أين ذهبت الأكلات المصرية التراثية؟.. خبراء يجيبون
«هفطر باتية، وشبسي، بطاطس سريعة، هعمل أوردر ...» الوجبات السريعة أصبحت هي الملاذ بالنسبة لفئة كبيرة من الشباب، والكثير يجدون سهولة في طلب الأوردر بالمقارنة مع اختيار تناول الأطعمة التى اشتهرنا بها كمصريين أطعمة دخلت في قائمة اليونسكو ضمن الأطعمة التراثية، فبالإضافة لإنشغال بعض الأشخاص وعدم وجود وقت كافي لديهم لتحضير الطعام، نحن نعيش في عصر يتحدد فيه القلق والتوتر في حياتنا، والمهرب السريع للكثيرين هو تناول الوجبات السريعة التي تتميز بطعم لذيذ، وعندما تقبل على تناول الوجبات السريعة فأنت تعلم بالتأكيد أنك تدمر صحتك بالبطىء، وذلك وفقًا لأحدث الدراسات الطبية.
استشاري طب نفسي : تغيرت ثقافتنا للوجبات السريعة
ويرجع جمال فرويز استشاري الطب النفسي لجوء الأطفال والشباب إلي الأطعمة السريعة بسبب تغير الثقافة، كما أن المنتج السريع مبهر لفئة الأشخاص الصغار في السن مما يجعلهم يلجأون بالضرورة إليه حتى وإن كان منتج غير صحي، وليس خفيا ما تسببه هذه الأطعمة من أضرار للصحة النفسية قبل الجسدية.
وأضاف فرويز لـ«الدستور» أن الأطعمة السريعة القادمة من الخارج تمثل روح المرح والسفر والثراء مما يجذب الشباب إليها، كما أن الأضواء الخاصة بهذه المحلات و الديكور الخاص بها وحادثتها عامل جذب لا يمكن إغفاله، والحل لكي يعود الأشخاص خاصة فئة الصغار السن منهم إلى الأطعمة الصحية أنه يتم توعيتهم بذلك.
45% من الوفيات بسبب الوجبات السريعة في أمريكا
بلغت مجموع التكلفة الطبية في الولايات المتحدة بسبب الأطعمة السريعة وما تسببه من أمراض خطيرة ما بيين 27 إل 80 مليار دولار، وأرتبطت الوجبات السريعة بوفاة ما يقارب من 45% من الوفيات بأمريكا، واختلفت النسب بين الجنسين فكانت النسبة الأكبر من الرجال، وذلك يتفق مع العادات الغذائية الخاطئة للرجال، هناك إرتفاع عالميا في نسب الوفاة الناتجة عن النظان الغذائي، ويحدق هذا الإرتفاع أكثر في الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عامًا، وبنسبة تصل إلى 55% من كبار السن.
أضرار الوجبات السريعة على صحة الإنسان
- تأثير سلبي علي الدماغ: كشفت نتائج دراسة علمية قام بها فرع بحوث التمثيل الغذائي لدى معهد "ماكس بلانك" الألماني بكولونيا أن الوجبات الغنية بالدهون والسكر لها تأثير سلبي على الدماغ، ويظهر ذلك التأثير بعد مرور ثلاثة أيام فقط على تناولها، وحسب الدراسة فإن الدماغ يدافع عن نفسه بعد أكل تلك الوجبات ويتفاعل معها بنفس الطريقة التي يتفاعل بها مع البكتيريات التي يتعرض لها الجسم.
- تؤدي إلى فقدان الذاكرة: تتداخل الأطعمة السريعة المحملة بالدهون أو السكريات مع نشاط خلايا الدماغ المسؤولة عن تكوين الذكريات وتذكرها.
- تزيد من إحتمالية إصابتك بمرض السكري: يؤدي تناول الوجبات السريعة إلى رفع مستوى السكر في الدم، و عندما يتجمع الكثير من الجلوكوز أو السكر في مجرى الدم ، تصبح خلاياك مقاومة للأنسولين، هذا يعني أن هناك فرصة بشكل أكبر للإصابة بمرض السكري في المستقبل.
- يمكن أن يؤدي تناول الوجبات السريعة إلى تلف الكلى: تضخ الوجبات السريعة الكثير من المواد السامة في جسمك، وتتمثل مهمة الكلى في التخلص من كل هذه السموم للحفاظ على نظامك نظيفًا وصحيًا، و من أعظم عيوب الوجبات السريعة أنها تجعل الكلى تعمل لوقت إضافي للتخلص من الجزيئات الضارة في جسمك، وبمرور الوقت ، يمكن أن يؤثر ذلك علب عمل الكلي.
