جامعة الدول: العرب يستوردون 50% من احتياجاتهم الغذائية من خارج المنطقة
بدأت اليوم أعمال المؤتمر العلمي الدولي الحادي عشر"تكامل المؤسسات العلمية في بناء وتطوير المجتمعات بالدول العربية" الذي يعقده الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة تحت رعاية جامعة الدول، بالتعاون مع جمعية المهندسين الكويتية و9 ديسمبر 2021 بقاعة المؤتمرات الكبرى بالمركز الكشفي العربي.
وبدأ المؤتمر بكلمة للوزير مفوض محمد خير عبدالقادر مدير إدارة المنظمات والاتحادات بجامعة الدول العربية أكد فيها أن المؤتمر يشكل فرصة ممتازة لقضايا محورية في مرحلة فاصلة وتأثيرًا تشهده المنطقة العربية من تحديات وتحولات ومتغيرات على مستقبل المنطقة، هذا المؤتمر يتحدث عن الشّراكات والتكامل بين المؤسسات العلمية، ونحن من خلال هذا اليوم في حضرة أهل العلم والتعليم والبحث العلمي القاطرة لصناعة الأمم والشعوب ونهضتها – بناء البشر.
أشار إلى أن الوطن العربي يتبوأ موقعًا استراتيجيًا في العالم مهبط الرسائل السماوية، ومعظم دوله تتمتع بمقومات وموارد هائلة وكثافة بشرية أكثر من 400 مليون نسمة ومتوقع في 2050 أن نتجاوز الـ 650 مليونًا، لكن الوطن العربي يستورد أكثر من 50% من احتياجاته الغذائية من خارج المنطقة العربية ومعدل البطالة بها هو الأعلى على مستوى العالم، وهناك تراجع في معدلات النمو بسبب هذه الحروب المتواصلة في بعض الدول وعدم اتساق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، وهناك أهمية لتكثيف مقامات التكامل والتعاون بين مختلف الأطراف وبخاصة مؤسسات الأبحاث والدراسات والمؤسسات التشريعية لاستمرارية النهوض بمجتمعاتنا العربية، خاصة في المجالات الحيوية المرتبطة بالتكنولوجيا والتحول الرقمي.
وتابع "العالم الآن يتغير في إطار هذا التطور العلمي والتكنولوجي الكبير والحديث الآن عن الإبداع والابتكار وصناعة المعرفة والتعليم والدول المتقدمة هي التي ذهبت في هذا الاتجاه، إما أن تمتلك هذا الثالوث المعرفة والمهارة والعلم أو تكون خارج المنافسة ولا يظل العالم يتحدث عن الثورة الرقمية ونحن نتحدث عن الفجوة الرقمية، نحن بحاجة إلى التكامل بين المؤسسات التعليمية لتطوير الكفاءات وبناء القدرات في المنطقة العربية في حاجة إلى تكامل المؤسسات العلمية والتربوية في تعزيز قيم المواطنة لدى الطلبة وشباب الجامعات وغيرهم. الآن بعض دولنا العربية تتآكل من الداخل من أبنائها بسبب زرع الفتن والحروب الأهلية وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والقبلية بين أبناء الوطن الواحد ونجد أنفسنا في حياة ملونة بل مشوهة أو ما يسمى بالهويات القاتلة (الطائفة- الجماعة - العرق- القبيلة) وغاب مفهوم المواطنة المربوط بعقد اجتماعي في الوطن الواحد - الإنسان بطبعه ميال إلى ملاذ اجتماعي، فمع غياب هذه المواطنة يبحث الإنسان عن ملاذات أخرى يحتمي بها أو يتقوى بها على الآخر الذي هو في النهاية شريكه في الوطن الواحد وتصبح الطائفة أو القبيلة أو العشيرة أو العرق أو الجماعة هي البديل مقابل الوطن.
