طبعة ثانية للمجموعة القصصية «التقاط الغياب» للقاص أحمد أبودياب
صدرت حديثًا عن دار فهرس للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية للمجموعة القصصية "التقاط الغياب" للكاتب القاص أحمد أبودياب، تتضمن 25 قصة قصيرة، وقدمها الناقد والأكاديمي شريف الجيار بدراسة نقدية، وجاءت لوحة الغلاف للفنان أحمد جمال عيد.
يقول الناقد والأكاديمي دكتور شريف الجيار عبر تقديمه للمجموعة القصصية "التقاط الغياب": "يعد القاص والمسرحي الشاب، أحمد أبودياب، أحد الأصوت الإبداعية المتميزة، التي جاءتنا من جنوب مصر، لتعلن عن حضورها المصري والعربي اللافت، لا سيما في كتابة الخطاب السَّردي، الذي تجلى في مجموعتيه القصصيتين: "التقاط الغياب، وأفواه مفتوحة لا تبتسم"؛ حتى توج بجائزة الشارقة للإبداع العربي 2018/2019م، في مجال القصة القصيرة، التي تبشر بمبدع يمتلك أدواته الفنية، ومتخيله الخاص، الذي نتمنى منه الكثير، في المستقبل القريب".
ومن جانبه قال الكاتب والشاعر أحمد بخيت واصفًا المجموعة القصصية "يلقي إليك بخيوط القص من البداية لكنه بجاذبية محببة وغير مفتعلة يظل ممسكًا بك عبر خيوطك /خيوطه كقاص بارع بلا زهو يمتع ويبدع بلا تكلف، وهذه سمة القاص المثقف، كتاب أنيق جدير بالقراءة جاء من جنوب معجون بالإبداع ومتوهج دومًا".
وقال أبودياب لـ"الدستور": "المجموعة القصصية "التقاط الغياب" محاولة مني لاستكشاف مكنونات النفس البشرية باستنطاقها، من خلال الخط الواصل بين المتن والهامش وهو قطر دائرة الحياة، وذلك بالاتكاء على تيمة الغياب، الذي بدوره يلعب دورًا مهمًا في التجربة الإنسانية خلال الرحلة التي يستغرقها المرء حيًا ومن بعد رحيله أيضًا".
وتابع "شاهدت الغياب وأثره في صوره المنعكسة والمتشظية على مرآة الوجدان داخل غرفة الوجود. فكانت خمسة أقسام تحكي عن الغياب، ابتداء من البشر مرورًا بالحيوانات والأشياء، وانطلاقًا إلى الميتافيزيقيا واستكمالًا بالتحليق في عوالم الصوفية".
وختم "كان لا بد من المحاولة بجدية في أن يكون لكل نص حالته الخاصة وخصوصيته المتفردة، من الفكرة للغة وأيضًا في المنطق السردي والحيل والتقنيات واستخدام الضمائر والأصوات والرواة، وذلك حتى يجد القارئ ما قد يتناسب مع فكرة المشروع، فهو عبارة عن لوحة فسيفسائية تتنامى بأجزائها جميعًا، لتكون لوحة واضحة تبين وتحكي".
ومن أجواء المجموعة
مسّنا سوء السين فأقعدنا مَحَلَّنا وفرّق جوارحنا على الانتظار، جور الجيم طالنا وقلّبنا على جنوبنا ودحرجنا ما بين الباب الموصد إلى الجدار المصمت غداة ورواحًا، ، نيران النون أتت على حناجرنا بعد أن تيبّس فيها حطب الكلام الأخضر ثم امتدت لقلوبنا لتحرقها.
بدأت أسرّح أيامي المنتهية من الفتحة الضيقة بالجدار، وأنا أقضم أظافر أصفادي التي نمت من طول سجني ووحدتي، طار بي بساط الأسى وحط عند كل ذكرى، استقالت فكرة الراحة من عقلي وارتاح وجداني للحيرة، علقتُ جفوني على حبل الليالي ولم تنشف، كلما همّت لتجف هبطت أمطار حزن لتبللها، أو سكب أحد من جيران القلب ماء وَجْده عليّ.
أما عن أحمد أبودياب
فهو قاص ومسرحي مصري من مواليد محافظة قنا بصعيد مصر عام ١٩٩٤م. تخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة جنوب الوادي. صدر له (التقاط الغياب، أفواه مفتوحة لا تبتسم) "قصص". حاصل على منحة التفرغ في الأدب من وزارة الثقافة المصرية. تم تدريس كتاباته في جامعات مصرية وعربية. حصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية في القصة والمسرح منها: جائزة الشارقة للإبداع العربي، جائزة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي. وتُرجمت قصص له إلى اللغة الإنجليزية. نُشرت له كتابات في مصر والوطن العربي وأمريكا. وشارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات والملتقيات المحلية والدولية، وكُتبت عن نصوصه دراسات نقدية عديدة.