«النقد العربى»: جائحة كورونا أدت لاختلال التوازنات المالية الداخلية والخارجية
عُقد المنتدى الإقليمي الرابع للضرائب في الدول العربية، تحت عنوان "السياسات الضريبية لتعزيز التعافي الاقتصادي ودفع النمو الشامل والمستدام لمرحلة ما بعد أزمة جائحة كورونا"، بمشاركة خبراء من المؤسسات المالية الإقليمية والدولية وحضور المسئولين في وزارات المالية والهيئات والسلطات الضريبية في الدول العربية.
وفي السياق؛ قال الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي، المدير العام لصندوق النقد العربي، إن انعقاد المنتدى هذا العام جاء في سياق دعم جهود التعافي الاقتصادي ودفع النمو الشامل والمستدام بالتوازي مع تعزيز الأوضاع المالية، في ظل تحديات اقتصادية ومالية تزايدت مؤخرًا بسبب الآثار العميقة والواسعة التي خلفتها جائحة كورونا.
وأضاف أن جائحة كورونا أدت إلى اختلال التوازنات المالية الداخلية والخارجية، في ضوء ارتفاع مستويات العجز المالي، والدين العام الذي وصل على مستوى العالم بنهاية سبتمبر 2021 إلى حوالي 296 تريلون دولار أمريكي، وضعف الوضع المالي الخارجي، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم جراء تصاعد أسعار الغذاء والمواد الأساسية والانقطاعات في سلاسل الإمداد، إضافة إلى التوقعات باستمرار المخاطر المحيطة بمسار الانتعاش الاقتصادي، في ضوء حالة عدم اليقين بشأن مدى سرعة انحسار الجائحة، والمخاوف من احتمالات تباطؤ زخم النمو الذي بدأ يلوح في الأفق.
وأشار إلى أن المسار نحو التعافي الاقتصادي الكامل من تداعيات جائحة كوفيد- 19 بات مشوبًا بقدرٍ كبير من عدم اليقين في ظل هذه التحديات والمخاطر، بالرغم من الدعم المبكر الذي بدأت تقدمه التدابير الاقتصادية المتخذة، والتحسن الذي طرأ على الأوضاع الصحية بفضل إتاحة اللقاحات.
وفي السياق أبرز المدير العام لصندوق النقد العربي أهمية السياسات الضريبية في تعزيز مسيرة التعافي والنمو الاقتصادي الشامل والمستدام، بالتوازي مع تعزيز الأوضاع المالية خلال المرحلة القادمة، بين أن التحدي يكمن في كيفية الموازنة بين تحقيق هذه الأهداف المتداخلة، التي يستلزم تحقيقها انتقاء المزيج الملائم من البدائل المتاحة للسياسات المالية والضريبية.