- الوجبات السريعة تجعلك تفرط في الأكل: سيجعلك تناول الوجبات السريعة أكثر ميلًا للاستهلاك المفرط للطعام حيث تعمل الدهون المتحولة الموجودة في هذه الأطعمة على إفساد الإشارات في دماغك.
- الوجبات السريعة ترفع ضغط دمك: من المشاكل الصحية التي يسببها تناول الوجبات السريعة تراكم الترسبات في الأوعية الدموية ويؤدي ذلك إلي تقييد تدفق الدم من خلالها مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
"زيادة استهلاك المصريين للوجبات السريعة بعد الجائحة"
تم فرض الكثير من القيود في مصر خلال جائحة فيروس كورونا الستجد حيث تم إغلاق جميع المدارس والجامعات والمطاعم والأماكن الدينية مثل الكنائس والمساجد، كما تم إلغاء جميع الرحلات السياحية، وأغلقت المطارات ولكن ظلت محلات السوبر ماركت والمخابز والصيدليات مفتوحة، وتم تغيير هذه القيود باستمرار لتقليل مخاطر انتقال العدوى خلال شهر رمضان وعيد الفصح وعطلات العيد.
وأثبتت إحدي الدراسات زيادة أستهلاك عدد الوجبات اليومية والوجبات الخفيفة أثناء عمليات الإغلاق، كما زاد استهلاك جميع أنواع الوجبات الخفيفة باستثناء الشوكولاتة والحلويات التي انخفض استهلاكها،ورغم زيادة عدد الأفراد الذين يمارسون الأنشطة البدنية أثناء عمليات الإغلاق الم يلاحظ أي تغييرات كبيرة في متوسط مؤشر كتلة الجسم.
" أبرز الاطعمة المصرية التراثية المسجله في اليونسكو "
يعد الطعام المصري من أكثر الأطعمة أصالة في العالم ويعرف بطعمه اللذيذ في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،ويتصدر الطعام المصري مع اليوناني والفرنسي أكثر الأطعمة تأثيرا علي مستوي العالم، مما يعكس التأثيرات المتنوعة التي كان لدى المصريين طوال تاريخهم، والغذاء بشكل عام جزء كبير من ثقافة كل بلد وفيما يلي أشهر الأطباق المصرية التراثية التي أدرجتها اليونسكو ضمن التراث غير المادي الخاص بمصر .
الحمام المحشي
يعتبر الحمام المحشي كلاسيكيًا حقيقيًا في التجمعات المصرية ، ويتكون من حمامة محشوة بالأرز ومطبوخة مرتين في قدر وفي الجزء العلوي مع الكثير من التوابل المختلفة، وبالإضافة لكونه طبق شهي جدا فهو مغذي للغاية.
الجبنة المصرية
الجبنة المحفوظة في سائل مملح ساخن ناتج عن تقليب اللبن هي أقدم جبن في العالم أو المش هو جبن مصري مدرج في قائمة اليونسكو للأطعمة أما النوع غير المملح من القريش فيرجع إختراعه للمصريين أيضا.
الفاصوليا
هي رمز من أنظمة الطهي في مصر وتعكس إبداعها في استخدام الموارد الطبيعية.
الفول المدمس
أحد أكثر التقاليد شيوعًا عندما يتعلق الأمر بالطعام المصري الذي يعود تاريخه إلى قرون مضت ، وغالبًا ما يتم تناوله كوجبة أولى في الإفطا ويضاف إليه البصل والتوابل مثل الكمون والطحينة وزيت الزيتون وعصير الليمون، والطماطم، وأحيانا يبضاف إلي البيض الملوق، ويرجع إساخدام الفول المدمس للعصر الفرعوني.
البصارة والفول النابت
وهي وجبة مثالية لـالنباتيين ووجبة أساسية في النظام الغذائي للمصريين.
الكشري
يعد البديل المصري النموذجي للوجبات السريعة كما أنه أحد أكثر الأطبلاق الشعبية شهرة في مصر يتكون هذا الطبق التراثي من العديد من مكونات الطعام المغذية، فبالإضافة إلي الأرز المعكرونة الصغيرة و الشعيرية والأسباجيتي يحتوي طبق الكشرري علي البصل المقلي و العدس الأسود والحمص ويغطي بصلصة الطماطم السميكة وصلصة الثوم والخل ، وصلصة الفلفل الحار.
الملوخية
من الأطعمة الشهية ذات السعرات الحرارية المنخفضة، وعرف تقطيع أوراقها وطقوسها في التقاليد المصرية القديمة.
