ندوة موسوعة «المضللون»: توثيق دقيق وتفنيد لادعاءات وأكاذيب الإخوان
استضافت قاعة المكتبة الأدبية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ندوة نقاشية حول موسوعة «المضللون.. وثائق أكاذيب جماعة الإخوان»، للإعلامى الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسى إدارة وتحرير جريدة الدستور.
وصدرت الموسوعة عن الهيئة العامة للكتاب، وطرحت خلال الدورة الحالية للمعرض.
فى بداية الندوة، تحدث الدكتور محمد الباز عن دوافع كتابته تلك الموسوعة، قائلًا إن السؤال هو مفتاح المعرفة، وإن البحث عن الإجابات هو أول أهداف البحث فى التاريخ.
وأضاف «الباز» أن دوافع الكتابة أحيانًا ما تكون ذاتية، مكملًا: «أكتب وأقرأ لأستمتع، ويقرأ القارئ فيختلف أو يتوافق»، موضحًا أنه كانت لديه ملاحظة دائمة بأن التاريخ الحديث المدون يمشى بساق واحدة، ويرى بعين واحدة، لأنه يكتب من جهة واحدة، وبسبب ذلك تشوّهت المعرفة.
وتابع: «أنا قرأت عن جمال عبدالناصر من كتابات الإخوان، لأنها كانت هى المتاحة فى الريف، وتتوافر هناك مجانًا، وقرأت جزءًا من تاريخ مصر من هذه الكتابات».
وتحدث عن الملامح الرئيسية للموسوعة، قائلًا: «الفكرة الأساسية فى الموسوعة هى رصد الكتابات النقدية التى تعاملت مع جماعة الإخوان منذ بدايتها حتى الآن، وحين اخترت كتابة نقدية فى ٥ أجزاء، الأول، شيوخ الأزهر، لأن أول فتوى ضد جماعة الإخوان خرجت من الأزهر».
وقال إن الإخوان دائمًا ما كانوا يشططون فى الحقائق، مضيفًا: «تم رصد كتابات من أكرمهم الله بالشفاء والانشقاق عن الجماعة، وليست لدىّ مشكلة لدوافع من خرج، هناك من خرج وهو أكثر تشددًا، وبعضهم خرج بسبب خلافات مصالح، وبعضهم خرج لأنها لم تكن جماعة إنسانية».
وأكمل: «الجزء الخامس فى الموسوعة يتحدث عن السياسيين»، لافتًا إلى أن أدبيات الإخوان كانت تتناول دائمًا فترة وجودهم فى السجون من وجهة نظرهم فقط، فى حين أننا لم نقرأ مثلًا ما قاله شمس بدران عن هذه الفترة وتلك الجماعة».
واستطرد أنه «كانت هناك دافع لدىّ لتدوين هذه الموسوعة، خاصة لأننا وقعنا فى خطأ خلال معالجة ذلك الملف بعد ٣٠ يونيو، حيث كانت معالجة صاخبة، وكان وراءها حماس شديد لدرجة أن الناس لم تدرك: لماذا نحن نرفض الإخوان؟».
وواصل: «أدركت أننا نحتاح لتقديم وبشكل بسيط نقد لفكرة الجماعة والإطار الحركى لمن نثق فيهم، والموسوعة لم تكتب بنوع من الوصاية»، مردفًا: «أنا وضعت أمام القارئ ما تفرّق فى الجرائد والكتابات، ووضعت هذا بين قوسين، وأعتقد أن هذا النوع من الكتابة يتميز بأنه بلا وصاية، وهو ترك الحكم للقارئ».
من جانبه، قال المفكر مختار نوح، إنه يعرف الدكتور محمد الباز منذ زمن بعيد، وهو من الناس الثابتة على مبادئهم.
وأردف: «الموسوعة، تناولت جوانب عديدة فى فكر الإخوان، مثل مسألة رؤيتهم للغيبيات، وظهرت تلك الرؤية عند شكرى مصطفى، زعيم التكفير والهجرة، الذى كان يعمل لحساب القذافى لكى يحافظ على تماسك الجماعة، معللًا ذلك بقوله: إنما نحارب الشيطان بالشيطان».
وتابع: «شكرى مصطفى خدع أتباعه حين صدرت ضد بعضهم أحكام بالإعدام، وقال لهم: أنا رأيت رؤيا فى منامى أننى سأخرج وستخرجون معى من السجن».
وأكمل: «الداعشيون كلهم واحد، لأن المنطق واحد، وهو السيطرة على الأتباع»، متابعًا: «الموسوعة تتناول المرض النفسى المصابين به، وهو حب القيادة، فالإخوان مثلًا تغازل مسألة نفسية لدى أتباعها تتمثل فى قضية الاعتذار».
وأوضح أنه «فى رسالة الاعتذار لحسن البنا، اعتذر، وقال: إن قتلة النقراشى ليسوا من الإخوان، وقال: أنا أعتذر وأقدم اعتذارى، فى حين حذفت الجماعة تلك الجزئية حينما أعادت طبع رسالة الاعتذار».
وأكمل: «مرشد الإخوان بالنسبة للجماعة لا ينطق عن الهوى، وعبر عن ذلك عمر التلمسانى فى كتابه، بقوله: «حسن البنا الإمام الملهم الموهوب».
وأردف: «حين تبحث فى القضايا الإرهابية التى ارتكبها الإخوان، تجد أن ٤٠٪ من قتلة المستشار هشام بركات مثلًا، أميون، وبالأمس القريب نرى أن من قتلوا الشهيدين مبروك والطحان ٦٠٪ منهم أميون أيضًا، ونفس الأمر بالنسبة إلى قتلة فرج فودة».
وواصل: «هشام عشماوى كان مثل الدجالين يعيش وَهْم أنه الضحية، فى حين أنه مجرم وإرهابى، وكذلك كان صالح سرية أمير جماعة الجهاد».
وقال إن المعركة تحتاج إلى جهود كثيرة، مضيفًا: «نحتاج لأربعين كاتبًا مثل محمد الباز يكتبون بصدق بغض النظر عن الاختلاف والاتفاق، ستتفق مع جديته فى النهاية».
وأكمل: «نحتاج لفض هؤلاء المضللين، ونحن رأينا كيف كانت شهادة الحوينى ويعقوب فى المحكمة كاشفة لهذه التنظيمات، من قالوا إن الرسول صلى فى ميدان رابعة وخالد بن الوليد حضر بنفسه للميدان، وكل هذه الأكاذيب موجودة ومسجلة وسنحتفظ بها لأنها جرعة سحرية تفيد فى المقاومة».