رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رضا أحمد: أتناول في ديواني الجديد براءات الاعتراف كحيز معرفي وجمالي

غلاف الديوان
غلاف الديوان

صدر حديثا ديوان "الاعتراف خطأ شائع" للشاعرة رضا أحمد عن الهيئة العامة المصرية للكتاب في ٢٠٢١، والديوان يقع  في حوالي ١٣٠ صفحة من القطع المتوسط ويحوي ٣١ قصيدة في تسلل رقمي متفاوتة الحجم تنتمي إلى فضاء قصيدة النثر.

وقالت رضا أحمد عن الديوان:" أتناول من خلاله براءات الاعتراف كحيز معرفي وجمالي وموقف إنساني يعبر عن الرغبة في الانعتاق تارة وتداول الأسرار تارة؛ لكن في كثير من الأحيان يضيع المرء بين دروبه حيث النظر إلى الوراء لم يعد يجلب إلا الندم والخذلان. 

259957514_336344728225121_1185546761631634395_n

أضافت، لـ"الدستور":"في مديح الألم الذي نحت ندوبه بتؤدة وصبر؛ أحتفل بتوزيع ذاكرتي على أكثر من شاهد، والقبور أمامي على امتداد الطريق تتزاحم في عشوائية ووحشة بلا أسماء ولا عناوين، ما لم تكن غريبا عن هنا ستعرف خلال هذه القصائد عطر البيت الذي أخذ على طفولتك سذاجتها وأرسلك إلى قفص الشيخوخة المكبل بالجبن والحكمة كمصرفي يقرض أهله ورفاقه أيامه وأفراحه ودموعه وهو يدرك مسبقا أن كل هذا سيعود حتما له مع الفوائد والقلوب المهشمة بأثر رائحته وخطاه.

ومن قصائد الديوان تقول رضا أحمد:"

أحبُّ الشعر لأنَّه يجعلني أرفق بكلبٍ أجربَ 

ينبح تحت جلدي 

لأدعه ينهش بسلامٍ لحمَ الليل 

أو يتركني أتبخر إلى سحابةٍ على شكل عَظْمةٍ،

يرفعني فوق شاهد قبْر؛

مَلَكُ يحرس الأرواح التي تتعثر في قراءة أسمائها

أو مُخلص يلقي في كل تابوت

قربانًا 

ليعتق صاحبه من الزحف 

خلف الغفران في متاهة المطهر.

أحبُّ ما أكتبه 

كحرباءٍ تجلد بذيلها الطمأنينة الرابضة 

على قلبها المتجمد،

وتضخ الأصباغَ إلى شرايينها الباهتة؛

أتخلى كلَّ يومٍ عن جلدي،

عن ذاكرة المكان،

عن العمى الأخرس في عيني،

عن فخاخ الموت التي تأكلني 

كلما سقطت من فوق سريري

إلى صفحة بيضاء.

الشعر يجعل الألمَ طرفةً،

المزاح طريقة محببةٌ لصنع جنازةٍ،

الهذيان أقراصًا مهدئة، 

الحياة جلسة تعذيب طويلة بالجينات

والموت أرجوحةٌ هادئةٌ

تطمر الأرواح في الهواء

فلا تتذكر صورتها الأولى

ولا هي تبرح عيون أحبائها في المرآة.

أكره كل ما أكتبه

مثلما أبغض أن أعرف أنَّه لا توجد 

مقصلةٌ على حافة المغطس

ولا ضَوَاري تلتهم آثار الفزع المتبقي خلفي وأنا أهرب

أو تأثير لصاعق الكهرباء في حَبْلي الشوكيِّ

الذي ينتهي بشجرةٍ يابسةٍ 

يحط عليها كلَّ يوم ألف عصفور 

وجرائد صفراء 

أكواب الشاي

أَدْخنة كئيبة

وأشخاص يتناولون مُخدرًا

ليجعلوني أنام.

أما عن رضا أحمد فهي شاعرة مصرية من مواليد القاهرة حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية - جامعة حلوان، صدر لها ديوان "لهم ما ليس لآذار" عن دار نبض للنشر والتوزيع في ٢٠١٦ ديوان "قبلات مستعارة" عن جاليري ضي في ٢٠١٨، ديوان "أكلنا من شجرته المفضلة" عن دار الأدهم في ٢٠٢٠، ديوان "الاعتراف خطأ شائع" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب في ٢٠٢١، ولها تحت الطبع ديوان "سمكة زينة في صحن الخلود" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. 

وحصلت رضا أحمد على العديد من الجوائز منها جائزة عفيفي مطر عن ديوان "قبلات مستعارة" في دورتها الأولى ٢٠١٧، جائزة حلمي سالم عن ديوان"أكلنا من شجرته المفضلة" في دورتها الأولى ٢٠٢٠، الجائزة الأدبية المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة عن ديوان "سمكة زينة في صحن الخلود" في ٢٠٢١.