مَن يحكم فوضى بيع الدواء إلكترونيًا في مصر؟
بالرغم من التحذيرات المتكررة من قبل الهيئات والمؤسسات الحكومية بشأن التداوي عبر الإنترنت وشراء الكثير من المواطنين للأدوية من خلال مواقع مجهولة سواء إلكترونية أو صفحات مواقع التواصل إلا أن الأزمة والضرر لازال متكرر.
وكل فترة يتم إطلاق تحذير من قبل وزارة الصحة وغيرها بشأن شراء الأدوية عبر الإنترنت واعتبارها موثوق فيها، لكونها أشبه بالسوق السوداء التي تباع فيها أدوية مجهولة وربما مشكوك في صلاحيتها.
أمس، حذَّرت هيئة الدواء المواطنين، خاصة المرضى الذين يعانون من بعض الأعراض أو آلام في المناطق المختلفة بالجسم من البحث على محرك البحث العالمي «جوجل»، رغبة في الحصول على بروتوكولات علاجية لبعض الآلام أو الأمراض، ويتم ذلك خلال وصف المريض بما يشعر به ويبحث عنه من أجل الحصول على أدوية معينة لعلاج هذه الآلام.
وناشدت هيئة الدواء المواطنين عبر موقعها الرسمي، بعدم استخدام محركات البحث بهدف علاج أعراض يعاني منها الأشخاص منزليًا رغبة منهم في عدم الذهاب للطبيب المختص، محذرة بضرورة عدم تناول أي أدوية يتم البحث عنها إلكترونيًا تجنبًا لحدوث أي آثار جانبية قد تنتج عند الإصابة عند أخذ هذه الأدوية.
وطالبت هيئة الدواء بضرورة الذهاب للطبيب المختص عند الشعور بأي أعراض جانبية أو التعرض للإصابة بأي عدوى فيروسية والشعور بأي ألم في مناطق الجسم المختلفة، موضحة أن الطبيب المختص المنوط بصرف الأدوية وفقا للحالة المرضية التي يعاني منها الشخص وتكون نتائج هذه الأدوية ذات فاعلية لأنها صرفت من طبيب مختص وتؤدي نتائجها الإيجابية.
ونصحت هيئة الدواء بضرورة اتباع تعليمات الطبيب المختص أو الصيدلي الخاص بالطرق المثلى للاستخدام الأدوية والمستحضرات الصيدلية التي يتم صرفها للحالة المريضة، كما توصي باستشارة الصيدلي في كل ما يتعلق بالطريقة الآمنة السليمة لاستخدام الدواء، حيث إن الصيدلي هو الخبير الأول بالطرق الآمنة لاستخدام الدواء.
وجددت هيئة الدواء مناشدتها للمواطنين، في حالة وجود أي أدوية مغشوشة أو عقاقير طبية منتهية الصلاحية، أو أماكن تتداول الأدوية بغير تصريح، بضرورة الإبلاغ عن هذه المخالفات، والتي تصدر عن المؤسسات الصيدلية أو المستحضرات الطبية وجودتها، بالاتصال على الخط الساخن «15301».
وليس بروتوكولات العلاج فقط التي يعتمد فيها المواطنون على الإنترنت من أجل تناول الدواء، ولكن هناك آخرون كانوا ضحايا التداوي عمومًا عبر الإنترنت وترصد "الدستور" حكاياتهم هنا للتحذير من خطورة الأمر.
إيمان حلمي، مريضة بالقلب والتي تتكلف شهريًا مبالغ باهظة من أجل شراء الأدوية، حتى عثرت على إحدى الصفحات والتي تبيع أدوية بأسعار مخفضة وبخصومات تصل إلى ١٥٪، وبالفعل جربت تلك الصفحة في إحدى أدوية القلب الخاصة بها
قالت: "لم آخذ سوى ٥ حبات، حتى شعرت بنبضات قلبى تقل كأنه يتوقف وروحى تنسحب من جسدي"، وبدأت علامات انتفاخ تظهر فى أماكن متفرقة من جسدها مثل قدميها، وعينيها، وتحول لونها إلى الأصفر، حيث علمت فيما بعد أن الدواء كان منتهي الصلاحية وهو ما سبب لها تلك الأعراض.
مروة الحكيم، فتاة ثلاثينية، إحدى ضحايا التداوي عبر الإنترنت التي قامت بتجريب منتج دوائي من أجل إنقاص وزنها بعدما وصلت إلى ١٠٠ كيلو، وابتاعته من إحدى صفحات بيع الدواء المجهولة: "بدأت أخذ الدواء منذ ٦ أشهر مضت، وشعرت بتقلبات فى المعدة، على مدار ثلاثة أيام لم أذق الطعام أو المياه وأصابنى أرق شديد، وأصبحت أكثر عصبية، وشحب لون وجهى وانتابنى ضعف وسرحان وعدم تركيز شديد".
أضافت: "ضربات قلبي بدأت تضعف فى أواخر الأسبوع الأول من تناول الدواء، وشعرت بجفاف غير طبيعي فؤ فمي ما دفعني للتخلص من باقى العلبة والامتناع عنه في وقتها".