كيف يكون الزهد في الدنيا وما هى خصائصه؟ علي جمعة يجيب
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى رجل إلى النَّبِيَّ (ص) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِيَ اللَّهُ وَأَحَبَّنِيَ النَّاسُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : «ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عند النَّاسِ يُحِبُّك الناس».
وأضاف جمعة عبر صفحته الرسمية: "حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة، هذا الحديث فيه أمر بالزهد في الدنيا، والزهد في الدنيا سبب من أسباب حب الله لك، «وَازْهَدْ فِيمَا عند النَّاسِ يُحِبُّك الناس»،يعني القسم الأول، وهو الزهد في الدنيا يلزم منه أن تكون الدنيا في يدك؛ لأن الزاهد في الدنيا هو ما امتلكها ولم تدخل قلبه، أما من لم يمتلك الدنيا فإن طبائع الأشياء تجعله بعيدًا عنها.
أوضح: "إذًا لابد أن لا تدخل الدنيا القلوب، ولذلك كان من دعاء الصالحين: (اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا).
هذه قمة الزهد أن تكون الدنيا في يديك، ثم لا تدخل قلبك، ومعنى أنها لا تدخل قلبك أنك لا تفرح بالموجود ولا تحزن على المفقود، فهي أداة انظر فعل الله فيها، فإن دامت لك؛ فواجب ذلك الشكر، وواجب ذلك أن تؤدي ما عليك تجاه الآخرين في هذا المال، وأن يسلطك الله على هذا المال بإنفاقه في وجوه الخير والحق والصدقات ومعونة الناس.
أضاف: القسم الثاني: «وازهد فيما في أيدي الناس» لا تنظر إلى الناس ولا فيما في أيديهم ولا تتشوف إليهم ولا تطلبه منهم؛ ولذلك كان أهل الله يقولون: نحن كالملوك لا نطلب ولا نرفض، والنبي ﷺ نهى عن سؤال الناس فقال: «وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ»، ولذلك فإن الإنسان ينبغي عليه أن يزهد فيما عند الناس حتى يحبه الناس.
والزهد هو الذي يسبب حب الله لك وحب الناس إليك: «ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عند النَّاسِ يُحِبُّك الناس».