تسجيل «التطريز الفلسطينى» على لائحة التراث الثقافى العالمى لليونسكو
أعلن الدكتور عاطف أبوسيف وزير الثقافة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، عن إدراج فن التطريز الفلسطيني بشكل رسمي ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني العالمي لدى منظمة اليونسكو، جاء ذلك خلال اجتماع عُقد في المنظمة شمل التصويت النهائي لتسجيل عدة ملفات تخص عددا من دول العالم.
واعتبر أبوسيف أن تسجيل التطريز على القائمة التمثيلية للتراث العالمي انتصار للرواية الفلسطينية القائمة على حق شعبنا في أرضه، وجزء من مهمة أكبر يجب الاستمرار فيها لصون وحماية التراث الفلسطيني والدفاع عنه وتمريره للأجيال.
وأكد أن وزارة الثقافة عملت منذ أكثر من عامين على تسجيل التطريز ضمن القائمة التمثيلية من خلال تجهيز الملفات والمرفقات المطلوبة التي تدلل على أن التطريز تراث فلسطيني خالص يمارسه شعبنا منذ آلاف السنين. وفَتَح توقيع فلسطين عام 2011 على اتفاقية 2003 التي تعنى بصون وحماية التراث الثقافي غير المادي الفرصةَ أمام فلسطين لتسجيل عناصر تراثها ضمن القائمة التمثيلية للتراث العالمي.
وقال أبوسيف: "لقد سجلت فلسطين في هذا اليوم، الخامس عشر من ديسمبر 2021 موقفًا تاريخيًّا في صفحات كفاحنا ونضالنا في مواجهة سياسة سرقة تراثنا وتاريخنا وهويتنا، العصية على المحو والتزوير والسطو، حيث دأب هذا الاحتلال على استباحة كل ما هو مقدّس على أرضنا وتحت ترابها، ومن هنا وبمسئولية وطنية عالية وإيمان بالفكرة قامت وزارة الثقافة على العمل بهدوء ومهنية عالية ومن خلال التعاون مع سَدنة التراث الفلسطيني في الداخل وفي الشتات الذين حافظوا بكل أمانة ووعي وطني على حمايته وصونه وتوريثه جيلًا بعد جيل كي تظل فلسطين صامدة في وجه سواد الاحتلال فعلًا وقولًا، وإن من عبروا مارقين واستوطنوا وحاولوا بكل بطشهم أن يغيروا من خيوط ثوبها ومعالم لونه الكنعاني، وشكله الذي يشبه كل فلسطيني على وجه هذا الكون، فظلت الذاكرة محمولة في وعي الأجيال قصةً وروايةً وشعرًا ولوحةً ولحنًا ولا يمكن لأحد أن يغير الكلمة الفعل التي صنعها الفلسطيني وصارت خطابه وفعله المقدس.
وقال أبوسيف، إن حفظ التراث يتطلب تضحيات، وهو الشيء الذي يمتلكنا أكثر مما نمتلكه، إن التراث بمفهومه هو تراكم خبرة الإنسان في حواره مع الطبيعة، فهو يعني التجربة المتبادلة بين الإنسان ومحيطه، كما يعنى بتاريخ الإنسان في تجارب ماضيه وحاضره ومستقبله، فالتراث هو الخزّان الحي لذاكرة شعبنا على هذه الأرض، لذلك، فإنّ الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية لتراثنا؛ أمر لا بدّ منه لضرورة مواجهة احتلال يسخر كل إمكاناته لمحوه وسرقته.
وطالب أبو سيف المنظمات الدولية بالوقوف أمام مسؤولياتها في احترام القرارات الدولية وعدم التعاطي مع بطش الاحتلال ومحاولاته سرقة التراث الفلسطيني، مؤكدًا أن قرار منظمة اليونسكو الجديد باعتبار التطريز الفلسطيني ضمن القائمة التمثيلية للتراث العالمي يضع مسؤولية قانونية، داعيًا إلى عدم المساس أو السرقة أو المساعدة في سرقة واختلاس هذا التراث لمكانته العالمية.
وختم أبوسيف أن الوزارة بدأت بتقديم ملفات أخرى للتسجيل على القائمة ضمن رؤية الحكومة وبرامجها في الحفاظ على التراث وصون الذاكرة والرواية".