رئيس المركز الأورومتوسطي: معرفة الله هى روح وجوهر العبادة
أكد الدكتور منير القادري، رئيس المركز الاورومتوسطي لدراسة الإسلام، اليوم ، أن معرفة الله هي الغاية القصوى من المقامات، والذروة العليا من الدرجات، فما بعد إدراك هذه المعرفة مقام إلا وهو ثمرة من ثمارها، وتابع من توابعها كالشوق والمحبة والأنس والرضا، أو مقدمة من مقدماتها كالتوبة والصبر والزهد، جاء ذلك خلال مشاركته في الليلة الرقمية رقم 89 التي تنظمها الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقي.
أضاف"القادري" :أن معرفة الله هي الغاية القصوى التي خلقنا من أجلها، مذكرا بقوله تعالى في محكم تنزيله { وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ والانْسَ إلاَّ ليَعْبُدُونِ} سورة الذاريات، الآية:.56، و فسر الآية بقول مجاهد: « إلا ليعرفون » فالمعرفة فعل القلب وهي سر الحياة، وما خلقنا إلا للعبادة ؛ أي للمعرفة التي هي أساس خلق الله سبحانه وتعالى للجن والإنس.
وزاد أن معرفة الله تعالى روح وجوهر العبادة وهو رجوع بالنفس إلى الفطرة وهو وفاء بعهد سابق حينما أخذ الله العهد على الأرواح بالميثاق الأعظم الذي أشهدهم عليه في عالم الذر، مستشهدا بقوله تعالى "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ" (سورة الأعراف الآية 172)، إضافة الى أحاديث نبوية شريفة وأقوال العلماء.
وتطرق" القادري" إلى قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ *الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ *فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ لأِمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ *أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ *الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 – 11]،لافتا الى أن هذه السورة تبدأ بتقرير الفلاح للمؤمنين بهذا التَّوكيد: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾، ثُمَّ تصف هؤلاء المؤمنين بذلك الوصف المطوَّل المفصَّل، الذي يُعْنَى بإِبراز الجانب الخلقي لأولئك المؤمنين، موحياً إيحاءً واضحاً أنَّ هذه الأخلاقيات – من جهةٍ – هي ثمرة الإيمان، وأنَّ الإيمان – من جهةٍ أخرى – هو سلوكٌ ملموسٌ يُترجِم عن العقيدة المكنونة.