«أشطر عامل».. عم محمد يدرب أجانب ومصريين على فنون المعمار في قرية حسن فتحي (فيديو)
يعشق المهنة منذ نعومة أظافره وعلى الرغم من حصوله على مؤهل عالي ولكن كان يرى مستقبله في مجال البناء، ومع مرور السنوات اكتسب الخبرة والمهارة، وأصبح من أبرز العمال المحترفين والذين لديهم شهرة واسعة في جميع أنحاء محافظة الأقصر والمحافظات المجاورة أيضًا، وخلال أعمال بناء أحد المنازل بقرية المعماري الرائد حسن فتحي بنفس طريقته مع استخدام خامات ولمسات حديثة، تم اختياره لإنجاز هذه الأعمال نظرًا لمهارته في بناء القباب سواء بالطوب اللبن أو الإسمنتي الحديث.
وأثناء عمل "عم محمد" لإنجاز وإعادة ترميم بيت قديم يرجع عمره لـ70 عامًا بناه المهندس حسن فتحي ضمن منازل قريته التراثية ومالكه أحد المهتمين بالتراث المعماري العالمي، أجرى تدريبات للعديد من طلاب كليات الهندسة من جميع بلدان العالم، وخريجي الكليات لتعليمهم طريقة تصميم القباب واستخدام الطين اللبن الذي اعتمد عليه المعماري الرائد في تنفيذ المنازل داخل قريته.
التقت «الدستور» بـ عم محمد أشهر عامل بناء بقرية المهندس حسن فتحي، ليحكي لنا عن التدريب العملي الذي يجريه لطلاب الجامعات والمهندسين المصريين والأجانب بالجنسيات المختلفة طريقة تنفيذ المباني بنفس الخامات البيئية التي كان يعتمد عليها المعماري الرائد، وكيفية تصميم القباب أيضًا.
بداية عمله
قال محمد علي طايع، إنه يعمل في مجال البناء ما يقرب 20 عامًا، ولكن بتصميم القباب منذ 7 سنوات فقط، وعلى الرغم من حصوله على مؤهل عالى ليسانس دراسات إسلامية ولكنه يعشق هذه المهنة بشكل كبير واحترف تصميم القباب بالطوب الاسمنتي واشتهر بعمله لها على مستوى أنحاء المحافظة والمحافظات المجاورة أيضًا.
وأضاف أن اختاره الدكتور فكرى حسن، أحد المهتمين بعمارة المهندس العالمي حسن فتحي ويؤلف كتاب عنه وجول قريته التراثية، لإعادة ترميم منزله الموجود داخل قرية حسن فتحي بنفس طريقة المهندس الرائد واستخدام نفس الخامات البيئية التي كان يعتمد عليها مع إضافة بعض الخامات المستحدثة ولكن مع الاحتفاظ بالطابع التراثي في المنزل.
خامات البناء بالمنازل التي صممها المهندس حسن فتحي بقرية التراثية
وذكر أن أعمال المهندس حسن فتحي داخل قريته كانت تراثية، وأنه اعتمد على الخامات الموجودة في البيئة في تصميم قريته ليصنع من خلالها نموذج فريد ومميز، حيث تميزت المنازل التي صممها بالقباب، واستخدم الطوب اللبن في بنائها وهو عبارة عن خليط من الطين مع إضافة كميات من قش القمح ليصبح متماسكًا.
تدريب الطلاب الأجانب والمصريين علي معمار المهندس حسن فتحي
أوضح "عم محمد" أنه أثناء عمله في المنزل لإعادة تنفيذه بنفس الطريقة القديمة التي اعتمد عليها المهندس حسن فتحي داخل قريته التراثية توافد عليه العديد من طلاب الجامعات والمهندسين المهتمين بأعمال المهندس العالمي حسن فتحي وطريقته المعمارية الفريدة لتدريبهم بشكل عملي على عمارة المهندس العالمي داخل قريته.
