عبد الغفار: الاقتصاد الأزرق وسيلة حيوية للتعافي من آثار جائحة كورونا
أكد الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، رئيس المؤتمر الدولي للنقل الدولي واللوجستيات، أهمية الإدارة الجيدة للموارد المائية وحماية البحار والمحيطات بشكل مستدام للحفاظ عليها من الأجيال الحالية والقادمة.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الدولي للنقل البحري واللوجستيات "مارلوج 11" الذي ينظمه معهد تدريب الموانئ بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري على مدار ثلاثة أيام بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين في صناعة النقل البحري.
وقال "عبد الغفار": “يأتي مؤتمر مارلوج لهذا العام في أعقاب جائحة 19 COVID وتوابعها التي امتدت إلى كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية”.
وأضاف عبد الغفار: “لقد أصبح جلياً أن التوجه نحو الاقتصاد الأزرق المستدام الذي يعد أحد الوسائل الهامة للتعافي من آثار الجائحة ثم حرب روسيا وأوكرانيا التي فقدنا فيها ملاحة البحر الأبيض، إلى جانب أسعار البترول التي تشكل 70% من تكلفة النقل البحري”.
وقال إن عالمنا المعاصر يعاني العديد من الأمور التي تشكل خطراً عظيماً على كل الموجودات به وبخاصة ما يتعلق باستخدام الموارد الطبيعية والتلوث البيئي، الأمر الذي انتبهت له دول العالم مؤخراً لتدق ناقوس خطر لما يتوقع أن يشهده العالم مستقبلاً من مخاطر.
وأضاف رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري: "لقد خسرت أنشطة الاقتصاد الأزرق بدول البحر الأبيض 21 % من قيمتها السنوية البالغة 450 مليار دولار، وهو ما يمثل حوالي 20% من إجمالي الناتج البحري العالمي السنوي، في منطقة لا تشكل سوى 1% من بحور العالم، وانخفضت التجارة العالمية حوالي 30%، ما أثر على تدفقات التجارة البحرية عبر البحر الأبيض، والتي تمثل حوالي 25% من حجم النقل البحري العالمي لذلك ظهرت العديد من المبادرات والتوجهات الدولية التي تدعو لمواجهة تلك التحديات المستقبلية من خلال التشريعات والاتفاقيات الدولية والتوجه للموانئ الخضراء والتنمية المستدامة والاستخدام الرشيد للموارد والتوجه للاقتصاد الأزرق".
وأشار إلى أنه وتماشياً مع هذا التوجه الدولي فقد اهتمت الأكاديمية كونها إحدى منظمات المتخصصة لجامعة الدول العربية باختيار هذا الموضوع لمناقشته في مؤتمر هذا العام والذي يحمل عنوان “نحو اقتصاد ازرق مستدام”.
وأوضح أنه على مدار 50 عاما أصبحت الأكاديمية عضواً في العديد من المنظمات والمجالس الدولية ذات الثقل في المجال البحري كعضويتها في مجلس أمناء الجامعة البحرية الدولية والمجلس التنفيذي للجامعات البحرية الدولية، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع المنظمة البحرية الدولية تهدف إلى تقديم الاستشارات والدعم الفني لجميع الدول العربية حيث تمثل الأكاديمية الجامعة العربية في المنظمة البحرية الدولية IMO.
وتابع: “لقد حققت الأكاديمية العديد من الانجازات التعليمية والتدريبية والبحثية وبخاصة في مجالات النقل البحري والعلوم الهندسية والإدارية يأتي هذا من منطلق نهج الأكاديمية لتطبيق التكنولوجيا الحديثة في تلك المجالات وسعيها للحاق بركب المستجدات في تلك المجالات الحيوية”.
واختتم عبدالغفار: “قدمت الأكاديمية خلال عام 2021 و 2022 العديد من الدراسات وأوراق العمل في إطار منظومة العمل العربي المشترك (لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك برئاسة الأمين العام - مجلس وزراء النقل العرب)، وعلى سبيل المثال الدراسة المقدمة من الأكاديمية لمجلس وزراء النقل العرب في دورته 34 - دور أکتوبر 2022 بعنوان الاتجاهات الحديثة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات النقل واللوجستيات ومستقبلها في المنطقة العربية، والتي بموجبها أصدر مجلس وزراء النقل العرب قرارا هاما بتكليف رئاسة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب بالتعاون والتنسيق مع الأكاديمية لمتابعة تنفيذ وتطبيق مفهوم الذكاء الاصطناعي في مجالات النقل واللوجستيات والأمن السيبراني في المنطقة العربية”.