الأمم المتحدة تحذر من «كارثة لاجئين» في إقليم تيجراي الإثيوبي
حذرت الأمم المتحدة في تقرير عبر موقعها الإلكتروني من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيش فيها اللاجئون الإريتريون في تيجراي، بسبب تفاقم الصراع بين جبهة تحرير تيجراي والقوات الحكومية الإثيوبية، في حرب دامت قرابة العام ونصف، ومع تعنت الإدارة الإثيوبية في إدخال قوافل المساعدات الإنسانية لتيجراي.
وتعرضت العديد من مخيمات اللاجئون الإريتريون في تيجراي للتدمير إثر الغارات الجوية الأُثيوبية الحكومية الأخيرة على الإقليم.
وتابعت الأمم المتحدة: هناك ما يقرب من 25000 لاجئ في مخيمي ماي عيني وأدي هاروش، بما في ذلك أولئك الذين تم نقلهم من هيتساتس وشيميلبا بعد تدمير هذين المخيمين بالكامل أثناء النزاع".
وقالت الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين: "لأول مرة منذ أسابيع، وصلت فرق الإغاثة إلى مخيمات اللاجئين في منطقة تيجراي الإثيوبية ، فقط لتجد أن بعض المواطنين الإريتريين الذين يعيشون هناك قد ماتوا على الأرجح بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، في حين أن آخرين خائفون ويكافحون من أجل الحصول على ما يكفي من الطعام".
وبحسب الأمم المتحدة، قالت مفوضية اللاجئين: "يعيش أكثر من 25،000 لاجئ في مخيمي ماي عيني وعدي هاروش للاجئين في تيجراي، حيث حثت المفوضية جميع أطراف النزاع على ضمان المرور الآمن، حتى يمكن نقلهم إلى منطقة العمارة المجاورة".
وقال بوريس تشيشيروف، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: “بعد ثلاثة أسابيع من عدم إمكانية الوصول بسبب الوضع الأمني، تمكن موظفو المفوضية من الوصول إلى مخيمي ماي آيني وآدي هاروش للاجئين في منطقة تيجراي بإثيوبيا في وقت سابق من هذا الأسبوع للمرة الأولى، منذ الضربات الجوية الأخيرة في المخيمات وبالقرب منها وجد فريقنا أن اللاجئين خائفون ويكافحون من أجل الحصول على ما يكفي من الطعام، ويفتقرون إلى الأدوية ولا يحصلون على المياه النظيفة أو يحصلون عليها بشكل ضئيل، وتعرقل عمل العاملين في المجال الإنساني بسبب نقص الوقود، ما منع ضخ المياه النظيفة في المخيمات أو نقلها بالشاحنات. وقد ترك هذا اللاجئين بلا خيار سوى الشرب من الجداول التي تجف بسرعة، ما جعلهم عرضة للأمراض التي تنقلها المياه”.
وقال تشيشيروف للصحفيين عبر إحاطة افتراضية في جنيف: "على الرغم من الجهود المتضافرة، فإن العجز التام عن نقل الإمدادات إلى المنطقة يعني أن الجوع الشديد هو مصدر قلق متزايد"، مضيفًا أن أكثر من 20 شخصًا لقوا حتفهم في الأسابيع الستة الماضية وحدها. وسط تدهور الأوضاع وخاصة نقص الأدوية.
وأضاف تشيشيروف: "مع نفاد الطعام في المخيم وعدم توفر مخزون إضافي للتوزيع، يخبرنا اللاجئون أنهم لجأوا إلى بيع ملابسهم وقليل من ممتلكاتهم في محاولة للحصول على الطعام".
وتابع: "سيموت المزيد من اللاجئين، إذا لم يتم توفير الغذاء والدواء والوقود والإمدادات الأخرى على الفور، وإذا استمر عدم قدرتنا على نقل اللاجئين بعيدًا عن الأذى".
وهذا التطور هو أحدث تطور في الصراع المسلح في تيجراي الذي بدأ في 3 نوفمبر 2020 بين القوات الوطنية الإثيوبية والقوات الإريترية وقوات الأمهرة وميليشيات أخرى من جهة، والقوات الموالية لجبهة تحرير شعب تيغراي من جهة أخرى.
وأصر المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مرددًا النداء على مستوى الأمم المتحدة لجميع الأطراف في إثيوبيا لحماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع.
وقال "إن الوضع اليائس في هذه المخيمات هو مثال صارخ على تأثير عدم الوصول والإمدادات التي تؤثر على ملايين المشردين وغيرهم من المدنيين في جميع أنحاء المنطقة".
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي حذر فيه مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة، أوتشا، من أن توزيع الغذاء في تيجراي وصل إلى "أدنى مستوياته على الإطلاق".
واستنفدت مخزونات الغذاء والوقود بالكامل تقريبًا، ما يعني أن حوالي 10000 شخص فقط تلقوا المساعدة في الفترة ما بين 6 و12 يناير - وهو انخفاض في المحيط مقارنة بـ9.4 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية إنسانية في مناطق تيجراي وعفر وأمهرة.