وتابع لـ«الدستور» أن الطلاب الذين يقوم بتدريبهم بشكل عملي على معمار المهندس حسن فتحي ليسوا مصريين فقط منهم أجانب أيضًا من جنسيات مختلفة، حيث أنهم أثناء زيارة قرية المعماري الرائد المعروفة عالميًا ومعرفتهم أن هناك مكان يتم بناءه بنفس الطريقة أرادوا أن يتدربوا بشكل عملي ومعايشة نفس التجربة التي أجراها حسن فتحي.
وأشار “عم محمد” إلي أن هدفه من تعليم معمار حسن فتحي الحفاظ على التراث، ويتم التدريب للطلاب لتصميم القباب داخل المنزل الذي تولى أعمال إعادة ترميمه من جديد من خلال تنفيذ الخطوات بشكل عملي ووضع الصفوف الأولية للقباب سواء من الطوب اللبن أو الأسمنتي أمام المتدربين من الطلاب والمهندسين ثم يتركه لتنفيذ نفس العمل بمفرده ليجعلهم يتقنوا هذه الأعمال بأنفسهم.
وذكر لـ"الدستور" قائلاً:" أنا بحب المهنة دي وبعلم الطلاب طريقة معمار المهندس حسن فتحي لوجه الله وعلشان نحافظ علي التراث بردو في ناس بتيجي حابه الفكرة وعاوزه تتعلم وتاخد فكرة عن الخامات والطريقة اللي كان بينفذها المهندس حسن فتحي والبيت ده أنا بعمله بنفس الطريقة بس في حاجات حديثة ضفتها ونحافظ علي المساحة كمان".
القباب
لفت "عم محمد" أن القباب تصمم علي شكل قوس ويساهم ذلك في حجب شبكة الاتصالات، و تحتفظ بالحرارة خلال فصل الشتاء مما ينشر بالمنزل الدفء، والرطوبة في فصل الصيف مما يؤدي إلي تخفيف درجة حرارة الطقس بشكل كبير مقارنة بالأجواء الخارجية، مشيرًا إلي أن المنزل تتم أعماله بنفس طريقة معمار حسن فتحي ولكن يتم دمج خامات حديثة وتقليص مساحته.
طالب متدرب بقرية حسن فتحي التراثية
بينما قال سليم الليثي، مهندس معماري، أحد المتدربين علي عمارة حسن فتحي علي يد عم محمد داخل قريته التراثية بالأقصر، إنه من المهتمين جدًا بعمارة المهندس حسن فتحي وأسلوبه المميز، حيث أنه توافد من محافظة الجيزة إلي مدينة قرية حسن فتحي بمدينة القرنة بالأقصر بشكل خاص حتي يري معماره وأبرز المباني التراثية التي تم أعادة ترميما مؤخرًا والتي تشمل المسجد والخان والمسرح أو الذي لقب في الاونه الأخيرة بقصر الثقافة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن عند وصوله إلي قرية حسن فتحي التراثية أخبروه الموجودين أن عم محمد عامل بناء يدرب علي طريقة معمار حسن فتحي داخل أحد المنازل القديمة بالقرية ، قرر وقتها المشاركة في التدريب واكتساب الخبرات عن طرقة عمل القباب من الطين اللبن والخامات المستحدثة ايضًا، حيث أنه يعيد ترميم المنزل من جديد بنفس طريقة المعماري الرائد مع أضافة بعض مكونات البناء الحديثة.
شغفه بمعمار حسن فتحي
وأوضح المهندس سليم، أنه شغفه بعمار حسن فتحي كبير جدًا بجانب أنه اختار معمار حسن فتحي موضوع الماجستير الذي يجريه في أحد الجامعات الأجنبية بلندن لذلك أهتم بشكل كبير في المعايشة بشكل عملي داخل قرية المعماري الرائد، قائلاً " اللي بيميز حسن فتحي انه كان قريب من الناس بيحتك بيهم ويعرف خصوصية معيشيتهم، ويصمم المنازل علي حسب طريقة معيشتهم". واختتم حديثه قائلاً: “بنأمل أن نوصل التراث القديم لأنه ابتدى يقل في الأجيال الجديدة ومحدش بيرجع للماضي ويعرف أن في شغل عظيم اتعمل مهم جدًا انهم يعرفوا الجيل القديم وانهم يكونوا مهتمين بالحاجات التراثية”.