من روائع الأدب العالمى..
«ماريا دوس».. قصة ماركيز عن المرأة التى قضت عمرها تبحث عن الموت ولم تجده
ماريا دوس.. هى واحدة من قصص الكاتب الكولومبى الكبير جابريل غارسيا ماركيز . والتى تحدث فيها عن إشكالية الحياة والموت، حيث كانت بطلة قصته ماريا دوس وهى امرأة عجوز قضت عمرها فى الغواية ولما كبرت سنها أضحى شغلها الشاغل هو شراء مدفن فى برشلونة لا تغمره المياه، لتعرف أن عمرها الفائت خلف فى نفسها حزنا بغيضا وهى تنتظر الموت.
تفاصيل القصة
تبدأ قصة ماريا دوس بلحظة دخول بائع الجنازات إلى بيتها وحديثه معها عن المقبرة التى اختارتها فوق ربوة حتى لا تغمرها المياه، مثل المقابر المجاورة لبيتها والتى خرجت نعوشها إلى الشوارع بسبب ارتفاع مياه البحر، ثم ينتقل بنا ماركيز إلى الكونت الذى كان يزورها كل يوم اثنين ويترك لها مبلغا من المال، ثم يتطرق إلى الشبان المعارضين ودفاعها عنهم مما أدى إلى خسارتها لصديقها الكونت بشكل نهائى .
وتطرق ماركيز إلى علاقتها بكلبها الذى دربته على زيارة المقبرة، لعلمها أن أحدا لن يزورها من البشر، رغم أنها كتبت فى وصيتها أن تقسم تركتها إلى الأقارب الذين لا يعرفون عنها شيئا ولا يسألون عنها، كما أن ماريا أوصت تلك الطفلة التى تسكن مع أهلها فى البيت المجاور أن تعتنى بالكلب بعد رحيلها شريطة أن تتركه أيام الآحاد حتى يتمكن من زيارة قبرها .
كل مفردات القصة كانت تدور حول انتظار الموت المتثاقل على ماريا . وكأنها ترفض تخليصها من هذا العالم . تنقلب الأحداث رأسا على عقب ليفاجئنا ماركيز بنهاية مختلفة، كما هو معتاد فى واقعيته السخرية.
بينما تعيش ماريا متأهبة للموت وأثناء عودتها من زيارة قبرها تقف أمامها سيارة فارهة يقودها شاب فقير علمت منه بعد أن ركبت معه أنه مجرد سائق وانها إذا قضى عمره كله سائقا لن يتمكن من شراء هذه السيارة . يلقى الشاب بعض النظرات الخاطفة على ماريا وكلبها فتندهش من نظراته لها وهى عجوز تنتظر الموت على احر من الجمر . ينتهى المشهد بأن يصعد هذا الشاب معها إلى بيتها.
الهدف من القصة
أراد ماركيز أن يقول إن الإنسان قد يقضى عمره فى انتظار الموت وعلى حين غفلة توهب له الحياة من جديد.