البنك الدولي: مستويات معيشة سكان شمال أفريقيا تحسنت خلال 30 عامًا مضت
قال البنك الدولي، إن مستويات معيشة السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحسنت على مدى العقود الثلاثة الماضية. وعلى الرغم من التباينات بين البلدان، فقد زادت الدخول الحقيقية في المتوسط بنحو 40%، وزاد متوسط أعمار سكان المنطقة، وهم أكثر صحة وتعليماً مما كان عليه الحال قبل 30 عاما وهم يتمتعون بفرص أفضل للحصول على خدمات المياه والصرف الصحي والكهرباء والتدفئة والتبريد والبنية التحتية للنقل والإنترنت والاتصالات.
وأضاف البنك أنه مع ذلك، لم تتحقق الاستفادة للجميع. وفي البدان المتضررة من الصراعات مثل ليبيا وسوريا واليمن، لم يعان السكان من التشرد وفقدان الأهل والأصدقاء فحسب، بل من انهيار مستويات المعيشة أيضا، وعلاوة على ذلك، لا تزال التحديات التي تحول دون تحقيق الشمول قائمة مثل ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
وبالنسبة للكثيرين، فالعمل غير مستقر وغير رسمي، ونظراً لأن النساء في بعض بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على الرغم من المكاسب التي تحققت في مجال التعليم، يفتقرن إلى نفس الفرص المتاحة للرجال، فإن عددًا قليلاً نسبيًا من النساء يعملن خارج المنزل، وعلى الرغم من تحسن رأس المال البشري والمادي للمنطقة بشكل عام، فقد تدهور رأس مالها الطبيعي في العقود الأخيرة.
واستعرض البنك الدولي في تقريرًا له، أداء بلدان المنطقة في العديد من المؤشرات البيئية، التي يظهر معظمها تدهورا على مدى العقدين الماضيين، فقد ازدادت الانبعاثات وتدهورت النظم الإيكولوجية البرية والبحرية، وتم تدمير الموائل الطبيعية، وزاد التلوث البحري ومعدلات حموضة المحيطات، وأدت الإدارة غير المستدامة للمياه إلى حدوث ضغوط على الموارد المائية.
وحققت بعض البلدان والمدن تطورات إيجابية في السنوات الأخيرة، ولكن حتى يتسنى استعادة رأس المال الطبيعي المتدهور في المنطقة على نطاق أوسع، من الضروري اتخاذ خطوات أكثر طموحا.
ومن بين أوجه القصور البيئي الأخرى، كانت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أبطأ منطقة في العالم في فصل النمو الاقتصادي عن ملوثات الهواء، ولم تقم بعد بفصل النمو الاقتصادي عن غازات الدفيئة، وهي المنطقة الوحيدة في العالم التي لم تقم بفصل النمو الاقتصادي عن انبعاثات الكربون، وعلى الرغم من أنها قامت بفصل النمو الاقتصادي عن بعض ملوثات الهواء، فإنها فعلت ذلك ببطء مقارنة بمناطق أخرى، وهذا الاتجاه السلبي مدفوع أساسا ببلدان المنطقة المصدرة للنفط؛ غير أن البلدان غير المصدرة للنفط تقوم أيضا بالفصل بوتيرة بطيئة إلى حد ما.