بعد سنوات من العناء.. قصص وصول الغاز الطبيعي لمنازل المصريين: «نعمة وتوفير»
حققت مصر طفرة غير مسبوقة في مجال الغاز الطبيعي، محققة الاكتفاء الذاتي المنشود، إذ أصبحت قادرة على التوجه للمشاريع التي يمكن منها الاستفادة بالغاز الطبيعي كوقود طبيعي وغير ضار بالبيئة، وكان توصيل الغاز الطبيعي للمنازل بديلًا عن الأنابيب هو الإنجاز الأكبر.
وبلغة الأرقام أعلن المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، عن توصيل الغاز الطبيعي لنحو 13 مليون وحدة سكنية على مستوى محافظات مصر، منذ بدء النشاط وحتى نهاية يناير 2022، ما أدى إلى تحقيق وفر يقدر بنحو 234 مليون أسطوانة بوتاجاز سنويًا.
وأوضح، أن هذا الإنجاز جاء في إطار توجيهات الرئيس السيسى وخطة الدولة للتوسع في استخدام الغاز الطبيعي وإحلاله كبديل للبوتاجاز لخفض الأعباء المالية التي تتحملها ميزانية الدولة، إضافة إلى تقديم خدمة حضارية وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
«أم محمود»: الغاز الطبيعي نعمة
لمدة 6 أعوام عانت أم محمود، السيدة الاربعينية، مع أزمة الأنابيب في الوحدة السكنية المؤجرة إيجار جديد لها هي وأسرتها في منطقة الزاوية الحمراء، بعد أن كانت تعيش في منزل حمويها.
تحكي أم محمود أنها بعد تأجيرها هذه الشقة هي وزوجها ولم تك مكتمل التشطيب ولم يك بها غاز طبيعي: «صاحب البيت قالنا اشتركوا في الغاز الطبيعي وهخصم فلوسه من الإيجار ولكن مكنش معانا مبلغ التقديم، ما اضطرنا إلى شراء أنابيب البوتجاز شراء واحدة وبعد المعارف أعطونا اثنين آخرين».
وتستكمل، «نستيقظ أنا وابني في الخامسة فجرًا وبعد الصلاة نتوجه إلى مقر مستودع الأنابيب الذي يبعد عن منزلنا بمسافة بعيدة، كنا بنمشي نص ساعة عشان نوصل، ثم حجز دور عند مستودع الأنابيب حتى انتظار عربية الأنابيب في الساعة 8 أو 9 صباحًا»، مضيفة: «لو معملناش كدا وروحنا متاخر كنا مبنلاقيش أنابيب».
وأضافت أن كل هذا العناء لأن الأنابيب التي يبيعها الباعة الجائلين كانت لا تقل عن 50 جنيها والاستهلاك لها كثير «البوتجاز والسهام بالغاز كانت الأنبوبة بتخلص بسرعة جدا»، ولكن من مستودع الأنابيب كانت الأنبوبة بسعر مخفض.
وتابعت «أم محمود»: «بعد الانتقال إلى منزل جديد تمليك وكان الغاز الطبيعي متوصل بالفعل فيه انتهى عناء الأنابيب كان يوم تغيير الأنابيب دا الأصعب لكن الغاز الطبيعي نعمة وموفر ولا نضطر نشيل ونحط، وحاطين إيدينا على قلبنا من الأنابيب مصايبها».
مصطفى سيد: «250 جنيه مش بيكفوا أنابيب في الشهر»
من قرية المراشدة والتي دخلها العديد من الخدمات التي كانت محرومة منها لسنوات طوال ضمن مبادرة «حياة كريمة» لتطوير قرى الريف المصري، يحكي مصطفى سيد حسن أهمية دخول الغاز الطبيعي لقريته ولمنزله بعد سنوات من «البهدلة مع الأنبوبة».
يقول «مصطفى» إنهم شعروا بالراحة والأمان بعد دخول الغاز الطبيعي الذي اكتشفوا كم هو موفر ولا يتكلف الكثير من الأموال مثلما كانت تفعل الأنبوبة التي بطبيعة الحال لم تك أنبوبة واحدة: «مستحيل بيت يقدر يبقى عنده أنبوبة واخدة مش أقل من اتنين وتلات عشان لو عملتها وخلصت فجأة في أي وقت ونفضل مستنين بتاع الأنابيب يعدي».
ولكن على عكس الحالة السابقة لم يكن هناك مستودع يتوجه له مصطفى لشراء الأنابيب: «بنستنى بتاع الأنابيب يعدي واقل أنبوبة كانت بـ70 جنيها، يعني في الشهر مش أقل من 250 جنيها بس أنابيب».
وتابع: ولكن في الوقت الحالي أصبح استخدام الغاز الطبيعي من خلال شحن كارت العداد بالمبلغ المتاح ثم الاعتماد عليه وقرب الانتهاء يعطي تنبيه باقتراب انتهاءه لشحنه من جديد.
وصول مصر للمرتبة الثالثة في إنتاج الغاز الطبيعي
ومن الجانب الاقتصادي يرى الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن مصر حققت طفرة غير مسبوقة في مجال الغاز الطبيعي حتى وصلت للمرتبة الثالث على مستوى العالم في إنتاج الغاز الطبيعي، وزاد إنتاج مصر من الغاز الطبيعي بنسبة 36.5% على مدار الـ 3 سنوات الماضية بفضل اكتشافات الغاز الجديدة.
وأوضح «الشافعي»، في تصريحات لـ«الدستور»، أن الاعتماد على الغاز الطبيعي كوقود بديل، يوفر 53 جنيه شهريًا للمواطن نتيجة استخدام الغاز الطبيعي بدلاً من البوتاجاز بما يعادل 636 جنيه سنويًا.