لأول مرة فى تاريخ الجماعة يتم اتخاذ هذا القرار؟ كيف تكون هذه الحكومة ضعيفة ومرتعشة ويتم التحفظ على أموال الإخوان جماعةً وأعضاء؟ كذلك يتم التحفظ على كل ممتلكاتهم سواء المدارس أو الشركات؟كيف تكون هذه الحكومة ضعيفة ومرتعشة وكل هذا العدد الكبير من الإخوان خلف القضبان سواء من القيادات أو الكوادر وأيضاً الطلاب؟ كيف تكون هذه الحكومة ضعيفة ومرتعشة وهذه الجهود الكبيرة التى تقوم بها فى تطهير سيناء من البؤر الإجرامية هذه الجهود التى يصفها البعض أنها عبور ثان لسيناء بعد أكتوبر 73؟ كيف تكون هذه الحكومة ضعيفة ومرتعشة وهى التى قامت بإجراء استفتاء على الدستور رغم الظروف الأمنية الصعبة وتهديدات الجماعة الإرهابية؟ فقد كان الاستفتاء بشهادة الخارج قبل الداخل على أعلى مستوى من الكفاءة والنزاهة والشفافية؟ كيف تكون هذه الحكومة ضعيفة ومرتعشة وهى التى اتخذت قراراً لم تجرؤ أى حكومة قبلها على اتخاذه وهو تطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور؟ كيف تكون هذه الحكومة ضعيفة ومرتعشة وقد أنجزت دستوراً البعض يراه الأفضل فى تاريخ مصر؟ كيف تكون حكومة ضعيفة ومرتعشة وهى التى اتخذت قرارا جريئاً بغلق كل قنوات الفتنة المسماة بالقنوات الدينية؟ كيف تكون حكومة ضعيفة ومرتعشة وحازم أبو إسماعيل خلف القضبان، وهو الذى كان مثل الثور الهائج لا يستطيع أحد الوقوف أمامه؟ كيف تكون حكومة ضعيفة ومرتعشة وهى التى طردت السفير التركى وأعطت درساً لتركيا لن تنساه؟ وكذلك أنذرت النظام القطرى والإيرانى أكثر من مرة وفى سبيلها لاتخاذ موقف معهم كالذى حدث مع تركيا، كيف تكون حكومة ضعيفة ومرتعشة وهى التى لم تتأثر بالتهديدات الأمريكية والأوروبية بل وتهتم وتتأثر برأى المواطنين فى الداخل أكثر من الضغوط الدولية وفتحت باباً مع روسيا كان مغلقاً منذ عشرات السنين؟ كيف تكون حكومة ضعيفة ومرتعشة وهى التى قامت بتأمين احتفالات الإخوة المسيحيين على أعلى مستوى وكذلك محاكمة المعزول وأنصاره؟ ولم ترتبك أو تهتز بسبب استقالة البرادعى وهروبه من المسئولية؟ الحكومة ليست ضعيفة ولكن طموحات الشعب هى التى كانت ومازالت كبيرة وأكبر من أى حكومة ورغم ذلك فإن أداء هذه الحكومة من وجهة نظرى جيد جداً فى ظل الظروف الصعبة التى تعمل فيها والأخطار التى تواجه مصر من الداخل والخارج ويكفيها أن تعبر بالبلاد هذه المرحلة الانتقالية الأصعب فى تاريخها.

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط.