كيف تبدو الحياة في أفغانستان بعد ثلاثة أشهر من سيطرة «طالبان»؟
رغم السهولة التي تمكنت بها حركة طالبان الأفغانية من السيطرة على أفغانستان، تظل هناك المهمة الأصعب وهي كيفية صمود الحركة أمام العديد من التحديات أثناء حكم البلاد.
وتقول الصحفية الأسترالية هولي مكاي، التي تتواجد حاليا في أفغانستان في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إنه قبل ثلاثة أشهر، فر الرئيس الأفغاني أشرف غني من القصر الرئاسي في 15 أغسطس، مما مهد الطريق أمام حركة طالبان لاقتحام المكان مباشرة دون إطلاق الرصاص.
وبعد أسبوعين، حلقت آخر طائرة إجلاء أمريكية في سماء كابول ليلا من مطار حامد كرزاي الدولي، ليُسدل الستار بذلك على حرب مريرة ودموية دامت عشرين عاما.
وتتساءل مكاي، كيف أصبحت الحياة في ظل حكم طالبان الحديدي لأفغانستان منذ ثلاثة أشهر ؟
وتقول إنه في الواقع أن الأمر يمثل مناورة غريبة ومتهورة للانتقال من التمرد إلى تشكيل حكومة مسؤولة عن 38 مليون شخص.
ولا يتمتع قطاع كبير من القيادة بخبرة كبيرة في إدارة الإجراءات الرسمية، فالأمر أبعد ما يكون عن استخدام البنادق والتخفي في الجبال.
ويفضل من يشغلون مناصب عليا عادة القيام بأعمال داخل مسجد أو بعيدا عن حدود المكتب.
وإذا ظهروا، فعادة ما يكون ذلك لبضع ساعات فقط ، حيث تغلق الوزارات والمديريات المتاجر فعليا بعد الساعة الثانية ظهرا.
إن حركة طالبان في حالة ارتباك ، وكل ذلك يأتي في وقت تعتبر فيه البلاد على شفا انهيار اقتصادي مروع.
وفي الشوارع- من كابول إلى قندهار إلى خوست وغيرهما- استؤنفت الحياة ظاهريا؛ فالأفغان وحدهم هم الذين يصبحون أكثر جوعا وفقرا وأكثر يأسا وخوفا يوما بعد يوم.
وفي أقل من اثني عشر أسبوعا، انخفضت قيمة العملة الأفغانية من حوالي 73 أفغاني مقابل دولار أمريكي واحد إلى 92 أفغاني (العملة المحلية).
ومن المتوقع أن تزداد الأمور سوءا، بحسب مكاي.