الفتة مصرية
الفتة هي وجبة احتفالية وممارسة اجتماعية مألوفة، يتجمع الناس حولها عند الإحتفال بالكثيرفي المناسبات وخاصة العيد والاستمتاع بصحبة اللذيذ ورائحة الثوم الآسرة.
وهي عبارة عن وصفة بسيطة مكوناتها هي الأرز المصري المطبوخ، والخبز المحمص، والشوربة ،ولحم الضان.
" عادات تناول الطعام في مصر الفرعونية "
وفي السطور التالية ننظر إلى عادات الفراعنة في تناول الطعام والطهي بشكل عام حيث ذكرت الصور على جدران المقابر الكثير من المعلومات حول ما أكله وشربه المصريون القدماء.
ويشمل الطعام المصري القديم هذه الأطعمة علي وجه الخصوص الخبز بأنواعه مثل الخمريت والمالتوت والقرقاش ولا تزال بعض أنواع هذه الخبز موجودة في صعيد مصر.
بالإضافة إلي اللحوم مثل لحم الثيران والأرز والدجاج والأسماك والماعز، والخضار: مثل البصل والثوم واللفت والفجل و الخس و الخيار ولكراث، والحبوب كالقمح ولشعير و و السمسم.
كما عرف الفراعنه الفواكه المغذية مثل التين و الجميز و العنب وشجر الرمان و البطيخ ، والخوخ، ولم يفته م إستخدام الزيوت المفيدة مثل زيت السمسم والزبيب والتمر والتين ومنتجات الألبان كالجبن والقشدة الطازجة والزبدة، وعرفوا المشروبات الساخنة مثل الكروبة واليانسون والحلبة.
" مبادرات مصرية لتشجيع الأكل الصحي "
ومن هنا وتشجعيًا للطعام الصحي مقابل الوجبات السريعة التى اقتحمت عالمنا أطلق الدكتور أيمن أبوالعلا رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، مبادرة "صحتك في أكلك" لمواجهة خطورة الأطعمة والمأكولات مجهولة المصدر والموجهة للأطفال في عام 2020.
وعلى ذات الجانب سبق وتم إطلاق مبادرة "جيل بكرة يكبر بصحة" من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، لعلاج أمراض سوء التغذية للأطفال في المدارس،وحظيت المبادرة بنشاط تسويقى كثيف عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الوعي بأهمية التغذية السليمة والابتعاد عن العادات والسلوكيات السيئة.
عالم إجتماع : لم تطغ الأطعمة السريعة علي الأطعمة المصرية ولكن يتم الدمج بينهما
وتواصلت الدستور مع هاشم بحري أستاذ علم النفس والإجتماع والذي أكد أن الكشري أحد أبرز الأطعمة التراثية المصرية المنتشرة للغاية في الشارع المصري وذكر أن محلات الفول والطعمية منتشرة بشكل يفوق وجود محلات الكشري بأضعاف، وكذلك محلات الفسيخ والملوحة.
وأوضح خلال حديثه لـ«الدستور» أن الشعب المصري لديه القدرة علي الدمج بين الاكلات الخاصة بالماضي والحاضرعلي سبيل المثال يحب البيتزا مثلا ولا يكره الفول، ومنذ القدم فإن مصر دولة مهجر لمختلف دول العالم وبالتالي تدمج بين الثقافات بأكلاتها المختلفة، علي سبيل المثال الشاورما السوري التي أنتشرت في مصر بشكل كبير وأصبح عدد كبير من المصريين يفضلونه.
كذلك أخذت مصر المحاشي من المطبخ التركي، وأصبحت تعرف الكثير من الحلويات من بلاد الشام مثل البقلاوة، وذلك لا يعني أن هناك تخلي عن الأطعمة القديمة لصالح الحديثة، ولكن بعد الدمج بين هذه الأطعمة فـن أفراد المجتمع المصري يختارون ما يعجبهم، فهناك العديد من الأشخاص الذيم يفضلون تناول الفول والطعمية ولكن كثرة الدعاية الخاصة بمحلات أطعمة البراندات هي السبب في إنتشارها في السنوات السابقة، خلافا للمحلات العادية التي لا تقوم بالدعاية.
وتابع: أن الأكلات التراثية المصرية وطريقة تناولها تعد مرفق إجتماعي هام، وذلك نلاحظه أثناء لقطة النتجمع حول محلات الكبدة الإسكندراني، وكذلك التجمع يوميا حول عربة الطعام الخاصة بالفول فهناك يتعرف الناس علي بعضهم البعض أثناء تناول الطعام.