«فاينانشيال تايمز»: جهود توريد الأسلحة إلى أوكرانيا تواجه عقبات متعددة
حذّر محللون غربيون وخبراء عسكريون من أن الجهود الغربية والأمريكية لإمداد أوكرانيا بالسلاح والذخيرة قد تواجهها عقبات متعددة وتحديات، من بينها تسليم هذا السلاح بالسرعة الكافية إلى القوات المسلحة الأوكرانية، أو إلى حركة المقاومة في حالة سقوط حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وفي تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي، أبرزت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، نتائج قمة زعماء الناتو الأخيرة، في تعهد عشرات الدول الغربية بمنح الرئيس الأوكراني ما طلبه من سلاح لدعم مقاومة بلاده ضد الهجمات الروسية، وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم 350 مليون دولار كمساعدات عسكرية، بالإضافة إلى 650 مليون دولار تعهدت بتقديمها خلال العام الماضي، وبحلول مساء أمس الأول، تراجعت ألمانيا عن موقفها التاريخي المتمثل في عدم إرسال أسلحة إلى مناطق الصراع .
وقال جون راين، كبير مستشاري الشئون الجيوسياسية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إن "الخطاب السياسي لدعم المقاومة سهل، ولكن إثبات ذلك عمليًا أمر صعب للغاية"، واعتبر راين أن التحدي الأول يتمثل في ضمان أن تكون عمليات التسليم للمعدات العسكرية المناسبة التي تزيد من القدرات الحالية تتطلب القليل من التدريب، فيما قال مصدر دفاعي غربي رفيع المستوى: إن المعدات البسيطة هي الأفضل، وهذا يعني تأمين معدات الاتصالات والرؤية الليلية، والصواريخ المحمولة المضادة للدبابات والطائرات، وبالطبع الذخيرة.
وأضاف أن "القوات الأوكرانية ستستخدم ما بين أربعة وعشرة أضعاف ما تتوقعه من التدريبات، وربما يستخدم الأقل تدريباً المزيد من الصور الثابتة".
علاوة على ذلك، أبرزت الصحيفة أن إيصال الإمدادات إلى القوات الأوكرانية يمثل تحديًا آخر، ففي الفترة التي سبقت هجوم روسيا يوم الخميس الماضي، كان بإمكان حلفاء الناتو تسليم المعدات عن طريق الجو أو البر مباشرة إلى المستودعات العسكرية، لكن الطائرات المقاتلة الروسية تهيمن الآن على سماء أوكرانيا، وقال حلفاء الناتو إنهم لن يوفروا غطاء جويًا لأن ذلك سيعني فعليًا إعلانًا للحرب على موسكو، كما أصبحت العديد من المطارات الأوكرانية غير صالحة للاستعمال بسبب الضربات الصاروخية.
نتيجةً لذلك، سيتعين على عمليات التسليم المستقبلية أن تنتقل بشكل أكثر سرية عبر الأراضي المتنازع عليها، وعلى الأرجح من بولندا التي تشترك في حدود طولها 535 كيلومترًا مع أوكرانيا، وكانت الوجهة الرئيسية لقوات الناتو المنتشرة في جناحها الشرقي هذا العام.
ويوم أمس الأول، كانت هناك تقارير عن وصول القوات الروسية المحمولة جوًا في غرب أوكرانيا، ما قد يعقد عمليات التسليم بشكل أكبر.