ماذا فعل عباس محمود العقاد خلال وجوده فى السودان بعد هروبه من هتلر؟
اشتهر عباس محمود العقاد (28 يونيو 1889- 13 مارس 1964) بمعاركه الأدبية والفكرية مع مجايليه؛ أشهرهم الشاعر أحمد شوقي، والدكتور طه حسين، والدكتور زكي مبارك، والأديب مصطفى صادق الرافعي، والدكتور العراقي مصطفى جواد، والدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ)، كما اختلف مع زميل مدرسته الشعرية الشاعر عبدالرحمن شكري، وأصدر كتابًا من تأليفهِ مع المازني بعنوان "الديوان" هاجم فيهِ أمير الشعراء أحمد شوقي، وأرسى فيهِ قواعد مدرسته الخاصة بالشعر.
وفى ذكرى رحيله التي تحل اليوم، نبحث فيما كان يفعل العقاد بعد هروبه إلى السودان عام 1943 بسبب موقفه المعادى للنازية خلال الحرب العالمية الثانية، حتى أن أبواق الدعاية النازية وضعت اسمه بين المطلوبين للعقاب، وما أن اقترب جنود إرفين روميل من أرض مصر حتى تخوف العقاد من عقاب الزعيم النازي أدولف هتلر وهرب، ولم يعد إلا بعد انتهاء الحرب بخسارة دول المحور.
ماذا فعل عباس محمود العقاد وقت هروبه إلى السودان بسبب هتلر؟
فى عام 1943 هرب عباس محمود العقاد إلى السودان؛ إلا أن هروبه لم يمنعه من الاستمرار فى كتابة مقالاته فى العديد من الصحف مثل "مجلة الرسالة، الهلال، الأدب والفن"، وجميعها مقالات تنوعت ما بين مناقشة تطور الأجناس الأدبية، ونشر عدد من القصائد الشعرية له.
بتحليل مقالاته منذ عام 1943 حتي سبتمبر عام 1945 بنهاية الحرب العالمية الثانية وعودته بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية من منفاه الاختيارى فى السودان، نجد أن العقاد قام بترجمة عدد من مختار القصائد الإنجليزية لمجلة مثل "الأدب والفن" وهى مجلة لم تحتف بمقالاته مثلما احتفت "الرسالة، والهلال" خلال فترة منفاه إلى السودان.
وزارة المواصلات تقاضى "العقاد" وتلزمه بدفع 475 قرشًا
من بين المقالات الطريفة التى نشرها العقد بنفسه فى مجلة "الرسالة" فى 13 نوفمبر 1944 خلال فترة منفاه فى السودان؛ كشف فيه عن مقاضاته من قبل وزارة المواصلات وإلزامه بدفع 475 قرشًا لاستخدامه خط التليفون أثناء إصداره صحيفة "الضياء"، ولكن العقاد لم يدفع المبلغ المطلوب، ليس هذا وحسب بل وقام بتوكيل المحامي والمؤلف عبده حسن الزيات بالطعن على الحكم، وهو ما انتهى الأمر بقبول طلبه وعدم دفع المبلغ للوزارة.