منير القادري يحاضر حول القيم الأخلاقية في التعليم ويبرز دورها في تحقيق التنمية
أكد الدكتور منير القادري، رئيس مؤسسة الملتقى ومدير المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، على أهمية التفكير في المنهجيات والآليات العملية التي من شأنها الحد من التدهور الأخلاقي الذي يشهده العالم اليوم في ظل الثورة التكنولوجية والعلمية الغير المنضبطة بوازع أخلاقي، موضحًا أن سمتها الغالبة تتمثل في كونها منظومة من القيم المادية الفاسدة غير الإنسانية التي تفرز انحطاطًا أخلاقيًا واجتماعيًا غير مسبوقين.
جاء ذلك خلال مشاركة القادري في النسخة 83 من ليالي الوصال الرقمية التي نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بشراكة مع مؤسسة الجمال، بمداخلة حول موضوع "القيم الأخلاقية في التعليم ودورها في التنمية".
وأشار القادري إلى أن أزمة القيم أزمة عالمية يعيشها الغرب الذي حاول مراجعتها بالبحوث والدراسات، ولم يفلح في تحقيق المأمول لاعتماده على المبادئ العلمانية التي تؤمن فقط بالعقلانية والمنفعة ولإبعاده القيم الدينية، مضيفًا أن العالم الإسلامي يعيش هذه الأزمة بحدة أقل، نظرًا لعدم التزامه وتشبثه بقيمه الإسلامية الصحيحة.
وتابع أنه "رغم حضور القيم في شتى أوجه الحياة في المجتمعات الإسلامية وحتى ضمن المناهج والبرامج التعليمية، فوجودها بدون اعتمادها أساسًا للتربية كعدم وجودها، لأن كل إصلاح لا يجعل من الأخلاق منصة الانطلاق، ومحطة الوصول والانعتاق، هو في الحقيقة ليس بإصلاح لأنه لا يصلح إنسان، ولا يؤسس لبنيان؛ دون الأخذ بالتربية الأخلاقية للإنسان وهي المعول عليها في كل بناء وكيان".
وقدم رئيس مؤسسة الملتقى نماذج على الإصلاحات في مجال التعليم على مستوى العالم، كالإصلاح الجذري الذي قامت به فنلندا بإلغاء تعدد المواد واستبدالها بالموضوعات المتكاملة التي تغطي جميع جوانب الحياة العملية والإنسانية، وتهدف إلى تحضير الطالب لسوق العمل، والتجربة اليابانية التي انطلقت سنة 2018 بإلزام الطلاب بدراسة الأخلاق لمواجهة تراجع دور الأخلاق والقيم في المدرسة والمجتمع الياباني، وفي هذا الخضم أورد مقولة للكاتب والمفكر الأمريكي وليام إيفانز (William Evans,1998): "في الغرب اعتقدنا أن العلم والتكنولوجيا يمكن أن تحل جميع مشكلات العالم عن طريق قوة المعرفة، لكن التربية الحديثة تجاهلت تطوير الإبداع البشري والقيم الروحية".