أضاف: "من هنا تبرز أهمية التربية الشاملة بما فيها من تعليم وإعلام وثقافة وخطاب سياسي رشيد وديني معتدل، هذه القيم التي تؤسس لمفهوم المواطنة في الإنسان العربي، ولهذا فإن المؤسسات العلمية والتعليمية مطالبة بالاستمرار في إعادة صياغة المواطنة في الإنسان العربي (حب الوطن وليس غيره)".
وفي كلمته، قال رئيس المؤتمر الدكتور أشرف عبدالعزيز، الأمين العام للاتحاد إن المؤتمر يأتي في ظل هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا وتبعاتها من المتحورات التي تصيب العالم أجمع وتؤثر بالسلب على اقتصاديات الشعوب.
وتابع "إيمانًا منا جميعًا أن مواصلة العمل وبذل الجهد لهو السبيل الوحيد لتحدي هذه الظروف، فلا بد أن تتكاتف الجهود ونبذل أقصي ما في وسعنا للقضاء على كل المعوقات حتى تمر تلك الأزمات بسلام وتستمر الحياة على المستوى الاقتصادي والتنموي الذي يليق بشعوبنا وأمتنا".
وواصل كلامه "من منطلق المبادرات المهمة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي ومنها المبادرة التي تهدف إلى ضرورة تكامل المؤسسات العلمية وتعزيز التعاون مع الدول العربية لرفعة شعوبنا فقد أتينا اليوم إلى هذه القاعة لكي نثبت أن العلم هو سر بقاء الحياة وبه تستمر مؤسسات الدول في تقديم رسالاتها السامية، فالتّكامل العلمي بين المؤسسات العلمية هو الطريق الذي يصل بنا إلى حياة أفضل ومعيشة كريمة.
وأكد أن من هنا يبرز الدور الرائد الذي يقدمه الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة من خلال محاور هذا المؤتمر العلمي الجاد الذي يقوم بتسليط الضوء على الاهتمام الكبير الذي أولته الدول العربية للتعليم الجامعي وما قبله، وهو ما يدل على الدور الجوهري الذي تقوم به المؤسسات الجامعية والتعليمية في بناء وتنمية وتطوير المجتمعات والدول، وبخاصة البناء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والحضاري، فضلًا عن قضايا البيئة والتنمية المستدامة والتقنية الرقمية، وقبل ذلك بناء الشخصية التي تحقق هذه الرؤى، وها نحن بين العلماء الأجلاء كل في مجاله وتخصصه نحاول معًا أن نتكامل من أجل هدف واحد هو بناء مجتمعاتنا العربية وتقدمها مع تسليط الضوء على دور المؤسسات العلمية والبحثية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أشار إلى أن رؤية الاتحاد المستقبلية في دعم اقتصاد الدول العربية والإفريقية وذلك من خلال عدة فعاليات نذكر منها أولًا بعد الاجتماعات المشتركة مع المهندس فيصل العتل، رئيس جمعية المهندسين الكويتية والدكتور بدر الطويل، نائب رئيس المجلس العربي للطاقة المستدامة تم الاتفاق على توقيع اتفاقية للتعاون المشترك بين الاتحاد وجمعية المهندسين الكويتية التي تهدف إلى المشاركة في عقد الندوات والمؤتمرات واللقاءات حول أنشطة التنمية المستدامة والبيئة في البلدان العربية وفقًا للتشريعات المحلية والاتفاقات الدولية المعمول بها في ذلك الشأن، وكذلك تنسيق الجهود وتعزيز التعاون فى القضايا ذات الاهتمام المشترك مع تبادل الخبرات المهنية والفنية في مختلف التخصصات، خاصة التخصصات المتعلقة في مجالات النفع العام وخدمة المجتمع وكذا عقد الدورات والندوات في العديد من الدول العربية لتعزيز دور المجتمع المدني في الأنشطة ذات الطابع المشترك مع الاهتمام، بالتنسيق والتعاون في الفعاليات الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر والخبرات المختلفة بشكل يساهم في دفع عجلة التنمية ونشر الوعي بأهمية الاستثمار في الطاقة المستدامة.