دراسة تكشف جهود أوروبا لمحاربة خطر إرهاب الإخوان
قال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن أوروبا تعزز في الوقت الحالي من إجراءاتها لمكافحة الإرهاب والتطرف الممارس من قبل جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان.
وأوضح في دراسة جديدة نشرها على موقعه الإلكتروني، أنه بات مرجحاً، أن تتخذ دول أوروبا، على مستوى وطني وعلى مستوى التكتل، إجراءات أكثر شدة، بفرز المنظمات والمؤسسات المرتبطة بالإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي، والتي تدعو إلى نشر التطرف بالوسائل الناعمة، والتخادم ما بينها وما بين بعض الأحزاب السياسية في أوروبا.
ولفتت الدراسة إلى أنه على الرغم من أوروبا دخلت مرحلة جديدة في محاربة التطرف والإرهاب، إلا أنها مازالت تعيش تحدياً وهو محاربة التطرف العنيف من الداخل، والمرتبط في الغالب بالإسلام السياسي محلياً في أوروبا، وذلك ينبع إدراك القارة العجوز مخاطر هذا التيار الذي لا يقل خطورة عن التنظيمات المتطرفة الأخرى بالتوازي مع اليمين المتطرف.
- الإخوان نواة الإسلام السياسي المتطرف في ألمانيا
ووفقا للدراسة، تعد ألمانيا أبرز الدول الأوروبية التي حذرت من خطورة جماعات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها الإخوان، مضيفة إن الجماعة تعتبر في ألمانيا "نواة الأيديولوجية الإسلاموية المتطرفة" التي تدعو إلى فرض نظام الحكم بطريقة أصولية
وذكرت الدراسة إن الكتلة البرلمانية المحافظة الحاكمة في ألمانيا دعت مؤخراً إلى إنهاء التعاون مع الجماعات المشتبه في دعمها للإسلام السياسي، واقترحت قطع جميع الإعانات والدعم والتعاون مع جماعات الإسلام السياسي التي تراقبها وكالة المخابرات المحلية الألمانية (حماية الدستور).
وأكد كريستوف دي فريس، رئيس المجموعة البرلمانية المعنية بالطوائف الدينية، الاقتراح وكتب "سيتخذ الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد المسيحي الاجتماعي موقفًا واضحًا في محاربة الإسلام السياسي.. لا تسامح مع عدم التسامح مع هذه الجماعات، هذه رسالة واضحة: لا يمكن أن يكون هناك خصم ديني على قيمنا الأساسية.".
وأشارت الدراسة إلى تأسيس منتدى المنظمات الطلابية والشباب المسلمة الأوروبية المعروف باسم (FEMYSO) في عام 1996، وهو عبارة عن حركة عالمية شاملة خاضعة لسيطرة الإخوان المسلمين في أوروبا، موضحة أن هذا الاستنتاج تم التوصل إليه في تقرير عام 2005 من قبل جهاز الأمن في بادن فورتمبيرج في ألمانيا، ومن قبل عدد من الخبراء الأمنيين أيضا.
الإخوان في بريطانيا
وتوقعت الدراسة أن تقع جماعة الإخوان تحت طائلة القانون قريبا في بريطانيا، خصوصًا أن فرعا من فروع الجماعة مقره الأساسي لندن، في ظل الإجراءات الأخيرة التي تتخذها لمحاربة خطر الإسلام السياسي.
وتابعت: "ماتحتاجه دول أوروبا حاليا هو ديمومة سياساتها الأمنية الوسائل وأساليب عملها، وتعزيز ميزانية أجهزتها الأمنية وقدرات مواردها البشرية لترتقي إلى تحديات مخاطر الجماعات المتطرفة",
منتدى فيينا
وتطرقت الدراسة إلى منتدى فيينا لمكافحة الفصل والتطرف في سياق الاندماج، وهو مؤتمر سنوي أطلقته النمسا عام 2021 بدعم من فرنسا والدنمارك لمحاربة الإسلام السياسي والتطرف اللاعنفي لجماعات الإسلام السياسي، بعد أن كان محصوراً في الجماعات اليمينية المتطرفة في الاتحاد الأوروبى.
وتابعت: "بعد سلسلة من الهجمات العنيفة في جميع أنحاء أوروبا في خريف 2020، بما في ذلك قطع رأس المعلم الفرنسي صمويل باتي وإطلاق النار على أربعة أشخاص في فيينا، أصدر العديد من وزراء الداخلية الأوروبيين بياناً مشتركاً للتضامن ضد الإرهاب، وتضمنت المسودة الأولى التي أعدتها النمسا وفرنسا وألمانيا العديد من الإشارات إلى خطورة الإسلام السياسي".
مكافحة الإسلام السياسي في فرنسا
وفي فرنسا، أشارت الدراسة إلى موافقة ممثلي المجلس الفرنسي للمسلمين مطلع العام الماضي على "ميثاق مبادئ" يهدف إلى ضمان توافق الزعماء والمنظمات الدينية الإسلامية مع القيم الأساسية للجمهورية الفرنسية، ودفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالميثاق كجزء من إجراءات حكومته لمكافحة تطرف الإسلام السياسي إلى جانب "قانون مكافحة الانفصالية الذي يعزز المبادئ الجمهورية".