نص كلمة الأمين العام لـ«وزراء الداخلية العرب» في افتتاح جلسات الدورة الـ39
بدأت صباح اليوم الأربعاء، جلسات الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقد تحت رعاية الرئيس التونسي قيس سعيّد، بحضور وزراء الداخلية في الدول العربية، ووفود أمنية رفيعة، إضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، واتحاد المغرب العربي، والاتحاد الأوروبي، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الأنتربول"، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومنظمة اليوروبول، ومشروع مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والاتحاد الرياضي العربي للشرطة.
واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، والتي جاء نصها كالآتي:
يُشرفني ونحن نلتقي من جديد في تونس العزيزة، أن أرفع إلى الرئيس قيس سعيّد، أخلص معاني التقدير والعرفان للرعاية الكريمة التي يوليها للتعاون الأمني العربي، ودعمه الموصول لمسيرته الموفقة.
ويُسعدني أيضاً أن أتوجه إلى صاحبة المعالي السيدة نجلاء بودن رمضان، رئيسة الحكومة، ببالغ الشكر والامتنان على تكرمها بافتتاح أعمال هذه الدورة وعلى الكلمة القيمة التي وجهتها للمشاركين، مُعربا عن تقديرنا البالغ للدعم البناء الذي ما فتئت الحكومة التونسية الرشيدة توفره لمجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته العامة.
ويُشرفني كذلك أن أتوجه بأخلص معاني التقدير والعرفان إلى الرئيس الفخري لمجلسنا الموقر، صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وإلى سائر إخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب على دعمهم الدائم للأمانة العامة وللعمل الأمني العربي المشترك، مُعرباً لمعالي السيد توفيق شرف الدين وزير الداخلية ولمعاونيه كافة عن جزيل الشكر والتقدير لما يولونه للأمانة العامة من عناية واهتمام، ولما تقدمه الوزارة الموقرة دائما لاجتماعات المجلس من تسهيلات عديدة تسهم في تحقيق الغايات المأمولة.
رغم تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد على شتى جوانب الحياة البشرية فإن العمل الأمني العربي المشترك، لم يتوقف بل إن مسيرته الموفقة قد تعززت بمكتسبات في غاية الأهمية سأكتفي منها بثلاثة أمثلة تجسد النجاح في تعزيز التعاون العربي والتعاون العربي الإقليمي والتعاون العربي الدولي. فعلى مستوى التعاون العربي خطونا هذا العام خطوة بارزة على صعيد توحيد الجهود العربية في مكافحة الإرهاب من خلال تركيز فريق الخبراء العرب المعني برصد وتبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية وتحليلها، بعقد اجتماعه الأول الذي حدد خطة عمله ووضع سياسة حوكمة تبادل المعلومات والبيانات. ونظرا إلى أن نجاعة تبادل المعلومات تتوقف على حجم الدول المنتسبة إلى هذا الفريق نأمل من كل الدول الأعضاء أن تحدد نقاط الاتصال الخاصة بها في هذا الفريق.
أما المثال الثاني الذي نراه مُؤشرا هاما على نجاح التعاون العربي مع التجمعات الإقليمية، فيتمثل في انعقاد المؤتمر الأورو-عربي الأول لأمن الحدود الذي استضافته عمَّان يومي 1 و2 ديسمبر الماضي بالتعاون بين الأمانة العامة والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس). فإلى جانب النتائج البناءة التي أسفر عنها المؤتمر، فإن اجتماع ممثلين عن سلطات الحدود من الدول العربية والأوروبية لمناقشة التحديات المشتركة يُشكل في حد ذاته إنجازا مهما من شأنه أن يبشر بمستقبل واعد للتعاون الأمني بين العالمين العربي والأوروبي، في ظل الإيمان المشترك بضرورة تضافر الجهود لمواجهة تهديدات الإجرام المنظم العابر للحدود. وقد سُعدنا منذ شهر تقريبا باحتضان هذا المقر للقاء ودي بين السفراء العرب والأوروبيين المعتمدين بتونس وبمشاركة وزارتي الداخلية والشؤون الخارجية في الجمهورية التونسية، كان مناسبة لاستعراض مسيرة التعاون الأمني الأورو – عربي واستشراف سبل تدعيمها.
ويتعلق المثال الثالث الأخير الذي أود الإشارة إليه باستكمال تطوير الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب لتتلاءم مع استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وركائزها الأربع، وبهذا أصبحت الدول العربية أول تجمع إقليمي يُوائم بين استراتيجيته وبين الاستراتيجية العالمية والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة بشأن الإرهاب، مما يؤكد مرة أخرى ريادة الدول العربية لجهود مكافحة الإرهاب ويدحض ما يسعى إليه البعض من ربط للإرهاب بالعرب أو المسلمين، آملا أن تعمل الدول الأعضاء على الإسهام في توفير الدعم اللازم للأنشطة التي سيتم تنظيمها في سياق تنفيذ هذه الاستراتيجية، التي تُمثل نموذجا رائدا يُمكن أن تنسج على منواله التجمعات الإقليمية الأخرى.
يُسعدني في الختام، أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى معالي الفريق أول ركن عثمان علي فرهود الغانمي، وزير الداخلية في جمهورية العراق، رئيس الدورة المنصرمة للمجلس، على رعايته الكريمة للأمانة العامة ومتابعته الحثيثة لأعمالها، واثقاً من أن رئاسة معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي للدورة التاسعة والثلاثين ستُعطي دفعاً قوياً للتعاون الأمني العربي. كما يسرني أن أرحب بأصحاب المعالي الوزراء الذين يشاركون في أعمال المجلس للمرة الأولى، متمنياً لهم كل التوفيق والنجاح في أداء مهامهم النبيلة، وواثقاً من أننا سنلقى منهم كل الدعم والمساندة.