«صيف السيدة فوربس السعيد».. قصة «ماركيز» عن الطفلين والمربية المتسلطة
صيف السيدة فوربس السعيد
واحدة من أمتع وأبدع ما كتب الأديب الكولومبى الكبير جابريل غارسيا ماركيز. الذى لا يحرم القارئ من متعة الدهشة. ذلك لأن ماركيز لديه القدرة الفائقة على المباغتة والإبهار. حيث يذهب بك إلى واد ثم يباغتك حين تجد نفسك فى واد ٱخر. وهو ما حدث بالفعل فى قصة صيف السيدة فوربس السعيد.
تفاصيل القصة
تحكى قصة صيف السيدة فوربس السعيد عن طفلين لكاتب كولومبي تركهما فى جزيرة صقلية أثناء إجازة الصيف برفقة مربية ألمانية تدعى فوربس حتى يعود من رحلته، ظنا منه أن السيدة فوربس ستحقق كل أسباب السعة لطفليه. غير أن المربية كانت قاسية جدا مع الطفلين لدرجة أنها أرادت أن تطعهمها من لحم الثعبان الذى ارعبهما منظره قبل طهية. كما أنها كانت تفعل ليلا كل ما كنت تحجره عليهما نهارا. وهنا يزيد ماركيز من حبكته الدرامية، حيث يجعل بطلا القصة ألا وهما الطفلين يفكرا فى قتل المربية فوربس. وهنا يوجد لنا ماركيز تكئة درامية وهى تلك الجرة التى وجدها الأب فى البحر مليئة بالنبيذ المسموم، وتركها فى الشالية الذى يقيم به طفليه والمربية، تتشابك الأحداث بوضع الطفلين لبعض النبيذ المسموم فى تلك الزجاجة التى كانت تشرب منها المربية ليلا، والتى تحض على الفضيلة نهارا.
شربت السيدة فوربس منها وهى تشاهد الأفلام الخليعة ثم استيقظت فى الصباح لتطبيق قوانينها الصارمة على الطفلين مما أصابهما بخيبة أمل شديدة، وفى الليلة الثانية أكملت شرب ما تبقى من نبيذ ولم تستيقظ فى الصباح، خرج الطفلان إلى البحر، وفى منتصف النهار جاءت عربة الإسعاف وعربات الشرطة فتقدم الطفلان مذعورين خشية أن تعرف الشرطة السر ولما دخلا عليها وجداها ملقاه على الأرض وبها سبعة وعشرين طعنة. وهنا يختم ماركيز قصته بنهاية مباغتة لا تتطابق مع أحداث القصة ليترك النهاية مفتوحة، المرأة لم تمت بالسم بل بالسكين فمن الذى قتلها؟.
الهدف من القصة
أراد ماركيز أن يقول إن الكبت الذى أحدثته المربية فوربس ولد الإنفجار داخل الطفلين فنزع منهما روح البراءة، واستبدلها بروح شريرة، حتى وإن لم يكن الطفلين هما من قتلاها.