تقرير: النظام الإثيوبي يمارس الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد تيجراي
قال موقع "فارودي روما" الإيطالي، إن النظام الإثيوبي يمارس جرائم إبادة جماعية والتطهير العرقي ضد عرقية تيجراي في العاصمة أديس أبابا وأجزاء أخرى من البلاد، تشمل اعتقالات تعسفية بالجملة ونشر خطاب الكراهية العدواني وإسكات وقمع جميع الأصوات الناقدة لسياسات الحكومة، داعيا المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته والمطالبة بالعدالة ضد الاضطهاد والفظائع التي يتعرض لها التيجرايين في البلاد.
وذكر الموقع، في تقريره، إن الحكومة الإثيوبية تشن حملة واسعة من عمليات التفتيش والاعتقالات التعسفية ضد أبناء عرقية تيجراي، مع تكثيف السلطات الأمنية حملتها ضد المجموعة العرقية في ظل التطورات السريعة التي تشهدها البلاد في الأيام الأخيرة ومواصلة جبهة تحرير تيجراى وقوات الأورومو زحفهم نحو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مضيفا أن أكثر من 30 ألف مدني من عرقية التيجراي تم اعتقالهم في معسكرات اعتقال نازية حقيقية في العاصمة، وقد قُتل العديد منهم بإجراءات موجزة وفقاً لتقارير من مصادر مستقلة مختلفة.
وتابع "بدأ النظام في شن عمليات اعتقال واسعة النطاق للمدنيين من عرقية تيجراي في المناطق التي يسيطر عليها، وقبل عام اعتقل ما لا يقل عن 15 ألفا من أفراد القوات المسلحة الذين ينتمون للعرقية التيجرينية، ورد أنهم لا يزالون محتجزون في معسكرات الاعتقال، فيما اعتقل الآلاف من المدنيين من المجموعة العرقية في أديس أبابا في الأسابيع الأخيرة".
تأثر دور العبادة من الحرب على تيجراي
وأدان الموقع الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة الإثيوبية في إقليم تيجراي الشمالي ووصفتها بأنها تتم بغرض الإبادة الجماعية العرقية التيجراي، تزامنا مع عدد من التحركات الدولية الهادفة إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار والتحذيرات من الانزلاق المتسارع لهذا البلد نحو سيناريوهات مجهولة تهدد بكارثة إنسانية، مشيرة إلى أن الكنيسة الكاثوليكية في تيجراي تواصل التأكيد على معارضتها الشديدة لجميع هذه الفظائع وتكرر مناشدتها للسلطات الإثيوبية والمنظمات الشريكة في إثيوبيا وفي الخارج أن يلتزموا بإيجاد حل سلمي في أسرع وقت ممكن.
وأضاف " الدمار يزداد سوءا. لقد تأثرت الكنيسة الكاثوليكية، مثل جميع سكان تيجراي، بشدة من جراء حرب الإبادة الجماعية التي شنها الجيش الفيدرالي الإثيوبي، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية والنفسية على التيجرايين والكهنة ودور العبادة، ومساكن الرعايا والمدارس، والمراكز الصحية، كما تم اعتقال رئيس المقاطعة لمجمع الساليزيان دون بوسكو في أديس أبابا، فضلاً عن احتجاز جميع التيجرايين في العاصمة وفي جميع أنحاء إثيوبيا."
انتشار الأمراض والأوبئة في تيجراي نتيجة الحصار
وتابع: "يعاني مئات الآلاف من الأوبئة والأمراض المزمنة والمجاعة في تيجراي نتيجة الحصار الإنساني الذي تفرضه الحكومة الإثيوبية، وقد طلبت الكنيسة الكاثوليكية هناك إذنًا فوريًا للإغاثة الإنسانية، ولكن كان رد الحكومة هو الاستمرار في حرب التطهير العرقي ، والتي حرمت تيجراي من كل أنواع المساعدات الإنسانية، وحرمتها الوصول إلى أي خدمات أساسية، مثل الخدمات الصحية والكهرباء والإنترنت والنقل الجوي والأرض وما إلى ذلك."
كما أدان التقرير حملة كراهية التي يشنها النظام المركزي في أديس أبابا بوصف التيجرايين على أنهم "سرطان" و "أعشاب ضارة" و "فئران" و "إرهابيون"، واستنكر حشد النظام للعاطلين عن العمل والمتطرفين في أمهرة للمشاركة في الحرب والهجوم على تيجراي من خلال تشكيل ميليشيات مسلحة وجماعات أهلية قام بتسليحا النظام ومنحهم الإفلات من العقاب من أجل نهب واغتصاب وقتل أهالي وسكان تيجراي.
وأوضح إنه بجانب حملات الاعتقال ونشر الكراهية العرقية، عمد النظام الإثيوبي أيضا إلى إسكات جميع الأصوات الإعلامية المستقلة والناقدة للسياسات التي ينتهجها في شمال البلاد، ومنع وصول وسائل الإعلام إلى إقليم تيجراي، وفرض الرقابة على الصحفيين المحليين المستقلين ، فضلا عن تخويف وترهيب الصحفيين الأجانب ونظرائهم المحليين.
وتابع: يتعرض الأفراد الذين يحاولون حماية التيجراي للهجوم، ويُدان الأشخاص الذين يحاولون الابتعاد عن السياسة بوصفهم "متعاونين مع الإرهابيين".
علامات خطيرة للإبادة الجماعية
وفي ختام التقرير، نقل الموقع عن صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير نُشرته يوم 26 نوفمبر، قولها "هناك علامات خطيرة تدل على أن هناك إبادة جماعية تحدث في إثيوبيا، ويجب على العالم التحرك لمنعها. لقد اتسمت البلاد بالعنف من جميع الأطراف، وقد يكون هناك ما هو أسوأ بكثير حيث يتم استهداف المدنيين التيجراي."
وتابعت الصحيفة "تحدث الإبادة الجماعية عندما لا يتم الالتفات إلى علامات الخطر، ينظر العالم بعيدًا رافضًا تصديق إمكانية القتل الجماعي العرقي. دعونا نأمل في تجنب الأسوأ. ولكن لمنع الإبادة الجماعية ، نحتاج إلى دق ناقوس الخطر قبل أن نصل إلى مرحلة اليقين ".