حكاية أم عمرو.. قصة كشك خشبي توارثته أجيال على شاطىء المكس
في كل شبر على شاطىء المكس حكاية، ترويها الأمكنة، تترك أثرا في نفوس مستمعيها ، وتتوارثها الأجيال.
حكاية ام عمر، ٦٢ سنة، بدأت داخل كشك خشبي صغير يطل على ساحل الشاطىء، من نافذته تتلقي تحية كل من يمر عليها.
يعرفها أهل شاطىء المكس، فهذا الكشك الخشبي ورثته من والدتها أم حافظ، وتقول: "محدش هنا ميعرفش ام حافظ، هنا كان مكانها" ولتمتد تلك الملكية للجيل الثالث ممثلا فى أبناءها وأحفادها.
كشك بسيط لا يسع سوى خطوات قدميها ومشروبات ساخنة من الشاي والقهوة والأعشاب، وصفوف من الكراسي البلاستيكية يجلس عليها زوار الشاطىء، لتوصفه بأنه سببا في تربية اجيال.
تأتي أم عمرو من محل سكنها بمنطقة القباري لشاطىء المكس بدءا من ٧ صباحا وتستمر حتى غروب الشمس، وشتاءا حتى العصر من كل يوم، فهذا متنفس ومصدر رزق لها ومن مكسبه تعيش ٣أسر.
تستطرد أم عمرو: تواجد الصبح وزوار المكس يعرفونى ولاياتون للشاطىء الا لزيارتى واحتساء مشروبا ساخنا، فعلى مدار السنوات الماضية لا تتغيب عن الكشك الا إذا كانت لديها ظروف مرضية.
بعد وفاة زوجها أصبحت تتحمل عبء الانفاق على اسرتها، فذلك الكشك الصغير يشكل سندا كبيرا لتلك الأسرة.
وتقول السيدة الستينية إنني ارفض أن يعمل بالكشك أحدا من أبنائى، لرغبتى ان يلتحقوا بوظيفة، علاوة على ان عملي يشعرني بالحياة معلقة: “ اتعودت على الشغل، الفراغ يموتني”.
علاقة السيدة بالبحر وثيقة منذ كانت طفلة بجوار والدتها إلي أن اصبحت العامل الاساسي داخل الكشك لتصفه بأنه متنفسها الذي تقضي معه ساعات طويلة من يومها.