حكايات داخل أقدم متاحف المحنطات
بداخله 2000 حيوان.. كواليس وأسرار داخل أكبر متحف للحيوانات المحنطة بالجيزة (فيديو)
بمجرد الدخول إلى المبنى المنفصل داخل حديقة الحيوان بمحافظة الجيزة، تجد نفسك بين جنبات بهو كبير يحوي بين طياته العديد من الحيوانات المحنطة التي يعود تاريخ بعضها لعهد الملك فاروق، إنها حديقة التحنيط.
المبنى المكون من ثلاث طوابق الأول منها يحتوي على 9 بيئات متنوعة منها البحرية، والمفترسات، والأمازون، والقردة، بالإضافة إلى عدد من الحيوانات، والهياكل العظمية المصفوفة بشكل عظيم، في مشهد جمالي وحضاري عريق المشهد.
تحنيط الحيوانات يعود لعهد الفراعنة القدماء، منها ما حنط في عهد الملك فاروق، والبعض الأخر حنط على الطريق الحديثة، التى تتمثل فى التخلص من أحشاء الحيوان، وصناعة نموذج مثيل له وبنفس الأبعاد، وبعدها يتم سلخ الجلد، وفصل العظام وتجفيفها، ويتم إعادة تشكيلها من جديد، على حد تعبير الدكتورة منال أنسي، مديرة المتحف الحيواني.
أنسى قالت لـ«الدستور»، إن المتحف الحيواني أنشأ سنة 1906 م، وجُدد عام 1963م، وكان المتحف عبارة عن دور واحد يضم الحيوانات في دواليب خشبية بواجهة زجاجية، وبسبب تعثر الرؤية تم استبدال الدواليب الخشبية بأخرى من الألومنيوم، إلا أنها لم تجدي نفعًا، ليُغلق بعدها المتحف لسنوات طويلة.
وأكملت منال، أنه في عام 2014 صدر قرار بتجهيز المتحف الحيواني لإعادة افتتاحه، ليخرج بهذه الصورة العظيمة، قائلًة:"ونجحنا فى الخروج بهذا الشكل النهائي بعد جهد كبير وفي وقت قياسي".
ومن أبرز محتويات المتحف "التمساح الفرعوني القديم "سوبيك" إله المستنقعات والحرافش في مصر القديمة، وهيكل عظمي للحوت الأزرق، وبعض الديناصورات النباتية، وأحدث المحنطات هي الخرتيت زيزي، التي نفقت العام الماضي، ووضعت لتزين البانوراما الكبرى في وسط المتحف، ويضم المتحف ما يزيد عن ألفين قطعة محنطة.
"زكاة العلم نشرة"، كانت تلك الكلمات العالقة على لسان أطباء علم الحيوانات البرية، جميل عطا، وعبدالوهاب خدام أولاد النبي رحمهما الله، كانا يسعان طوال فترة عملهم لتقديم العلم للجميع، وتسهيله على الباحثين والأطفال الصغار، كان مشروع المتحف الحيواني بحديقة الحيوان، هو أخر ما وضع على كاهلهم خلال فترة عملهم، وبذلوا فيه قصاري جهدهم.
لم يكتفوا من العمل خلال فترة تواجدهم في الخدمة داخل وحدة الطب البيطري بحديقة الحيوانات بالجيزة، لكنهما استمرار حتى بعد أن تقاعدوا في المداومة في التواجد بشكل يومي لإنهاء عملهم في المتحف، والذي كان يتفرع للعديد من المهام، منها تحديد أسر الحيوانات والطيور، وتنظيفها برفقة الوحدة المكلفة بالمتابعة من وزراة الأثار، وتنظيمها في دواليب زجاجية لعرضها للجمهور.
ومن جانبها، قالت مها صابر، مسئولة المعمل البيطري بحديقة الحيوانات بالجيزة، إنهم عملوا منذ 2014، على تصنيف الحيوانات، خاصًة وأن أغلبهم كانوا في المخزن منذ فترة، ويحتاجون لترميم كبير، وبالفعل بدأوا العمل وكانوا يواصلون الليل بالنهار لإتمام المحنطات.
وتابعت لـ«الدستور»:"أكثر الحيوانات صعوبة في التجميع كان هيكل الحوت الأزرق الكبير".
نأخذكم في جولة داخل أرجاء المتحف.. لمشاهدة المزيد..