دراسة: تعاون ثنائى بين مصر وفرنسا لمواجهة إرهاب الإسلام السياسى
قال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن التعاون بين فرنسا ودول الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر، في إطار مكافحة إرهاب وتطرف جماعات الإسلام السياسي، شهد تطوراً غير مسبوقاً خلال السنوات الأخيرة، على المستويات السياسية والتنسيق الأمني والعسكري.
وبينت دراسة جديدة صادرة عن المركز، إن فرنسا تحرص على تحديث سياستها الخارجية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بشكل منتظم، في مجموعة واسعة من المجالات، مثل السياسية والأمنية والهجرة واللجوء؛ وذلك بهدف تعزيز قدرات القارة الأوروبية على حماية نفسها من خطر جماعات الإسلام السياسي المتطرفة الذين ترى فيهم تهديدا لأمن القارة العجوز واقتصادها.
تعزيز التعاون الثنائي بين مصر وفرنسا
وتابعت أنه في إطار ذلك، عززت فرنسا من التعاون الثنائي مع مصر، لاسيما فيما يتعلق بملف مكافحة خطر تنظيمات الإسلام السياسي- إلى جانب العديد من الملفات الأخرى ومنها ملف غاز شرق المتوسط- مشيرة إلى أن هناك تقارباً ملحوظًا في وجهات النظر بين البلدين في كثير من الملفات الإقليمية الحيوية.
ونوهت الدراسة إلى أن مصر وفرنسا اتفقتا على تعزيز وتوسيع التعاون الأمني والاستخباراتي بينهما خاصة ما يتعلق بمكافحة انتشار خطر الإرهاب، والتنظيمات المتطرفة على المستويين الإقليمي والدولي، لافتة إلى استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 10 مارس 2021، في القاهرة، برنارد إيمييه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي، بحضور رئيس المخابرات العامة عباس كامل.
وتناول اللقاء التباحث حول التعاون الثنائي الأمني والعسكري، وتبادل وجهات النظر في مختلف القضايا الإقليمية، في إطار التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين، خاصة ما يتعلق بمكافحة انتشار خطر الإرهاب والتنظيمات المتطرفة على المستويين الإقليمي والدولي.
كما ثمنت الدراسة مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الماليزيه في 12 نوفمبر من العام الماضي، حيث تم مناقشة سبل تعظيم التعاون الثنائي في مجابهة الجماعات الإرهابية على الساحات المحلية والإقليمية والدولية، خاصة في أفريقيا، سواء مـن خلال دعم عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، أو مساندة التحركات الدولية.
مصر شريك حيوي لفرنسا في مكافحة الإرهاب وخدمة الأمن الإقليمي
ولفتت إلى أن وزارة الجيوش الفرنسيّة كانت قد صرحت لوكالة "فرانس برس" ، في21 نوفمبر2021، إن مصر "شريك حيوي لفرنسا نُقيم معها علاقات في مجال الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في خدمة الأمن الإقليمي وحماية فرنسا."
وتابعت إنه على مستوى صفقات الأسلحة، وافقت فرنسا على بيع 30 مقاتلة من نوع "رافال" للحكومة المصرية في إطار صفقة تبلغ قيمتها 4.52 مليار دولار في مايو 2021، مشيرة إلى أنه بتنفيذ هذا العقد ستُصبح مصر ثاني أكبر مشغّل لمقاتلات" رافال" بعد فرنسا، بعدد 54 مقاتلة.
واختتمت الدراسة بالقول: "تسعى فرنسا إلى إظهار نفسها كقوّة عالميّة في معادلة الأمن في منطقة الشرق الأوسط وتقديم نفسها كوسيط في صراعات الشرق الأوسط، لملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة وغيرها من القوى الأوروبية الكبرى في هذه المنطقة القابعة على صفيح ساخن".