وكيل الأوقاف: التكاتف الأسرى يسهم بقوة فى استقرار المجتمع
أكد الدكتور أيمن علي عبده أبوعمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، أن وزارة الأوقاف تسعى لبناء وعي الأئمة والواعظات في كافة المجالات، فقد أقامت دورات متقدمة بالتعاون مع مؤسسات الدولة المتخصصة كأكاديمية ناصر العسكرية العليا، والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، والأزهر، والإفتاء، ووزارة الصحة والسكان، وغيرها من المؤسسات بهدف زيادة الوعي في شتى المجالات لدى الأئمة والواعظات.
وأضاف أبوعمر، خلال ختام دورة الأحوال الشخصية ضمن مبادرة "سكن ومودة"، أنه بذلك سينتشر هذا الوعي في المجتمع، وإيمانًا من الوزارة بقيمة الأسرة وأهميتها، فهي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، عقدت دورات متخصصة في الأحوال الشخصية.
وقال إن التكاتف الأسري يسهم بقوة في استقرار المجتمع، وإن قضية تنظيم النسل والمشكلات السكانية هي من المتغيرات التي يختلف الحكم فيها من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ومن دولة إلى أخرى، بحيث لا يستطيع أي عالم أن يعطي فيها حكمًـا قاطعًا أو عامًّا.
وتابع: “ففي الوقت الذي تحتاج فيه بعض الدول إلى أيدٍ عاملة ولديها من فرص العمل ومن المقومات والإمكانات ما يتطلب زيادة الأيدي العاملة لديها، يكون الإنجاب مطلبًا، وتكون الكثرة سبيلًا من سبل تقدم هذا البلد، أما الدول التي لا تمكنها ظروفها من توفير المقومات المطلوبة مـن الصحة، والتعليم، والبنى التحتية، وفرص العمل اللازمة، في حالة الكثرة غير المنضبطة تصبح الكثرة هنا كغثاء السيل، وإن أي عاقل ليدرك أنـه إذا تعارض الكيف والكم كـانت العبرة والمباهاة الحقيقية بالكيف لا بالكم”.
وأشار إلى أن المتأمل في الشريعة الإسلامية يجد أنها أولت إعداد الإنسان عناية خاصة، بداية من تكوين الأسرة، مرورًا بمراحل الحمل، والولادة، والرضاعة، فكفلت له حقه في الرضاعة الطبيعية حولين كاملين، حتى ينمو في صحة جيدة، حيث يقول تعالى: "وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا"، ويقول سبحانه: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ"، وقد عدَّ الفقهاء إيقاع الحمل مع الإرضاع جورًا على حق الرضيع والجنين، وسمّوا لبن الأم التي تجمع بين الحمل والإرضاع لبن الغيلة، وكأن كلًّا من الطفلين قد اقتطع جزءًا من حق أخيه، مما قد يعرض أحدهما، أو يعرضهما معًا للضعف.