منير القادرى: القيم الأخلاقية أحد أهم المكونات الأساسية للشخصية الإنسانية
تناول الدكتور منير القادري رئيس الملتقى العالمي للتصوف، خلال الليلة الرقمية الثانية والثمانين «القيم الأخلاقية ودور الأسرة في تربية الناشئة عليها، والمسئولية الاجتماعية وأهمية الإحساس بها وتحقيقها وضرورة التأهيل الروحي، وعلاقة كل ذلك بالتنمية».
وقال إن القيم الأخلاقية بأبعادها الاجتماعية والعملية تعتبر أحد أهم المكونات الأساسية للشخصية الإنسانية، وأنها معايير وأهداف تمثل ضرورة اجتماعية، يشمل تأثيرها سلوك الأفراد، واتجاهاتهم، وعلاقاتهم، لافتًا إلى أنها توفر إطارا مهما لتوجيه وتنظيم سلوك الأفراد والجماعات، وأنها تقوم بدور المراقب الداخلي الذي يراقب أفعال الفرد وتصرفاته.
وأوضح رئيس مؤسسة الملتقي أن الإسلام ربَط بين أفراد الإنسان برباط قلبي يوحِّد بينهم في الاتجاه والهدف، ويجعل منهم وَحدة قوية متماسكة، يأخذ بعضها برقاب بعض، وأضاف أن سُداها المحبة، ولُحْمتها الصالح العام، وهدفها السعادة في الدنيا والآخرة، وتابع شارحا أن هذا الرباط هو رباط الإيمان والعقيدة المتَّصلة بمبدأ الخير والرحمة.
وشدد «القادري» على أن الأسرة هي القوة الموجهة والمؤثرة في غرس هذه القيم والاتجاهات في نفوس أبنائها، إلى جانب المؤسسات الأخرى، وأن هناك حاجة ملحة لاستعادة الأسرة دورها في التربية وغرس الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة المستمدة من ثقافتنا النقية وشرعنا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا المجتمعية المنضبطة.
وأضاف أن "مباشرة العملية التربوية تعني أن نكون قدوة لمن حولنا ونجعل من الشعارات أفعالا ملموسة تترجم ذاتها وفاعليتها ويتعلّم منها أطفالنا، مستشهدا بأحاديث نبوية منها قول النبي: «مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ».